لم يتقدم أحدٌ لخطبتي مع أنه لا ينقصني شيء!
2014-01-22 00:32:24 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أود أن أشكركم على موقعكم الأكثر من رائع، وعلى جهودكم المبذولة لتقديم النصح والمشورة لنا، جعلها الله في موازين حسناتكم.
أنا فتاة عمري 23 سنة، طالبة جامعية، مشكلتي تكمن في أنه لم يتقدم لي أحد حتى الآن، أعلم بأنني لا زلت في مقتبل العمر، وبأن هناك فرصاً عديدة ربما لم تأت بعد، لكنني اشتقت أن أتزوج، ليس لأن لدي مشاكل أو مشاكل عائلية، لا بل على العكس فحياتي طبيعية ومستقرة، ووهبني الله عائلة رائعة أحبهم كثيرا وفخورة بهم جدا، لكن أريد العفاف والستر، أريد أن أذوق حلاوة الحب بالحلال، أريد أن أصبح أما، أريد تكوين أسرة وتحمل المسؤولية.
أعلم بأن الزواج رزق بيد الله، وأن كل نفس لا ترحل من هذه الدنيا إلا وهي مستوفية كامل رزقها، لكن بصراحة فكرة أنه لم يتقدم أحد لخبطتي أصبحت تؤرقني كثيرا وتثير مخاوفي وتشغل بالي ليل نهار، ومستواي الدراسي تراجع، فقمت بالاعتذار العام الماضي عن الجامعة، خاصة بأن جميع صديقاتي قد تزوجن -ما شاء الله-، فرغبتي ازدادت للزواج.
وقبل سنة سمعت عن موقع زواج على النت، فقررت أن أسجل فيه -بعد معرفتي بأن المشرف عليه أحد المشايخ، وأيضا قوانين الموقع صارمة بعض الشيء، وهناك رقابة على الأعضاء والرسائل-، سجلت واستمررت في الموقع عدة أشهر، فكرة الموقع رائعة لكن لم أجد الشخص المناسب، بحكم أن أغلب الأعضاء متزوجون أو مطلقون، ولا أستطيع الارتباط بمتزوج أو مطلق أو تكون أعمارهم كبيرة، فلم أجد أي شخص مناسب، فقمت بحذف عضويتي.
أصبحت اسأل نفسي هل سأتزوج في يوم ما؟ أنا لا أدعي الكمال -فالكمال لله-، لكنني لا ينقصني شيء -ولله الحمد-، فأنا من أسرة محافظة وأهلي جدا طيبون، والتعامل معهم مرن -والحمد لله-، وعلى قدر كبير من الجمال، وأخلاقي طيبة بشهادة كل من هم حولي، وأهتم جدا بمظهري وأناقتي، لست ملتزمة لكنني محافظة على أمور ديني وحجابي.
بدأت أوسوس بأن هناك سبباً قوياً منع عني الخطاب أو الزواج، هل هناك حل لمشكلتي؟ لأن صداقاتي وعلاقتي محدودة، لأنني هادئة وخجولة نوعا ما، وليس هناك شباب في سن الزواج من العائلة، والمناسبات التي نذهب لها قليلة فكيف يمكن أن يراني الناس أو كيف أنخطب؟
أنا أثق جدا بموقعكم، وقد استفدت منه كثيرا، فأتمنى أن تنصحوني وترشدوني، هل أعيد تسجيلي بالموقع، أو ماذا أفعل؟ وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك هذه الاستشارة الرائعة جدًّا التي تدل على نضج وعقل وسعادة، وأنت -ولله الحمد- في نعم، ونعم الله مقسمة، وأنت كما قلت في مقتبل العمر، فاجتهدي في الدراسة، ولا تؤخري سنوات الدراسة، وأقبلي على الله -تبارك وتعالى- قبل ذلك وبعده، واجعلي اللجوء إلى الله -تبارك وتعالى- والتمسك بشرعه وسيلة إلى الإجابة في الدعاء والتوجه ونيل الخير، فإن ما عند الله من التوفيق لا يُنال إلا بطاعته، وينبغي أن تعلمي أن السعادة ليست في الزواج، وليست في المال، وليست في المناصب؛ لأن السعادة هي نبع النفوس المؤمنة، الراضية بقضاء الله وقدره، المواظبة على ذكره وشكره وحسن عبادته.
