زوجي لا يصلي ولا يبر والده..فكيف أتعامل معه؟
2014-03-09 01:11:04 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله عنا كل خير، وجعل هذا الموقع صدقة جارية لكم تفيض عليكم بنهر من الحسنات، اللهم آمين.
أولاً: مشكلتى أن زوجى لا يصلي أبدًا، ويدخن، ويعيش حياته بدون التفكير بالله تعالى، والحساب والجزاء، وأنا -الحمد لله- أصلي وأتمنى أن يصلي، علما أني جربت معه كل الطرق، لكن بلا جدوى أرجو منكم الإفادة؛ لأن الموضوع يتعبني جدًا، ولا أعرف كيف أتعامل معه!
ثانيًا: زوجي يغضب والده كثيرًا، وهو مقاطع لأبيه منذ أكثر من شهر، لم يره ولم يكلمه، مع أننا نعيش في بيت واحد، حتى أنه لا يمر يسلم أبدًا؛ بسبب زوجة أبيه، حاولت وتكلمت معه كثيرًا حول بر الوالدين، لدرجة أني كنت أبكي وأقبل يده ينزل لأبيه ويقول ولو كلمة: "كيف حالك"، لكنه كان يرفض ويقول لي: اتركيني، انا مرتاح، لكن هذا الأمر يخيفني عليه.
أرجوكم انصحوني وآسفة على الإطالة.
وجزاكم الله خيرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ rahma حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك هذه المشاعر النبيلة التي دفعتك للكتابة علينا، ونحيي فيك هذه الشفقة على هذا الزوج الذي يسير في طريق مظلم وخطير، فهو يقع في خطايا كبيرة جداً، فترك الصلاة جريمة الجرائم، وعقوق الوالدين هي جريمة الجرائم أيضاً، بل هي من أكبر الكبائر، والله تبارك وتعالى ربط بين عبادته وبر الوالدين.
والصلاة هي الصلة بين العبد وربه تبارك وتعالى، فاتخذي كل الأساليب وحاولي معه كل المحاولات حتى يسجد لله، ثم يجتهد في بر والده والعفو عنه.
ومن الضروري أن يكسر الحاجز الذي بينه وبين والده، وأن يؤدي ما عليه، حتى لو فرضنا أن الوالد هو الذي أخطأ وهو الذي يقصر، فإن الوالد لا يقابل بالمثل، والإنسان حتى لو ضربه الوالد فعليه أن يصبر عليه، ويحتسب الأجر والثواب عند الله تبارك وتعالى، ونتمنى أن يكون لك مواقف حاسمه منه، فأنت تعرفين الأشياء التي تؤثر عليه فاجتهدي دائماً في أن تختاري الأوقات المناسبة والأسلوب المناسب.
والأنثى لها أساليب تؤثر بها على زوجها، فاستخدمي كل هذه الأساليب، وتوجهي قبل ذلك وبعده إلى الله تبارك وتعالى، وبيني له أن الاستمرار مع رجلٍ لا يصلي من الصعوبة بمكان، وأنك لا تستطيعين أن تكوني في غضب من الله تبارك وتعالى، كما أن عقوق الوالدين من الجرائم التي سيعاقب عليها في الدنيا قبل الآخرة، مع ما ينتظره في الآخرة، ولذلك نتمنى منك مزيدًا من الاجتهاد، ولا تيأسي، وكل امرأة تعرف الأشياء التي تؤثر على زوجها وتجبره على أن يعود إلى صوابه، فاستخدمي كل الوسائل والحيل حتى لو كان ذلك بأن تمتنعي منه حيناً من الدهر، أو بأن ترفضي أن تأكلي معه الطعام، المهم أنتِ تعرفين الأشياء التي تؤثر عليه، وأنت أعرف الناس بزوجك، ونشكر لك هذا الحرص؛ لأن هذا الزوج يمشي في طريق مظلم، فترك الصلاة مصيبةُ المصائب، وهذا هو الميزان في الدنيا، وهي أول ما يحاسب عليه الإنسان من عمله في الآخرة، وبر الوالدين هو علامة التوفيق والنجاح وسعة الرزق، وبركة العمر، وعقوق الوالدين هو سبب كل المصائب التي يمكن أن تنزل عن الإنسان، فاجتهدي معه، ولا تيأسي وكرري المحاولات، ونوعي الأساليب.
نسأل الله أن يقر عينك بهدايته وعودته إلى الصواب، ونشكر لك هذا الحرص على الخير.