كيف أتعامل مع أختي الصغيرة وأفعالها الجنونية؟
2014-02-25 03:47:51 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا فتاة عربية متزوجة من رجل طيب جدا وحنون والحمد لله، مشكلتي هي: أختي التي تصغرني بثلاث سنوات، عمرها 22 عاما، وتسكن معي في بيت زوجي بسبب وجود جامعتها بنفس المدينة التي أسكنها مع زوجي، علما أن والديَّ منفصلان، وكل منهما يسكن بمدينة أخرى بعيدة.
أنا التي أهتم بأختي من جميع النواحي تقريبا، ولكن لا زلت لا أستطيع أن أبعدها عن أمور كثيرة، فمثلا هي: تتعرف على شباب، وتنتقل من علاقة لأخرى، وآخر المطاف خرجت وعادت للبيت وهي فاقدة للوعي؛ فقد تناولت المسكر للأسف، واكتشفت أن هذا قد تكرر معها كثيرا وأنا لا أعلم، انهرت وبكيت كثيرا، وحاولت أن أحتويها واهتممت بها إلى أن نامت.
حينما استيقظت في اليوم الثاني لم أفتح معها الموضوع نهائيا، فقط أخبرتها بأنها لن تخرج من البيت مرة أخرى إلا وأنا معها، ما عدا جامعتها طبعا، ولكنها أصبحت الآن تضغط علي بحجة الملل، وتريد أن تخرج من البيت يوميا، وإذا رفضت بحجة أني متزوجة ولزوجي علي حقوق تصرخ بأنها ملت، وأني أحبسها، بالرغم من أن لها الجزء الأكبر من المنزل، وكل ما تريده موفر لها.
أضف إلى ذلك تدني مستواها الدراسي، ولم تضف هذا العام إلا مادتين، وتريد تغيير التخصص، وهي بذلك تطيل مدة دراستها وتأخر تخرجها.
أرجو إفادتي بطريقة التعامل، معها وهل أخبر والدتي بما يحصل، أم أسكت عن الموضوع؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك ابنتنا الفاضلة في الموقع، ونشكر لك الاهتمام بأمر هذه الشقيقة، ونتمنى ألا تتهاوني في هذا الأمر، فإن وصول هذه الفتاة إلى مرحلة السُّكْر وتناول الخمر الذي هو أم الخبائث وأم الكبائر يفتح لها أبواب الشر على مصراعيه، فإن الذي يتناول المسكر تُصبح بقية الموبقات والمعاصي عبارة عن صغائر إلى جوار هذه الكبيرة التي يفقد معها الإنسان عقله، وإذا كان السُّكْر قبيحًا في الرجال فهو في النساء أقبح، وإذا كان قبيحًا في الشباب فهو في الفتيات أقبح؛ لأن الفتاة يمكن بهذا السبيل أن تخسر حياتها، وتعليمها، وسمعتها، وتخسر دنياها وآخرتها، والتهاون في هذه المسألة لا ينفع.
وقد أعجبنا وأسعدنا أنك أصبحت تحددين خروجها، ولكن ينبغي أن تكون الأمور واضحة، وأن تُوضع النقاط على الحروف، وأن تبيني لها أسباب هذا التشديد وأسباب هذا المنع، لابد أن تُدرك أنها بدأت تسير في نفق مظلم؛ لأن السكوت لا ينفع، وكذلك لا نرى أن تُخبري الوالدة إلا بعد أن تستنفذي المحاولات، ولتكن البداية من عندك أنت.
حاولي معها وكرري المحاولات، وإذا عجزت وكانت الوالدة ناضجة وعاقلة يُتوقع منها ردة فعل مناسبة فيمكن أن تخبريها؛ لأن الوالدة إذا تهاونت فإن الفتاة ستضيع، وإذا اشتدت جدًّا وقست جدًّا فستخفي عنكم الكثير، لذلك المسألة تحتاج إلى توضيح، وتحتاج إلى بيان، وتحتاج إلى أن تُوقفوها على خطورة هذا المسلك الذي تسير عليه.
فإذن السكوت لا ينفع، لا بد من المتابعة، ولا بد من الاقتراب منها، وإذا كان زوجك قد علم بالأمر فأرجو أن يكون له دور على الأقل في مسألة المتابعة لسلوكياتها في الخارج، أما إذا لم يكن يعلم فلعل المصلحة في ألا يعلم، ولكن ينبغي أن تجتهدي وتحاولي أن تقولي: (أنا ما أريد لزوجي أن يعرف، ولا أريد لسمعتك أن تُصبح كذا) تحاولي أن تكلميها، وأن تربطيها بالله تبارك وتعالى.
وأرجو أن تنتبهي لهذا الأمر الخطير، فالبكاء فيه لا ينفع، والسكوت فيه لا ينفع، لا بد من وضع للنقاط على الحروف، خاصة بعد أن ظهر الأمر، أنت لم تنبشي عنها لكنها جاءتك في حالة أشرت إليها، وهي دليل على أنها ذهبت مسافات بعيدة ومساحات بعيدة في الشر، وآلامنا أنك قلت أن هذا قد تكرر، إذًا فماذا تنتظرين؟ لابد من وقفة، ولكن ليس بشدة في البداية، وإنما بحب وشفقة، وإظهار بالاهتمام وزيادة في القرب، ونصح، وتوجيه، وتذكير لها بالله تبارك وتعالى، ونسأل الله لها الهداية ولكم التوفيق والسداد.