ولذلك بحثوا عن السعادة في كل ميدان لكنهم لم يجدوها لأنهم أخطؤوا طريقها، لأن السعادة طريقها واحد {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب} وإذا التزم الإنسان وآمن بالله فإن الزواج نعمة والمال يُصبح نعمة والصحة تُصبح نعمة، وكل هذه النعم إنما ترتبط أولاً بحسن العلاقة بالله -تبارك وتعالى- وحسن التوجه له.
وحقيقة نحن ندعوك إلى أن تُظهري ما وهبك الله من المفاتن والخير وسط النساء، فتحرصي على حضور المحاضرات، والذهاب إلى مراكز العلم، والتعرف على الداعيات الفاضلات، وطالبات العلم الراسخات، لأن هذه هي بيئة الصالحين، واعلمي أن جمهور النساء لكل واحدة منهنَّ أخٌ أو ابنٌ أو محرمٌ من محارمهنَّ يبحث عن الصالحات من أمثالك، فلا تحجزي نفسك، ولعل هذا هو السبب، لأن الإنسان إذا لم يكن تداخل مع الناس وحضور مجتمعي فكيف سيتعرف عليه الناس؟ وهذه من الأسباب المشروعة التي ينبغي أن تُبذل.
طبعًا لا نقصد ما تفعله الجاهلات من تقديم التنازلات، وأنت -ولله الحمد- مؤدبة ومحافظة، لكن نريد أن يكون لك حضور حتى في مجامع النساء، فمن مجامع النساء تحصل الزيجات، ويحصل هناك الاختيار، وهناك تبدأ هذه الرحلة إلى السعادة الزوجية، وهذه أنجح طرائق الارتباط، وهي ما تسمى بالطريقة التقليدية، التي يخطب فيها الشاب عن طريق خالته أو عمته أو أمه، تُخطب فيها الشابة عن طريق أهلها ومعارفها وجاراتها والصالحات من زميلاتها.
فلذلك هذا الذي ينبغي أن ننبه إليه من فعل الأسباب، ثم بعد ذلك عليك بالتوكل على الكريم الوهاب سبحانه وتعالى، ونتمنى أن تستفيدي من هذه الفرصة فتعودي للدراسة، وتتفوقي فيها، وتنتبهي لمهاراتك، وتتواصلي مع الموقع، وتعرفي الأدوار التي ينبغي أن تقوم بها المرأة في بيتها وفي خدمة دينها.
نكرر سعادتنا بهذه الاستشارة، ونتمنى أن يحصل التواصل منك مع الموقع، ونحب أن نؤكد أن لكل أجل كتاب، وأن الوقت الذي أراده الله والخاطب الذي قدره الله سيأتيك، فالجئي إلى الله -تبارك وتعالى-، واعلمي أن الله -تبارك وتعالى- هو الوهاب سبحانه وتعالى، فأكثري من التوجه إليه ومن السجود له، وتعوذي بالله من الشيطان إذا شوش عليك بمثل هذه الأفكار، لأنه يريدك أن تصلي إلى اليأس، ويريدك أن تقنطي، وهذا كله لا ترضاه هذه الشريعة، فالمؤمنة تثق برحمة الرحيم، وتنتظر عفو العفو، وتؤمن بهبات الوهاب التي تنزل على الناس بغير سابق استحقاق، فنسأل الله أن يرحمنا ويرحمكم، وأن ييسر أمرك، وأن يهيأ لك الزوج الصالح الذي يُسعدك لتُكملي معه مشوار الحياة، وتحققي الأهداف الرائعة التي هي أهداف مشروعة وقد وردت في الاستشارة، ونحن سعداء بهذا النضج في عرض هذه الاستشارة، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.