الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد القادر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية، ونرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.
لقد ذكرت أن هذه النوبات من التقلصات العضلية لا تحصل أثناء النوم ولا في الصباح، وأنه لم يكن أي من التحاليل يفسر هذه الأعراض، فنقص الفيتامين (د) لا يفسر هذه الأعراض، وكذلك فإن الكوليسترول وارتفاع السكر البسيط لا يفسر هذه الأعراض، وهذا يشير إلى أن منشأ هذه الأعراض نفسي وليس عضويا.
وما تعاني منه هو: نوبات من التقلص العضلي، وفي دراسة تم نشرها في مجلة (Brain) في عددها في شهر 2 في عام 2013، على مرضى يعانون من نوبات تقلصات في العضلات، وتم إجراء تصوير خاص للدماغ يسمى: PET Brain scan، وتم مقارنة النشاط الدماغي عند هؤلاء المرضى، مع النشاط الدماغي عند مرضى يعانون من تقلص عضلي بسبب مرض وراثي، ومع أشخاص طبيعيين لا يشكون من أي مرض، فوجد أن هناك نشاط دماغي عند هؤلاء المرضى الذين يعانون من نوبات التقلصات العضلية غير معروفة السبب (وهذا ما تعاني منه أنت)، وهو مختلف عن النشاط الدماغي للأشخاص الطبيعيين، وعن النشاط الدماغي عند الأشخاص الذين يعانون من تقلصات بسبب مرض وراثي.
وما استنتجه الباحثون: أن العامل النفسي عند هؤلاء المرضى له دور في حصول مثل هذه التقلصات غير معروفة السبب، وفي مثل حالتك فإنه لا يوجد أي سبب، وعدم حصول هذه التقلصات في النوم وعند الصباح عندما تكون مرتاحا، وحصولها خلال اليوم يشير إلى العامل النفسي، وخاصة أنك تمر كما ذكرت بضغوطات نفسية وتوتر.
والعلاج يكون بعلاج السبب، وهو الوضع النفسي، ومن ناحية أخرى: فإنه يفيد العلاج الطبيعي.
وهناك بعض الأدوية البسيطة التي تخفف من الأعراض بإذن الله، ومنها:
Diphenhydramine 4mg، مرتين في اليوم، ويمكن زيادتها إلى ثلاث مرات في اليوم، وهو دواء مضاد للهستامين ويمكن شراؤه دون وصفة في بعض الدول، فإن تحسنت الأعراض فيمكن بعد فترة تنقيص الدواء والتوقف عنه.
وهناك أدوية أخرى تحتاج لوصفة طبيب منها: ديازيبام، وأدوية أخرى إن لزم الأمر واستمرت الأعراض؛ ويمكنك مراجعة طبيب مختص بالأمراض العصبية.
نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.
++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة د. محمد حمودة استشاري أول - باطنية وروماتيزم
وتليها إجابة د. محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان
++++++++++++++++++++++++++++++
الأعراض والآلام الجسدية والتقلصات العضلية كثيرًا ما يكون منشؤها نفسيًا، ولذا يفضل البعض أن يسميها الأعراض النفسوجسدية، وهنالك من يسميها بأعراض التجسيد؛ بمعنى أنها ليست ذات سبب عضوي، إنما هي في الأصل تقلصات غير معروفة السبب، أو يمكن أن تُعزى لتوترات نفسية بسيطة.
أخي الفاضل: أرجو أن تأخذ ما ذكره لك الأخ الدكتور محمد حمودة والشرح الوافي والكافي كتفسير لحالتك، ومن جانبي أقول لك: ركز على التمارين الرياضية، فهي مهمة جدًّا، ابدأ بتمارين خفيفة، ثم بعد ذلك يمكنك أن ترفع المعدل.
أريدك أيضًا أن تتدرب على تمارين الاسترخاء، وموقعنا به استشارة تحت رقم (
2136015) فيها تفاصيل بسيطة ومهمة جدًّا، أرجو الاهتمام بها وتطبيقها.
من الأمور الهامة أيضًا: أن تسعى دائمًا لتغيير نمط حياتك، وأن تكون إيجابيًا في تفكيرك.
أنت أصلاً لديك كما تفضلت وذكرت ميولاً للتوترات النفسية، وهذا انعكس عليك في أعراض جسدية كالإصابة بالأكزيما، وموضوع القولون العصبي لا شك أنه مرتبط بالقلق والتوتر، فحاول أن تصل لبعض الحلول لما تعاني منه من توترات، ولا تنزعج لكل شيء، فالإيجابية مطلوبة، والإنسان يجب أن يعيد هيكلة أفكاره دائمًا، خاصة إذا تسلط عليه فكرًا سلبيًا، انظر إلى إيجابياتك في الحياة وسوف تجدها كثيرة جدًّا، واسعى لتطويرها.
هنالك أحد مضادات الاكتئاب والقلق التي تساعد كثيرًا في إزالة أعراض التجسيد، هذا الدواء يسمى (سيمبالتا) هذا هو اسمه التجاري، ويسمى علميًا باسم (دولوكستين) هو من الأدوية المفيدة والجيدة، والتي أرى أنها سوف تساعدك كثيرًا.
الجرعة هي ثلاثين مليجرامًا، يتم تناولها ليلاً لمدة شهر، ثم تجعلها ستين مليجرامًا ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم ثلاثين مليجرامًا ليلاً لمدة شهرين، ثم ثلاثين مليجرامًا يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.