أخي المراهق يقلد غيره وأصبح لا يستمع النصيحة!
2024-01-17 23:53:46 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله..
أخي عمره 13 سنة، كان في صغره مؤدبًا ويحب أن يحفظ القرآن ويسأل دائمًا عن قصص الأنبياء، وكنت دائمًا أهتم به، لكن الآن بحكم بيئتنا نسكن في حارة، فأصبح يُكثر الخروج، ويهمل دراسته ولا يسمع لنصحي، ولا يأخذ الأمور بجدية.
والآن عرفت أنه هو وابن خالتي يستخدمون لفائف القات، أرشدناه لكن أشعر أنه لم يقتنع، فقد اكتشفناه للمرة الثانية معه في الحمام، هناك فئة من صغار السن يستخدمونه، فأخبرني أنه يقلدهم، لكن لا أعلم من أين يأتون به، وبعدها اكتشفت أنه يأخذ أشياء دون علم أصحابها، اليوم رأيت معه رضاعة طفل بداخلها عصير، ويقول لا أريد أن أشرب العصير من الكأس، فأخذت رضاعة ابنة عمتي -عمرها سنتان-، فقلت له ارجعها واعتذر لعمتي، أرجعها لكنه كذب عليها وقال رأيتها ملقية ولا أعلم كيف وصلت لمنزلنا! أرشدوني للحل مأجورين.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ nona حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك في الموقع، ونشكر لك هذا الاهتمام بأخيك الصغير، وهكذا ينبغي أن تكون الفتيات الصالحات، ونؤكد لك أن البدايات الصحيحة - إن شاء الله تعالى - ستكون خير عون لكم على إصلاحه في هذه المرحلة العمرية التي تحتاج إلى حرص زائد وانتباه ويقظة، وإلى نظر فيمَن حوله من أصدقاء له، فاجعلوا البيت بيئة جاذبة، وحاوروه، وناقشوه، وقربوه، واقبلوه، وأعلنوا له عن حبكم ومشاعركم، وحاولوا أيضًا أن تحمّلوه مسؤوليات، وأشعروه بحاجتكم إليه داخل البيت، وأظهروا الفرح ببلوغ هذه المرحلة، وبأنه أصبح إنسانًا ناضجًا.
وحاولوا أن تبنوا له شخصية حتى لا يُقلِّد الآخرين، قولوا له: (المسلم ليس إمعة يقول أنا مع الناس إن أحسنوا أحسنتُ، وإن أساؤوا أسأتُ، ولكن يوطن نفسه على الإحسان). وقولوا له: (مثل هذه التصرفات لا تشبهك، أنت طالب مُهذب، وأنت رجل مُهذب، وأنت من عائلة ولله الحمد فيها وفيها من الخيرات).
حاولي دائمًا أن تكوني صريحة معه، وتجنبوا القسوة، وتجنبوا التحقيق والتدقيق، لأن ذلك يدفعه إلى ممارسات خاطئة ويحتال عليكم ويكذب عليكم، ولكن تُبنى المسائل على الصراحة، وتُبنى على الحوار والنقاش والإقناع.
هذه الفئة العمرية لا تقبل التوجيهات المعلبة، ولا تقبل كثرة الأوامر، لكنها تفرح بالحوار، وتستمتع بالنقاش، وتقتنع بالكلام إذا كان هادئًا، وإذا كان فيه أخذ وعطاء، ولذلك هذا ما ينبغي أن تهتموا به، وتحاولوا أن تتعاملوا به وُفق هذه الأسس والقواعد معه، وأنت بالذات نريد أن تهتمي بأموره الخاصة، توفري له ما يحتاج إليه، تحاولي أن تسأليه وتستخدميه في الأمور النافعة لكم وله، وحاولوا دائمًا أن يكون الوالد أو يكون إخوانك من الذكور – إن كان لك إخوان – قريبين منه، شفوقين عليه، يُعطونه بعض المسؤوليات وبعض المهام.
نسأل الله تعالى أن يُصلحه، وأن يقر أعينكم بصلاحه، وطبعًا قبل ذلك وبعده لا بد من اللجوء إلى الله تعالى، لأن التوفيق إلى الخيرات بيده وحده سبحانه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، ونشكر لكم هذا التواصل مع الموقع، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعين الجميع على طاعته.