الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ gehad حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأنت تحدثت عن مجموعة من الظواهر (قضم الأظافر- المخاوف المتعددة- الشكوك- عدم الثقة بالناس- ما أسميته بالرهاب الاجتماعي) هذه كلها مصطلحات مختلفة، الذي يظهر لي من كثرة اطلاعك على ما يُكتب حول الأمراض النفسية، هو الذي جعلك تهتمين بصورة شديدة ومكثفة حول هذه المفاهيم. هذا لا يعني أنه ليس لديك أعراض، نعم لديك بعض أعراض الخوف، لديك بعض أعراض الوسوسة حول الموت، لكن أعتقد اطلاعك واهتمامك الكثير والكبير بهذه الظواهر يُثبتها ويقوّيها عندك.
أنت في عمر تحصل فيه تغيرات نفسية عادية جدًّا، عمر التكوين النفسي والجسدي والهرموني والوجداني -إن شاء الله تعالى- تكون هذه المرحلة عابرة جدًّا، الخوف من الموت هو ظاهرة طبيعية قد تحدث في مثل سنك، ومجرد تغيير المفاهيم حول الموت وما بعد الموت يُريح الإنسان كثيرًا، فالقبر هو إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار، عذابه يأتي للأشقياء، أما من يتقي ربه فهو في رحمة ربه وفي روح وريحان وجنة نعيم.
فاسعي لأن تكوني دائمًا صالحة ومن الصالحات، ولا تشغلي نفسك بهذا الأمر، واعرفي أن أمر الموت كله بيد الله، وأريدك أن تجتهدي في دراستك، لا بد أن تغيّري من أسبقياتك في هذه المرحلة، أنت في عمر التكوين كما ذكرت لك، والذي في مثل عمرك ينجرف به الفكر دائمًا، إن جعل فكره في الاجتهاد في دراسته فسوف يكون معظم اهتمامه بالدراسة، إن جعله اهتمامًا بالمخاوف ومشاهدة الأفلام والأشياء التي لا تفيد سوف يكون في هذا الاتجاه.
فأنت محتاجة فقط أن تنقلي نفسك من الناحية التفكيرية، الناحية الذهنية، بأن توزعي وقتك بصورة ممتازة، بأن تسعي في بر والديك، بأن تجتهدي في دراستك، بأن تكثري من اطلاعك، بأن ترفهي عن نفسك بأشياء طيبة وجميلة، هذا هو الذي سوف يفيدك، أما أن تركزي على هذه الأفكار وتجعليها تسيطر عليك، هذا غير مقبول، إذن أرجو أن تنتهجي هذا المنهج الذي ذكرته لك، وأنت لست في حاجة لأي نوع من العلاج الدوائي.
تمارين الاسترخاء ذات فائدة كبيرة لإزالة كل التوترات، وكل القلق النفسي الذي يؤدي إلى الظواهر التي تحدثتِ عنها، وهنالك استشارة بموقعنا تحت رقم (
2136015) أرجو أن ترجعي إليها وتطلعي على تفاصيلها وتطبيقها -وإن شاء الله تعالى- تخفف كثيرًا من القلق الذي يشغلك، وحين يخف القلق ومن ثم يزول، سوف تجدين أن طريقة تفكيرك قد تبدلت تمامًا وأصبحت مريحة بالنسبة لك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.