الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mahmoud حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بعد تصفحي لرسالتك، أقول لك: أنك أصبت بقلق المخاوف ذي الطابع الوسواسي، والخوف من الأمراض - خاصة الأمراض الخبيثة - هي إحدى العلل النفسية الكبيرة التي يهدر الإنسان من خلالها وقته متنقلاً بين الأطباء، ويجري فحوصات متعددة لا داعي لها، وفوق ذلك تجده دائمًا تحت وطأة الهم والغم.
أيها الفاضل الكريم، الذي أريده منك هو الآتي:
أولاً: أن تبني قناعات كاملة بأنك لست مريضًا (هذه مهمة)، وأن الأعراض التي تأتيك هي ناتجة من قلق الخوف.
ثانيًا: لا تتنقل بين الأطباء، هذا يساعدك كثيرًا، والطريقة المثلى هي أن تراجع طبيب الأسرة أو أي طبيب باطني ممتاز تثق فيه، وهذه المراجعة تكون مرة كل ستة أشهر من أجل إجراء الفحوصات الروتينية.
ثالثًا: اسعَ لأن تعيش حياة صحية، والحياة الصحية تتطلب الالتزام بأمور الدين، ممارسة الرياضة، النوم المبكر، تنظيم الوقت بصورة صحيحة، التوازن الغذائي، القراءة والاطلاع والترفيه عن النفس بما هو متاح ومباح وحلال، والحرص على التواصل الاجتماعي... هذه هي الآليات الرئيسية ليعيش الإنسان حياة طيبة نافعة، وفي ذات الوقت يُخطط لمستقبله أكاديميًا كان أو في سوق العمل، هذا هو الذي أنصحك به.
والنقطة الأخيرة: هي أنك في حاجة لتناول أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف - وليس كلها - الزيروكسات من الأدوية الممتازة، لكن تجربتك معه كانت سلبية بعض الشيء، فإذن يستحسن أن تستبدله بعقار (زولفت) والذي يعرف تجاريًا أيضًا (لسترال) والذي يعرف علميًا باسم (سيرترالين)، الجرعة هي أن تبدأ بنصف حبة - أي خمسة وعشرين مليجرامًا - تتناولها ليلاً لمدة شهر، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة، استمر عليها ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.
أيها الفاضل الكريم: مراجعتك للطبيب النفسي أيضًا ستكون جيدة من أجل المتابعة، ولا شك أن توقفك عن التدخين هو إنجاز عظيم، أسأل الله تعالى أن يعافيك وأن يشفيك.
وللفائدة راجع علاج الخوف من الأمراض سلوكيا: (
263760 -
265121 -
263420 -
268738).
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا.