الولع بحياة الغرب وانتشار الصداقات بين شباب وفتيات المسلمين!
2014-02-17 03:52:14 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
انتشر كثيراً بين فتيات وشباب المسلمين الولع بحياة الغرب، فانتشرت الصداقات، والحب بين الطرفين، وأصبح الشاب المحافظ على دينه متخلفاً، وأنا منهم؛ لأني لا أنساقُ وراء هذه الأمور.
أريد توضيحاً بخصوص الموضوع، مع حكمٍ شرعي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الابن الفاضل/ المؤيد بنصر الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -أيها الابن الكريم-، ونشكر لك هذا الحرص على التواصل، ونهنئك على هذا العفاف الذي تسير عليه، ونسأل الله لك التوفيق والثبات والسداد.
وليت شبابنا السائرون على طريق الغافلين أدركوا أن أهل الغرب يُعانون الويلات، حتى بدؤوا الآن في تكوين جمعيات ما ُيسمى بالعفة، لكنهم لم يجدوا لها رُواداً؛ لأن الجميع انغمس في هذه الشهوات، رغم أن الدول هي التي تصرف عليها؛ لأن التوسع العلاقات العاطفية بين الذكور والإناث جلب لهم من الأمراض والآفات والخلل الاجتماعي ما يعلم مداه إلا الله، وكم من حضارةٍ سادت ثم بيدت لما تاجرت بالعهر والفسق والشر!!
الإسلام دينٌ عظيمٌ يُباعد بين النساء وبين الرجال، ويدعو الجميع إلى غض الأبصار، فإذا تهيأ الرجل للزواج؛ فإن الإسلام يدعوه إلى أن ينظر إلى مخطوبته، ثم بعد ذلك إلى أن يتقدم ليطلب يد المرأة أو الفتاة رسميًا من أهلها، فإذا وجد القبول والارتياح والانشراح المشترك، وحصل التعارف بين الأسرتين، فهذا بداية المشروع الجديد، الذي هو مشروع العفة ومشروع الزواج، الذي يضع هذه الشهوة في موضعها الصحيح، بعد ذلك يمضي في خطواتٍ ليؤسس بيته على تقوى من الله ورضوان.
أما هذه العلاقات العاهرة الفاسدة؛ فكان من ثمارها أولاً: زهد الشباب في الزواج، وزهد الفتيات في الزواج، والزهد في إنجاب الأولاد، والحضارات الغربية مهددة؛ لأنها حضارات كبار في السن، ليس لها شباب، وليس لها مواليد؛ لأن هذا الذي يجد ضالته في الفندق أو في الشاطئ أو في أي مكان لماذا يتزوج؟! ولماذا يتحمل المسؤوليات؟! والذين تزوجوا فشلوا؛ لأن الدراسات عندهم تُثبت أن العلاقات العاطفية قبل الزواج هي المسؤولة عن خمسة وثمانين بالمائة من نسبة الفشل، ونحن نقول: إذا وجدت علاقات عاطفية عاصية لله، ليس لها ضوابط شرعية قبل الرباط الشرعي، فإن نسبة الفشل مائة بالمائة؛ لأن الخمسة عشر بالمائة المتبقية أيضًا يعيشون في نكدٍ وشكوكٍ، وظنون واتهامٍ، وخيانات، لكنهم مجبورون لمصالح أخرى على أن يُكملوا مشوار الحياة فيما بينهم.
الإسلام يُباعد بين الرجال وبين النساء، وفي هذه الحالة يدخل الإنسان إلى حياته الزوجية بطاقةٍ عاطفيةٍ عالية، في حين أن الآخرين يبدؤون حياتهم بشيخوخةٍ عاطفيةٍ مبكرة، وأيضًا يجد الإنسان الاستقرارَ والطمأنينة، ويضمن النظافة والطهارة في هذه الممارسة بين الرجل والمرأة، بل إن الإسلام يجعل هذه العلاقة صدقة (وفي بُضع أحدكم صدقة. قالوا: أيأتي أحدُنا شهوته، ويكون له فيها أجر؟! قال: أرأيت إن وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: فكذلك إذا وضعها في حلال يكون له أجر).
وبهذا نقول باختصار: الإنسان لا يمكن أن يسعد في هذه الحياة وبهذه الشهوة إلا إذا طبق فيها نظام الإسلام، الذي يجعل الرجل لا ينظر إلا إلى أهله، ومحارمه، وزوجته، والزوجة تنظر إلى زوجها، وتؤجر على ذلك النظر، وذلك الاستمتاع الحلال، كل منهما يستمتع بالآخر، والإسلام في سبيل هذا سدَّ النوافذ، فمنع النظرة المحرمة، ومنع الخلوة بالمرأة الأجنبية، وحرم الغناء الذي يدعو إلى الفجور، وباعد بين أنفاس النساء وأنفاس الرجال، ومنع الرجل أن يُفضي إلى الرجل في الثوب الواحد، ونهى المرأة أن تباشر المرأة فتصفها لزوجها حتى كأنه يراها، ومنع الخضوع في الكلام من قبل المرأة؛ لأن الإسلام عفة في القلب، وعفة في السمع، وعفة في البصر، وعفة في اللسان، وعفة في الفرج.
نسأل الله لنا ولكم التوفيق، والثبات والسداد، ونبشرك بأنك تسير على الطريق الخير، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان.
والله الموفق.