أمر بحالات خوف شديد عند تواجدي مع مجموعة من الناس
2014-01-27 01:00:15 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
في الحقيقة كنت وإلى الآن أبحث في شبكة الإنترنت على مشاكلي النفسية التي أمر بها، لعلي أجد حلاً بإذن الله، إلى أن وجدت موقعكم الرائع، أثابكم الله جميعاً، وجزاكم الله عنا كل خير.
أنا طالب جامعي، بعمر ٢٢ سنة، أمر بحالات خوف شديد عند تواجدي مع مجموعة من الناس، حيث تظهر لي بعض الأعراض غير الطبيعية من تعرق وزيادة في ضربات القلب والسرحان، فلدي خوف غير عادي في بعض الظروف لا أجد له تفسيرا.
يعني لا أقدر أتصرف حين أكون متواجدا بين الناس، فلا أجد كلاما أقوله، وأظل صامتا لفترة يلاحظ هذا من بجانبي، وعند سؤالي أو عندما أتداخل معهم بالكلام يكون الكلام مختلطا وغير متزن!
أيضاً حين أكون ماشيا بالشارع أو داخل الجامعة أو أي مكان به مجموعة من الناس تكون خطوات المشي لدي غير متزنة، وأحس حينها أن الناس تنظر إلي وتراقبني، وأنهم يروني بأني غير طبيعي، فسرعان ما أحاول الخروج من تلك الأماكن، إلى أن أصبح بي الحال وحيدا معزولاً عن الناس.
أصبحت مسجل غياب لفترة طويلة من الجامعة ومن أصدقائي وأهلي، وأحياناً تصل بي المرحلة بأن أغلق جهازي الجوال حتى لا أتلقى لوما من أحد بسبب الغياب وعدم الظهور، فأنا لا أريد أن أكون دائما في مكان للسخرية، أريد أن أتصرف بطبيعتي ولا أخاف من كلام ورأي الناس، وأن تكون شخصيتي قوية ولكن كيف مع هذه الأعراض؟!
منذ فترة كنت أقرأ الرقية الشرعية على نفسي، وكانت تظهر لي أعراض منها ضيق النفس حتى يظهر له صوت من شدة الضيق وصداع، فالمهم ذهبت إلى أحد الشيوخ وقال: إني مصاب بالعين والحسد، وآخر يقول بأنه مس.
هل هنالك علاج دوائي يساعدني من الخلاص من هذه الحالة بإذن الله؟ إذا كانت نعم فهل لها أعراض جانبية على المدى الطويل؟
هل تنصحوني بترك الجامعة لفترة تخلصي من هذه المشاكل ثم أعاود تكملتها؟ لأني أرى أنها تزيد علي الضغط النفسي من غير فائدة، يعني مرات أتشجع وأقوي قلبي، لأن أخرج للجامعة، وحين يحين وقت الذهاب أفكر كثيرا وأخاف ثم أتردد وأرجع كما كنت.
أريد منكم بعض الأساليب في تقوية الشخصية، والتحكم في ضبط النفس عند التعرض لإحراجات أو سخرية من قبل الناس.
شكراً لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنا أعتقد أنك تعاني من قلق المخاوف، وهو الذي يجعلك تتفاعل سلبيًا عند المواجهات، أو حين تكون مع مجموعة من الناس.
أيها الفاضل الكريم: شخصيتك ليست ضعيفة، أنت لست مثارًا للسخرية من الآخرين، مفاهيمك الخاطئة حول نفسك وعدم تقديرك لذاتك بصورة صحيحة هو الذي يجعلك تشعر هذه المشاعر، فأرجو أن تعيد تقييم نفسك، أنت مكرَّم من جانب الحق عز وجل، وأنت شاب، ولديك الأهل، ولديك الأصدقاء، وأمامك مستقبل جميل.
لا تنظر لنفسك نظرة سلبية، أسوأ شيء أن يتبع الإنسان المشاعر والأفكار السلبية، ويبني حياته على أساسها، لا، كن منتجًا، كن يدًا عليا، كن في الصفوف الأمامية دائمًا، ولا تترك مجالاً لهذه الهواجس السلبية.
الرقية الشرعية لا شك أنها مطلوبة وطيبة، ومحافظتك على صلاتك مع الجماعة، وأن يكون لك ورد قرآني يومي، وأن تحرص على أذكار الصباح والمساء، أعتقد أن هذا يكفي تمامًا.
أنت لست محتاجًا لمن يقول لك إنك مصاب بالعين أو بالحسد، فالله خير حافظًا أيها الفاضل الكريم.
يجب أن تكون لك أيضًا دوافع إيجابية حول المستقبل، زوّد نفسك بسلاح العلم والدين، فهما أفضل وسيلة لتقوية الشخصية، شخصيتك ليست ضعيفة، لكن مفاهيمك حول ذاتك سلبية.
كن بارًا بوالديك، هذا - إن شاء الله تعالى – أيضًا يعطيك دفعًا إيجابيًا كبيرًا.
أرجو أن تستمر في دراستك، ولا تتردد في هذا الأمر أبدًا، فترك الجامعة قرار خطير، بل هو قرار مرفوض تمامًا.
العلاج الدوائي: أعتقد أنك سوف تستفيد كثيرًا من أحد محسنات المزاج، وهناك دواء يعرف باسم (سبرام)، واسمه العلمي (ستالوبرام) وهو متوفر في السودان، دواء جيد جدًّا، تناوله بجرعة حبة واحدة ليلاً، وقوة الحبة هي عشرين مليجرامًا، استمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم اجعل الجرعة نصف حبة ليلاً لمدة شهرين، ثم توقف عن تناول الدواء.
إن استطعت أن تذهب وتقابل طبيبًا نفسيًا حتى ولو لمرة واحدة هذا أيضًا سوف يكون أمرًا إيجابيًا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.