تأخر زواجي أنا وأخواتي وقيل أننا مسحورات، هل من شيء أفعله في هذه الحال؟
2014-03-17 15:38:19 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت أن من يقرأ سورتي البقرة وآل عمران في ركعة، ثم يدعو يستجاب له، فهل يمكن أن أقرأهما في آخر ركعة في الوتر؟
والسؤال الثاني: أنا أبلغ من العمر 29 عاما، وعندي أخوات أكبر مني ولم نتزوج، ومشايخ كثر قالوا أنه معمول لنا سحر لوقف الحال.
أنا أصلي قيام الليل وأستغفر وأقرأ سورة البقرة كل يوم بنية الزواج، أعرف أن كل شيء مكتوب وبقضاء الله، لكن أيضا أعرف أن الدعاء يرد القضاء، هل يمكن أن أفعل شيئا آخر يعجل لنا بالزواج؟ أدعية أو شيء لفك السحر؟
أرجو الرد على أسئلتي، ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك - ابنتنا العزيزة - في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يرزقك الزوج الصالح الذي تقر به عينك وتسكن إليه نفسك، وأن يزوّج أخواتك، وييسر أموركنَّ جميعًا.
لقد أصبت - أيتها البنت الكريمة - في توجهك نحو الله تعالى وسؤالك إيَّاه، فإن الدعاء من أعظم الأسباب التي يتوصل بها الإنسان إلى ما قدره الله تعالى له، فأحسني ظنك بالله، وأكثري من دعائه، فإنه سبحانه يُجيب دعوة المضطر إذا دعاه، وقد جاءت النصوص الكثيرة من كتاب الله تعالى ومن سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - تحثنا على دعاء الله، وتبشرنا بالخير الكثير الذي سنجنيه من وراء هذه العبادة الجليلة، فقد قال لنا النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرًا)، وقال - عليه الصلاة والسلام -: (يُستجاب لأحدكم ما لم يعجل) ثم فسَّر هذا العجل بأن الإنسان يقول: (قد دعوتُ ودعوتُ ودعوتُ فلم أرَ يُستجاب لي، ثم يستحسر وينقطع عن الدعاء).
فاحذري الاستعجال، واثبتي على هذا الطريق، فإنك تؤجرين أجورًا عظيمة، فإن دعاء الله تعالى هو العبادة - كما جاء في الحديث الصحيح، وقد أصبت حين علمت بأن الدعاء يرد القضاء، كما قال - عليه الصلاة والسلام -: (إن الدعاء ليصعد، وإن البلاء لينزل، فيعتلجان في السماء)، وقال: (ولا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزد في العمر إلا البر) والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
ولكن كوني على ثقة تامة - أيتها البنت الكريمة - من أن الله سبحانه وتعالى يختار لك ما هو خير، ونحن لقصور نظرنا وقلة علمنا نحرص على الشيء، ونتمناه لأننا نظن فيه الخير، فيصرفه الله تعالى عنا لعلمه سبحانه بأن الخير لنا في غيره، وقد قال جل شأنه: {وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم وعسى أن تُحبوا شيئًا وهو شرٌ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.
فاستعيني بالله، وأكثري من دعائه، وخذي بأسباب الإجابة كاجتناب ما حرم الله تعالى من أنواع المعاصي والأكل الحرام، واحرصي على تحري الأوقات الفاضلة الذي يعظم فيها رجاء الإجابة كالدعاء حال السجود، وفي الثلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، والدعاء حال الصوم، وعند الإفطار من الصوم، فهذه أوقات شريفة يعظم فيها رجاء إجابة الدعاء.
أما ما أُخبرتِ به من أنك قد سُحرت - وكذلك أخواتك -، فإنا نوصيك وننصحك بأن لا تلتفتي إلى هذا إذا كانت مجرد ظنون وتخرصات يقولها مَن لا علم عنده، أو من لم يُعرف بالاستقامة وصلاح السيرة، فإن الركون إلى مثل هذا يُوهن النفس، ويُضعف التوكل، ويُعلق الإنسان بالأوهام، ولكن لا بأس من أن تُكثري من الرقية الشرعية لنفسك، وكذا توصي أخواتك بذلك، وأن تقرئي آية الكرسي، وخواتيم سورة البقرة، وأوائل سورة الصافات، والمعوذتين {قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس}، والإخلاص {قل هو الله أحد}، وتنفثي في يديك، وتمسحي جسدك، ولا بأس من أن تقرئي في ماء وتشربيه وتغتسلي به في غير الحمام، حتى لا يذهب الماء المقروء عليه في مجاري النجاسات، ولا بأس بأن تستعيني في الرقية الشرعية بمن يُحسنها ممن يُوثق بدينهم وصلاح سيرتهم، من المتمسكين بالسنة النبوية في ظاهر أحوالهم.
وأما ما ذكرته من قراءة البقرة وآل عمران، وأنه يُستجاب بعدهما فلا نعلم له أصلاً في الشريعة، وإن كان قراءتهما أمر مستحسن، وقد وردت الأحاديث بالحث عليه. أما في الوتر، فالسنة أن تقرئي في الركعة الأخيرة بعد الفاتحة {قل هو الله أحد} فهذا هو الذي ينبغي أن تفعليه.
نسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يقدر لك الخير حيث كان ويصرف عنك كل سوء ومكروه، ونسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.