لماذا الذكر أفضل من الأنثى مع أن حياتها أصعب بالمقارنة بينهما؟
2014-01-14 02:46:02 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة أبلغ من العمر 21 عاما، لدي سؤال دائما أفكر فيه، قد يكون فيه نوع من الجهل.
هل الله فضل الذكر على الأنثى كما قال سبحانه وتعالى "وليس الذكر كالأنثى"، أو جميعهم سواسية؟
ثانيا: أعلم أن حياة الفتاة مقارنة بالذكر هي أصعب في كل شيء، دائما عليها قيود، وفوق هذا أكثر أهل النار هن النساء، أليس ديننا دين عدل؟ لماذا لا يكون العدل بالحساب والجزاء أيضا؟
مع العلم أني لم أسأل هذا السؤال لأني أشكك بديني، فأنا أعلم أنه دين عدل، بل أحمد الله أنه أنعم علي بنعمة الإسلام، ولكن {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}.
وأخيرا أتمنى أن أجد إجابة شافية للسؤال الذي طالما أردت معرفة إجابته، وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ لأن الله ربي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك ابنتنا العزيزةَ في استشارات إسلام ويب، ونشكر لك ثقتك فينا وتواصلك معنا، وكما نثمن لك أيضًا ثقتك بدينك وحرصك على إزالة ما قد يطرأ عليك من شُبهة.
وأما ما تفضلت به من الاستدلال بالآية أو ذكر الآية {وليس الذكر كالأنثى}، فهذا حق قاله الله سبحانه وتعالى، ولكن (ليس الذكر كالأنثى) ليست قاعدة كليّة حاكمة على أحوال الدارين، يعني على أحوال الدنيا والآخرة، فإن ثواب الآخرة وجزاء الإنسان فيها لا يفرق فيه بين الذكر والأنثى، بل كلٌ يُجازى على عمله كما قال الله تبارك وتعالى: {فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض}، وقال سبحانه وتعالى: {من عمل صالحًا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة}.
فثواب الأعمال وجزاؤها لا فرق فيه بين الذكر والأنثى، إنما الأنثى قد تكون دون الرجل في بعض المنافع التي تُجنى من الرجال لما خلقهم الله تعالى عليه، وهيأهم له من أداء الوظائف التي لا تقدر عليها النساء: كالقيام بالأسفار، وتحمل عناء الأسفار للتجارات، أو القيام بالحروب والدفاع عن الأوطان والأموال، أو تولي بعض الأعمال التي لا تقدر عليها المرأة، فالرجل أو الذكر ليس كالأنثى في هذا، فهو أنفع وأقدر على أداء بعض الأعمال التي لا تقدر الأنثى عليها، كما أن الأنثى أنفع من الرجل في جوانب أخرى لما هيأها الله تعالى له من الوظائف والأعمال.
وبعد هذا وقبله هذا لا ينطبق على كل الأفراد، أو على جميع الأفراد فردًا فردًا، فربما كانت أنثى واحدة خيرًا من مليون ذكر، فإن الله تعالى يقول: {إن أكرمكم عند الله أتقاكم}.
والخلاصة -أيتهَا البنت العزيزةَ- أن الله تعالى لا يفضل شيئًا عبثًا، فالجميع خلقه، فهو رب الأنثى ورب الذكر، وهو أعلم سبحانه وتعالى بما في الجنسين من الخصائص والمميزات، ولهذا أعطى الذكر صلاحيات لم يعطها الأنثى؛ لأنه يصلح لها، كما أعطى الأنثى خصائص ووكل إليها وظائف وأعمال لا يصلح لها الرجل؛ لما يعلمه سبحانه وتعالى ما فيها من الصلاحية لذلك.
وأما كون أهل النار أكثرهم من النساء فهذا بسبب كسب هؤلاء النسوة، كما بيّن ذلك رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- بقوله: (يُكثرنَ اللعن، ويكفرنَ العشير) فلم يدخلنَ النار لأنهنَّ نساء، إنما سبب العمل، والله عز وجل لا يظلم مثقال ذرة، كما أخبر في كتابه.
فتساهل النساء في بعض الأعمال الموجبة لغضب الله تعالى وسخطه يجر كثيرًا منهنَّ إلى الوقوع في عقاب الله تعالى، وهذا ينبغي أن يكون سببًا للتحذير والتنبيه وأخذ الحيطة والحذر من الوقوع فيما حذر منه النبي -صلى الله عليه وسلم-.
نسأل الله تعالى لنا ولك الهداية والسداد.