كيف أتصرف مع شاب أحببته ويحبني ومع هذا لم يصرح لي بالزواج؟
2014-03-19 06:25:16 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بالبداية شكراً لكم من أعماق قلبي على هذا الموقع المفيد.
أنا طالبة في كلية الطب في السنة الرابعة، عمري 23 سنة، غير متزوجة، كنت أقوم بعمل نشاطات توعوية في المستشفى والجامعة، شارك معي العديد من الطلاب والطالبات، وأنا المسؤولة عن هذه الأنشطة، من ضمن المشاركين طالب يكبرني بسنتين، دائماً يعبر عن إعجابه الشديد بشخصيتي، في البداية عاملته كالجميع، إلا أن إصراره لفت انتباهي، عبر لي عن محبته وبادلته الشعور.
تطورت العلاقة وأصبحنا نتحدث بالهاتف لساعات، هو من الطلاب المتفوقين والملتزمين، وهو مسؤول عن مشاريع على مستوى المنطقة بترشيح من إدارة الجامعة وأمير المنطقة، يُلمح بطريقة غير مباشرة للزواج، وأحيانا يقول أن الزواج من فتاة تعمل بالحقل الصحي مجازفة بالنسبة لمجتمعه، لا أعرف كيف أتعامل معه، أنا أخاف الله وأخشى أن أموت على معصية، أخشى أنه يتسلى بمشاعري فقط، لست متأكدة من مشاعره تجاهي، بالمقابل أنا أحبه ولا أريد خسارته.
أرشدوني جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نجوى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابنتنا الكريمة- في الموقع، ونسعد بتميزك وتفوقك، وفرحنا أكثر بخوفك من الله ومراقبته، وهذا كله يدل على نضجك وكمال عقلك، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على كل أمر يُرضيه.
ونحب أن نؤكد أن هذه الأمور يحتاج أن يتقدم فيها العقل ليتخذ القرار، وهذا الشاب إما أن يتقدم وإما أن يتأخر، إما أن يتقدم بمعايير شرعية بأن يعزم على الزواج، ويطلب يدك بطريقة رسمية، وإما أن يتأخر عنك ويبتعد، وتحاولي طي هذه الصفحة؛ لأن التمادي في هذه المشاعر سيؤثر على المستوى التعليمي بالنسبة لك وله، وليس في ذلك مصلحة، وهو خصم على السعادة المستقبلية، وفيه تضييع للوقت، ولا يُوصل إلى خير.
ولذلك ينبغي أن تُحسم المسألة بمنتهى الوضوح، فإما أن يتقدم وإما أن يتأخر، وإذا تقدم فلا بد من معايير شرعية، فالإسلام لا يرضى بعلاقة في الخفاء، ولا يرضى بعلاقة لا تنتهي بالزواج، ولا يرضى بعلاقة غير معلنة، ولذلك هذه أمور لا بد أن تنتبهي لها، فأنت فتاة عاقلة، والشاب –ولله الحمد– ملتزم، ولا بد أن نتقيد بأحكام هذا الشرع، فإن الإنسان ما ترك شيئًا من آداب الشرع، أحوجته ظروف الحياة ومشكلاتها، وندم طويلاً على عصيانه لله، وعلى تجاوزه آداب وأحكام هذا الدين العظيم الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.
نشكر لك المشاعر تجاهه، ونشكر له المشاعر تجاهك، لأنه يبدو أنه اختار فيك الدين والتميز، واخترتِ أنت فيه الدين والتميز، لكن نحن عندنا شريعة تحكمنا، وهذه العلاقة لا بد أن تخرج إلى العلن، لتكون علاقة شرعية معلنة، أمام سمع الأهل وبصرهم، وبذلك تضمنين استمرار هذه العلاقة والنجاح فيها، وهذه حكمة الشريعة التي تريد للشاب أن يُعلن علاقته، وهذا فيه اختبار لصدق أي شاب، وفيه اطمئنان لأسرة الفتاة.
نسأل الله أن يبارك الجهود، وأن ينفع بكم البلاد والعباد، وأن يزيدك حرصًا وخيرًا، وندعوك مرة أخرى إلى الاحتكام بالشرع في مثل هذه الأمور، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.