أكلم نفسي كثيرا وأشرد ذهنيا... ما نصيحتكم؟
2014-02-23 03:50:05 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
لدي مشكلة لا أعرف كيف بدأت ولكنها بدأت معي تقريبا منذ أن كان عمري عشر سنوات، ومستمرة معي إلى الآن، أنا بعمر 21 سنة، أثرت على حياتي ودراستي وتفوقي, حطمتني كثيرا.
أتحدث مع نفسي بصوت عال وكأني أحادث شخصا! وأحيانا أتصرف بشكل غريب بأن أقف كثيرا حتى تتعب قدماي كثيرا أو أمشي وأدور في الغرفة لساعات طويلة وأحادث نفسي وأضحك بصوت مرتفع أو أجلس بمكان معين وأتحرك للأمام وللخلف وأنا أكلم نفسي.
أحيانا أقوم بتأخير الصلاة كثيرا بسبب الحديث مع نفسي أو أترك مهامي الأساسية كدراسة الامتحان وأكلم نفسي ولا أبالي بعواقب الأمور، ولكن أشعر فيما بعد بتأنيب الضمير، والشعور بالذنب لإضاعة الوقت.
أعاني بشكل كبير من قلة الانتباه وعدم المقدرة على التركيز بشكل كبير، وكثرة السرحان والشرود الذهني، وعدم القدرة على العمل والدراسة والتركيز لساعة أو أقل من ساعة، لا يمر علي يوم إلا وأحادث نفسي وأضحك، وأدور في مكان معين لساعات طويلة قد تصل 8 ساعات أو أكثر.
طول اليوم أصلي وأكمل الكلام مع نفسي، بل وأنا أتغدى أو أتعشى أحادث نفسي! وأتفاعل وأحرك يدي وأضحك بصوت عال أو أحيانا أستيقظ صباحا نشيطة وفجأة أقفز من فراشي دون أن أغسل وجهي، وأبدأ بالحديث مع نفسي، وربما أغلب أيام السنة أقضيها مع نفسي بالكلام والضحك، لدرجة قل تفوقي وتحصيلي الدراسي، حتى لو كان عندي امتحان، ومشغولة جدا، ولم يبق إلا ساعات قليلة لدراسة الامتحان، أترك الدراسة وأكلم نفسي، ولا أبالي بما يضيع مني من الوقت، لما كنت في آخر مراحل الثانوية تعجب جميع معلماتي من نزول درجاتي فجأة.
أصبحت مهملة جدا، والجميع لاحظ أني أكلم نفسي كثيرا، وأصبحت أحرج كثيرا، طول الوقت لا تجدني سوى أمشي وأكلم نفسي، حتى أن ابنة خالتي لاحظت علي ذلك، فقالت لماذا تمشين كثيرا في المنزل أو الغرفة, هل تمارسين رياضة المشي في البيت؟
يستحيل علي الجلوس دون التكلم مع نفسي، فمعظم يومي أقضيه هكذا، وأسرح كثيرا، ولا أستطيع التركيز في الشيء لدقائق متواصلة، حتى إنني كنت أتعلم القيادة فلاحظت علي المدربة كثرة السرحان والشرود عندي، فقالت: مشكلتك تسرحين كثيرا.
كلمت أمي أن أذهب لطبيب نفسي فلم تقتنع، وعارضت هذه الفكرة بشدة، وهذا حدث لما كنت في مرحلة الثانوية العامة، وبعد ثلاث سنوات كلمت أخي ليساعدني وأذهب لطبيب نفسي، وكذلك لم يوافق أبدا، فلا يوجد أحد يشعر بمعاناتي، لا أشعر بمتعة الوقت، ولا بطعم الدراسة، ولا أستمتع بشيء، حتى أصبحت أخاف من القيادة لأني كثيرا ما أسرح، وكدت أصدم بسيارة، ومرة سرحت على الإشارة حتى أتت سيارة من بعيد وضربتني.
بحثت في النت، ووجدت مثل حالتي، ولكن لم تفدني تمارين الاسترخاء، فأرشدني أيها الطبيب أرجوك أرجوك كيف أتخلص من عادة الكلام مع نفسي، وكأني أكلم شخصا أمامي؟ وكيف أركز ولا أسرح ولا أشرد ذهنيا، ولو ساعة متواصلة؟
صف لي دواء يناسبني؟ لأني كرهت حياتي، وأحيانا أفكر بالانتحار للخلاص من هذا العذاب الذي أعيشه.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مارية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأنت لست في كرب ولست في مصيبة حتى تفكرين في الانتحار، الذي تعانين منه هو ظاهرة من الظواهر النفسية تتطلب أن تشخص بصورة صحيحة، ثم تقومين بتناول العلاج المطلوب.
رفض أهلك لأن تذهبي إلى الطبيب النفسي ليس نهاية المطاف، يمكن إقناعهم بسهولة جدًّا، بأن تحددي شكواك بوضوح، وأنا مهمتي هنا أن أوضح لك بعض المعالم التشخيصية الرئيسية، لأن حالتك تتطلب أن تكون هنالك مقابلة مباشرة مع الطبيب.
الحديث الذي تحدثت عنه وأنك تتكلمين مع نفسك وتضحكين، وأنك ضعيفة التركيز: هذا ربما يكون نوعًا من حديث النفس الوسواسي.
أما إذا كان الكلام استجابة لأصوات تسمعينها دون أن تري مصدرها فهذا ناتج من مرض نفسي معروف يتطلب العلاج عند الطبيب.
بالنسبة لعدم القدرة على التركيز: ربما تكون مرتبطة بقلق نفسي عام، نسبة لكثرة حديث النفس عندك، وكذلك أحلام اليقظة، أو ربما يكون لديك علة تعرف بتشتت الانتباه، وتشتت الانتباه قد يكون مرتبطًا بكثرة الحركة، أو قد لا يكون مرتبطًا بها.
حالتك -إن شاء الله تعالى- يمكن أن تُعالج، وتحتاج فقط لتفاهم وتفكر مع أسرتك بصورة دقيقة وعلمية وصحيحة، واذكري لهم ما ذكرته لك.
أنت جزاك الله خيرًا أقدمت على خطوة ممتازة، وهي مخاطبة استشارات إسلام ويب، وها نحن نلخص الأمر لك، أن تشخيص حالتك هو حديث نفس وسواسي أو حديث نفس استجابة لأصوات خارجية، وهذا يعتبر مرضًا نفسيًا رئيسيًا يجب أن يُعالج، والاحتمال الثالث هو أنك ربما تعانين من تشتت الانتباه، وهذا أيضًا يتطلب علاجًا دوائيًا معينًا، لا يمكن أن يُوصف من خلال هذه الاستشارات، فلا تنزعجي، تحدثي مع من يتفهمك من أسرتك، ومقابلة الطبيب مهمة وضرورية، وإن شاء الله تعالى سوف تنهي هذه المعاناة التي تعانين منها.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرًا.