الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الزين كله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
عدم انتظام الدورة الشهرية مسألة تشير إلى اختلال التوازن بين الهرمونات المسؤولة عن الدورة الشهرية، وهما هرمون إستروجين الذي ترتفع نسبته قبل التبويض، وهو مسؤول عن بداية بناء بطانة الرحم، وهرمون بروجيستيرون الذي ترتفع نسبته بعد التبويض، وهو مسؤول عن إكمال بناء بطانة الرحم، ليسمح للبويضة المخصبة بالتعشيش داخل الرحم، أو يسمح لنزول دورة شهرية منتظمة في حالة عدم حدوث حمل بعد الزواج، ونقص هرمون بروجيستيرون بسبب ضعف التبويض، أو بسبب التكيس يؤدي إلى خلل وعدم انتظام في الدورة الشهرية.
حبوب التنظيم التي وصفها الطبيب هي حبوب منع الحمل، وهي جيدة ولكنها أحيانا تؤدي إلى مضاعفات جانبية شديدة لدى بعض السيدات، تصل إلى حد الاكتئاب والصداع، وقد تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم ومشاكل في الأوعية الدموية، وتقل هذه الأعراض في خلال ثلاثة شهور، ولكن من الواضح أنها غير مناسبة بالنسبة لك، خصوصا إذا كانت من الحبوب ذات الهرمونين.
ولذلك ننصحك بالتوقف عن تناولها، والاعتماد في تنظيم الدورة فقط على حبوب من هرمون بروجيستيرون صناعي، تسمى حبوب دوفاستون التي لا تمنع التبويض، وتنظم الدورة في نفس الوقت، وجرعتها 10 مج، تؤخذ من اليوم 16 من بداية الدورة حتى اليوم 26من بدايتها، ثم الانتظار حتى تنزل الدورة الشهرية، ومعاودة تناول الدواء في الشهر التالي بنفس الطريقة، حتى تنتظم الدورة الشهرية.
والوزن الزائد يساعد على حدوث التكيس، وبالتالي يجب العمل على إنقاص الوزن من خلال الحمية الغذائية، ومن خلال المشي والرياضة، مع استخدام أقراص جلوكوفاج 500 مج، مرتين يوميا بعد الغداء والعشاء، وهو دواء يستخدم لعلاج مرض السكري من خلال مساعدة الإنسولين الداخلي في الدم على العمل الجيد، ويستخدم في حالتك لمساعدة المبايض على التبويض الجيد وعلاج التكيس.
كما أن هناك بعض المكملات الغذائية قد تفيد في إمداد الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية، مثل كبسولات Materna ، ويمكنك أيضا تناول حبوب فوليك اسيد 5 مج يومياً، ويمكن أيضا تناول كبسولات فيتامين دال؛ لأنها ضرورية لتقوية العظام وحمايته من مرض الهشاشة فيما بعد، مع الغذاء الجيد المتوازن.
وكذلك يجب الاهتمام بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي، مع شرب أعشاب البردقوش وأعشاب المريمية، وتشرب مغلية مثل الشاي ويمكن شربها مرتين يومياً، فهي تساعد على التبويض الجيد، وهناك مغلي مطحون الشعير، ويعرف بالتلبينة النبوية، وهو مفيد أيضا لعلاج الإمساك وعسر الهضم وعلاج مشاكل المبايض، وهناك أيضا حليب الصويا وقد تم استخراج كبسولات فيتو صويا منه، وتستخدم لعلاج التكيس وتحسين التبويض، وبالتالي تنظيم الدورة الدموية.
حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.
______________________________________
انتهت إجابة: د. منصورة فواز سالم -طب أمراض النساء والولادة وطب الأسرة-،
وتليها إجابة: د. محمد عبدالعليم - استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان-.
إجابتي هي إكمالاً لما ذكرته الأخت الدكتورة منصورة فواز - جزاها الله خيرًا - حيث إنني سوف أتكلم من المنظور النفسي.
الأعراض التي ذكرتها هي أعراض قلقية توترية، مع شيء مما نسميه بنوبة الهرع أو الهلع البسيطة، وقد يكون هناك عسر جزئي في المزاج.
لا تخافي من هذه المسميات الكثيرة، فهي كلها تشير إلى نوع من الاضطراب المزاجي وليس أكثر من ذلك، وهذا يحدث عند بعض النساء خاصة في فترة ما قبل الدورة الشهرية، وكما أشارت لك الطبيبة ربما تكون حبوب التنظيم التي تناولتها قد ساهمت في ذلك، لكن لا نقول أن هذا أمر حتمي وجازم.
الشعور بالوخزات والآلام البسيطة في الصدر دائمًا تكون مرتبطة بالقلق والتوتر، أعتقد أن الذي تحتاجين له هو مجرد تمارين الاسترخاء، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (
2136015) أرجو أن تطلعي على تفاصيلها وتطبقي التمارين الواردة بها.
ربما تحتاجين لبعض الحبوب البسيطة جدًّا المضادة للقلق مثل عقار (فلوناكسول)، من الأدوية الطيبة والجيدة والمفيدة، وجرعته هي حبة واحدة في اليوم لمدة شهرين مثلاً، وقوة الجرعة هي نصف مليجرام.
لكن إذا تكررت هذه النوبات خاصة فيما قبل الدورة الشهرية، فهنا يجب أن تراجعي الطبيب النفسي، لأنك قطعًا سوف تكوني محتاجة لأحد مضادات الاكتئاب مثل عقار (سيرترالين)؛ لأن العسر المزاجي ما قبل الدورة الشهرية أصبح الآن هو نوع من الاضطرابات الاكتئابية الوجدانية، وله معايير تشخيصية، ويجب أن يعالج علاجًا جيدًا من خلال مضادات الاكتئاب.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.