الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على التواصل معنا، والكتابة إلينا على هذا الموقع.
يكثر الخوف بأشكاله المختلفة عند الناس، وإن كانوا قليلا ما يتحدثون عنه بسبب الخجل أمام الناس، ونسمي عادة هذا الخوف بالخوف أو الرهاب (phobia)، وقد يكون الخوف من شيء محدد كما هو الحال معك من الخوف من النوم منفردة، أو الخوف من عدم القدرة على النوم، وهذا قد لا يختلف كثيرا عن الأنواع الأخرى للخوف، مثل الخوف من حيوان معين كالقطة أو الكلب أو غيرهما، أو الخوف من الأماكن العامة أو المزدحمة، أو الخوف من المرض، وهناك أحيانا الخوف من أمور غير محددة كالشعور الغريب وكأن أمرا ما قد يحدث، أو الخوف من المستقبل وما يمكن أن تأتي به الأيام.
والعادة أن يبدأ الشخص الذي يعاني من الخوف بتجنب الأماكن أو الأشياء التي يخافها، كالنوم منفردا كما هو معك، وإذا به يشعر أن خوفه هذا قد تحسن، إلا أن هذا شعور خادع، فما هو إلا وقت حتى يزداد هذا الخوف، لأن هذا التجنب لا يحل المشكلة، وإنما يزيدها قوة وعنادا، ويقوم العلاج بشكل أساسيّ على مبادئ العلاج المعرفي السلوكي، وهو أفضله.
وبالرغم من فوائد العلاج الدوائي في كثير من الحالات، ولكن يبقى العلاج الأكثر فعالية للخوف أو الرهاب هو العلاج المعرفي السلوكي، وهو محاولة تغيير السلوك وعدم الاستسلام للأفكار الرهابية، وقد تحتاجين لتطبيق هذه المعالجة مراجعة طبيب نفسي أو أخصائي نفسي، وهو يمكن أن يشرف على العلاج المعرفي السلوكي بالإضافة للعلاج الدوائي.
وطالما لا تحبين الآن زيارة طبيب نفسي أو تناول الأدوية، فما عليك إلا أن تقتحمي المجالات التي تخافينها كالنوم منفردة، أو غيرها من المواقف، وستلاحظين وبعد قليل من الوقت أنك بدأت تتكيّفين مع هذه المواقف والحالات، وأن خوفك إما اختفى بالكليّة، أو على الأقل أصبح أخفّ مما كان عليه، وأنا أعدك أنك إن استطعت النوم منفردة في سريرك، مرة أو مرتين، بأنك ستشعرين بالكثير من الحرية والانطلاق.
وأنت تقومين بمحاولة النوم منفردة قومي بتمارين الاسترخاء أو التنفس الهادئ، أو صرف انتباهك لأمر آخر غير هذه الأعراض وهذه المشاعر كالتفكير في الهوايات والأنشطة المفيدة، واستمري أيضا في تلاوة الآيات القرآنية التي تساعدك على الاسترخاء والراحة، وأنا أنصح عادة أن يقرأ المصاب عن طبيعة الخوف أو الرهاب، وبحيث تتعرفين على طبيعة هذا الرهاب، وكما يقال إذا عرف السبب بطل العجب.
وللفائدة راجعي أذكار وآداب النوم: (
277975).
وأدعوه تعالى أن ييسّر لك الخير، ويعينك على تجاوز هذه المرحلة التي أنت فيها.