ما الطريق والخطة الناجحة لالتزام أسرتي بشرع الله؟
2014-01-29 23:30:16 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا الأخ الأكبر، استقمت قبل فترة، وبعدما رأيت بعض الأخطاء من عائلتي رأيت أنه يجب أن يحكم عائلتي منهج الله، وأردت أن أعمل اجتماعا وخطة لمناقشة بعض الأمور سوف أعطيكم صفة كل فرد.
الأب ولي الأمر يحافظ على الصلاة، لكنه ليس ملتزما في بعض الأمور، وهو كثير الجدال، الوالدة تلتزم التزاما تقليديا من صلاة نافلة كثيرة وصيام، ولكن لا تعرف بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لا يهمها إذا ذهبت للأعراس بها معازف الشياطين أو إلى الكوافير، أو لا تهتم بوجود محرم معها في السفر، والأخت تصلي وتصوم لكنها تتأثر بالموضات وبتقليد بعض البنات -الله يهديهم- غير مراعية لأحكام الشرع.
أنا الأخ الأكبر في العائلة، وأخبرتهم أني أود عمل اجتماع لجعل خطة، كان رد الوالدة والأخت بأن الأب يجب أن يصلح لكي تصلح الرعية، وأختي تقول لي: ما هو العقاب أو الجزاء الذي سوف تفعله إن خالفنا ما تم نقاشه؟ والأب يشجعني على فعل هذا الأمر.
أرشدوني إلى خطة ناجحة -بإذن الله تعالى- حتى نلتزم بشرع الله، وإن أحد الأعضاء خالف الاتفاق هل نعمل له عقابا؟
بارك الله فيكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
نرحب بابننا الكريم، ونشكر له هذه الروح الرائعة، روح الدعوة إلى الله تبارك وتعالى، والرغبة في بذل الهداية، ونهنئك بالهداية، ونسأل الله لنا ولك السداد والثبات.
وأولى الناس بالخير هم أهل الإنسان، ولذلك قال الله لنبيه في أوائل ما تنزَّل من أمر الدعوة {وأنذر عشيرتك الأقربين} فإن أقرب الناس هم أولى الناس بمعروفه، ولا يوجد معروف ولا صلة أهم من السعي في إنقاذهم من النار، في هدايتهم إلى الله تبارك وتعالى، في إبعادهم عن المعاصي صغرتْ أم كبرتْ، لأنا لا ننظر إلى صغر الخطيئة، لكنا ننظر إلى عظمة العظيم الذي نعصيه.
ونتمنى أن توفق في التعامل معهم، وأن تقدم بين يدي دعوتك صنوفًا من الإحسان، والقُرب من الوالدة والأخوات والإخوان، حتى يروا جمال الدين وكمال هذا الدين من خلال تعاملك، من خلال شفقتك، من خلال اهتمامك بهم وبالتعامل معهم الجيد، وبأداء الوظائف التي يحتاجون إليها، وتقديم الخدمات لهم، والملاطفة الشديدة في الدعوة إلى الله تبارك وتعالى.
لا نريد أن تبدأ من البداية بعقوبات، ولكن ينبغي أن تقدم جانب الترغيب والتشجيع والتذكير بالله تبارك وتعالى، ونعتقد أن هذه الأشياء التي وصلتك مبشرات، وهي تدل على خير، ولكن لا نريد أن تشد عليهم؛ لأن الإنسان عليه أن يبذل الهداية بطريقة صحيحة، بطريقة لطيفة، أن تتخذ المداخل الحسنة إلى نفوسهم، والحمد لله الجميع عندهم حسنات، فأنت تبدأ بهذه الإيجابيات ثم تضخمها، ثم تُثني عليها، ثم تنبه إلى جوانب الخلل بلطف، هذا منهج مهم جدًّا، الحمد لله الجميع فيه خير، مجرد الرغبة في الصلاة، مجرد المحافظة عليها، هذا دليل على أن في الإنسان خير كثير، فنقول: (ما شاء الله أنت يا والدة مُصلِّية وتُكثرين من النوافل، وتفعلين الخير، وأنا فخور بك يا والدتي، ومنك أتعلم الكثير، لكن أتمنى أن تنتبهي لكذا وكذا، وحبذا يا أمي وسأكون سعيدًا لو فعلت كذا).
وعندما تكون الدعوة للوالدين ينبغي أن تكون في نهاية اللطف أسوة بالخليل حين ينادي أباه وينصحه: {يا أبتِ ... يا أبتِ ... يا أبتِ ... يا أبتِ}. وإذا غضبت الوالدة أو غضب الوالد فينبغي أن تهجرهم، تبتعد قليلاً كما قال: {واهجرني مليًّا} ومع ذلك لم يقل: سأهجرك، وأنت رجل عنيد رجل كافر، ولا كذا، وإنما قال: {سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيًّا}.
نقصد بذلك بأنك إذا كنت تنصح الوالد وغضب، فمن الحكمة أن تخرج من المكان، ثم تسترضيه، ثم تعيد الكرَّة بخطة جديدة وطريقة جديدة.
بالنسبة للأخوات: أرجو أن تهتم بهنَّ، والحمد لله أنك الأكبر، مسموع الكلمة، فلتظهر الشفقة عليهنَّ والإحسان، وهذه مفاتيح للدعوة إلى الله تبارك وتعالى، ونسعد بأن نتواصل معك، لكن ندعوك إلى الرفق، ثم الرفق، الحكمة ثم الحكمة، التدرج في الهداية، التركيز على الأمور الكبيرة أولاً، فإن الداعي مثل الطبيب يبدأ بأخطر الأمراض، ولا يعالج الأمراض التي هي عبارة عن مضاعفات لأمراض حقيقية، وإنما يحرص على أن يرسخ الإيمان، لأنه كالمانعة للأبدان.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد والهداية.