أعاني من الاكتئاب بسبب ممارستي للعادة، كيف الخلاص؟
2014-01-23 12:35:26 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
عمري 26 سنة، وأمارس العادة السرية بكثرة، إلا أنني لا أستخدم يدي، بل أتخيل وأضم رجلي بشدة، ولا أعرف إذا كان هذا يمكن أن يؤثر على غشاء البكارة أم لا؟
أود أن أتوقف عن هذا العمل، لكنني لا أستطيع، كما أنني بدأت أشاهد أفلاما إباحية، ولا أستطيع التوقف، أو أن أتوب، ولكنني في كل مرة أعاود فعل نفس الشيء.
أرجو المساعدة، فأنا أعاني من الاكتئاب بسبب ما أفعل.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ eman حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة/ في الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، وأن يلهمك مراقبة الله تبارك وتعالى في السر والعلن، وأن يعينك على التخلص من هذه الممارسة السيئة التي تترك آثارًا سالبة، آثارًا نفسية، وآثارًا خطيرة جدًّا، وتجعل الفتاة منزوية ومنطوية ومنهزمة مع نفسها، والأخطر من هذا أن التمادي فيها يُغضب الله، وأن التمادي فيها أيضًا يسلب المرأة -ويسلب من يقوم بها- سعادتها بالحلال، فإن الإنسان إذا أدمن هذه الممارسة فإنه يتبرمج عليها، فلا تسعد بعد ذلك مع زوجها، وقد لا تُسعد زوجها أيضًا في مستقبل حياتها عندما تتزوج بالحلال.
ولذلك نحن ندعوك للتوقف، وأنت ولله -الحمد لله تعالى- تعرفين أن هذا الأمر لا يجوز، والآن تعيشين الآثار، تقولين بأنك الآن عندك اكتئاب، وهذه هي البدايات، ونخشى عليك في حال استمرارك على هذا الطريق أن تصلي للنهايات السيئة التي لا نريدها لك، فأنت في مقام البنت والأخت، وأنت دُرَّة غالية، ومن ترك شيئًا لله عوضه الله تبارك وتعالى خيرًا.
وإن كانت الممارسة التي تحصل منك والطريقة التي تقومين بها قد لا تؤثر على غشاء البكارة، لكني أرجو ألا يكون هذا هو الهم الأول، فالهم الأول هو أنك تقعين في مخالفة، وتقعين في أمر يُغضب الله تبارك وتعالى، ومهما كانت الطريقة فإن الإدمان عليها ليس في مصلحة أي فتاة، وليست في مصلحة أي شاب أن يمارس مثل هذه الممارسات، لأن الله يقول: {والذين هم لفروجهم حافظون* إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين* فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون}.
وهذه العادة لها آثار على عقل الإنسان، وتفكير الإنسان، ونفسية الإنسان، وصحة الإنسان، الإنسان يُحدث عن آثارها وأضرارها خاصة في الحالات التي يظهر فيها الإدمان والاستمرار في الممارسة، والإنسان يتعجب كيف تقول الفتاة: (لا أستطيع أن أتوب).
أنت تركت الطعام والشراب لله في رمضان، ولا نملك إلا أن نقول بما قاله ابن أدهم لمن قال: لا أستطيع، قال: إذا أردت أن تعصي الله فلا تسكن في أرضه، قال: أين أسكن والأرض لله؟ قال: أمَا تستحي تسكن في أرضه وتعصيه؟
قال: إذا أردت أن تعصي الله فلا تأكل من رزقه، قال: ومن أين آكل والأرزاق كلها من الله؟ قال: أمَا تستحي من الله تسكن في أرضه وتأكل من رزقه وتعصيه، إذا أردت أن تعصي الله فابحث عن مكان لا يراك فيه الله؟ قال الشاب: كيف والله لا تخفى عليه خافية؟ قال: أمَا تستحي من الله، تسكن في أرضه وتأكل من رزقه وتعصيه وهو يراك؟ إذا أردت أن تعصي الله فادفع عنك الموت وملائكة الموت؟ قال: ومن أين وهم غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يُؤمرون؟ قال: أمَا تستحي من الله؟
إذًا لا بد أن نستشعر هذه المعاني، فتوبي إلى الله من هذه الممارسة، واشغلي نفسك بالمفيد، وتجنبي الخلوة، ودائمًا احرص على ألا تأتي للفراش إلا وأنت مستعدة للنوم، وإذا نهضتِ تنهضي مباشرة وأنت ذاكرة لله، تنامي على وضوء وطهارة وذكر، وتستيقظي كذلك على ذكر وطاعة لله تبارك وتعالى، تذكري أن الله ناظر إليك، تذكري قوله تعالى: {إن الله كان عليكم رقيبًا}، وقوله تعالى: {ألم يعلم بأن الله يرى} وتذكري هو: {يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون} وقوله تعالى: {إن الله خبيرٌ بما يصنعون} وقوله تعالى: {إن الله خبير بما تعملون}، وقوله تعالى: {إن الله بما تعملون بصير}، وقوله تعالى: {يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله}؟.
وتذكري الأضرار والآثار الخطيرة لهذه الممارسة، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد والثبات والهداية، ونشكر لك التواصل مع الموقع، ونتمنى أن يدوم هذا التواصل، وأرجو أن نفرح بتوبتك وبتغيير هذه الممارسة السيئة، والخروج من هذه المخالفة، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.