أعاني من اكتئاب وفصام ونوبات ضيق نفس، ما نصيحتكم؟
2014-04-02 02:17:28 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا أتعالج حالياً من الفصام، فتم وصف علاج زيبركسا أونلازبين 10 و 5 مليغرام، تحسنت حالتي من ناحية الاستقرار النفسي والبدني، لكني لا زلت أعاني من مشاكل قديمة أهمها: الشد في الأعصاب، وعندما أقرأ كتابا مثلاً أشعر بصعوبة عند القراءة، وفي استقبال المعلومة، لدرجة شعوري بألم تحت اللسان، وفي عصب الرقبة، وآلام الجيوب الأنفية.
أيضاً الإحساس بأن أصوات الأشياء لها صدى على أعصابي، فتسبب لي ربكة وارتباكا مع هلع بسيط، مع عدم وجود رغبة في الحضور في الاجتماع، والشعور برهاب وتعرق خفيف.
كذلك آلام في البطن شُخصت من قديم على أنها قولون عصبي، لكن ما أعاني منه أكبر بكثير، فالغازات والانتفاخات شديدة جداً، وعدم التبرز الكامل، بحيث يبقى قليل في الأمعاء، وبسببها ينشأ الانتفاخ في البطن، هذا تفسيري للمشكلة.
لدي اكتئاب ونوبات ضيق نفس، وعدم وجود الحماس والدافعية، والشعور الدائم بالكسل والخمول، والشرود الذهني والسرحان والنسيان، فأصبحت كثيرا ما أسرح، ويذهب بي عقلي، وأنا في أهم المواقف أيضاً كثيراً ما أنسى أبسط الأشياء أين وضعتها .. وهكذا.
الأفكار التسلطية الآمرة لفعل شيء، والنظر الطويل والتأمل الشديد في الناس، والإحساس بأنهم ينظرون إلي، أيضاً وجود رهاب خفيف من الاجتماع مع الناس ومخالطتهم، والتلعثم والتأتأة، وصعوبة الاسترسال في الكلام.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو منصور حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أيها الفاضل الكريم: لا أريدك أبداً أن تنظر إلى مرض الفصام كوصمة اجتماعية، أو أنه مرض عضال ينغص حياتك، فالحمد لله تعالى، الإضافات العلمية الحديثة والأدوية الممتازة التي بين أيدينا ساعدت كثيراً مرضى الفصام، وأصبح معظمهم فعالين، ويمارسون حياتهم بصورة جيدة جداً.
أخي الكريم، زبراكسا Zyprexa من أفضل الأدوية التي تساعد في علاج مرض الفصام، وإن كان يعاب عليه أنه أحياناً قد يؤدي إلى زيادة في الوزن، وإن حدث شيء من هذا أنا متأكد أن طبيبك سوف ينقلك إلى استراتيجيات أخرى أو لدواء آخر لا يزيد الوزن.
الآن أنت تعاني مما نسميه إجهادا جسديا وعصبيا ونفسيا، وهذا نشاهده في مرضى الفصام في بعض الأحيان، خاصة إذا كان المريض مستبصراً ومدركاً لطبيعة علته، حيث أن الاستبصار بالرغم من أنه أمر جيد، ودليل على تحكم الإنسان في مرضه إلا أنه يجعل الإنسان يفكر تفكيراً سلبياً على مستوى العقل الباطني حول علاجه، ومصير الحالة، وشيء من هذا القبيل.
إذاً أريدك أن تكون إيجابيا، وأول شيء تقوم به هو أن تدير وقتك بصورة ممتازة، إدارة الوقت يخرجك من الكسل الجسدي والذهني، ويُحسن عندك الدافعية.
نم مبكراً واستيقظ مبكراً، ابدأ بصلاة الفجر ثم التمارين الرياضية، ثم قراءة وردك القرآني، ثم الذهاب لمرفق العمل وهكذا، إذاً البدايات الصحيحة في اليوم تجعل حياتك كلها صحيحة وتقوي الدافعية عندك.
النقطة الثانية: هي أن الرياضة لا بد أن يكون لها دور كبير وكبير جداً في حياتك، اتضح الآن أن الرياضة تُحسن من إيقاعات إفراز بعض المواد الكيمائية في الدماغ وهي المواد التي تقوي الذاكرة وتزيد النشاط الجسدي والذهني، فهذه هي المهمة والمهمة جداً التي يجب أن تقوم بها، فالأعراض النفس جسدية كالقولون العصبي وعدم التبرز والإفراغ الكامل هذا نعم هذه علة جسدية معروفة تأتي من القلق ومن القولون العصبي، وكذلك من الخمول.
بممارستك للرياضة سوف تكون تخلصت من هذا الأمر، أجعل لنفسك ضوابط قوية جداً لإدارة الوقت كما ذكرت لك التواصل الاجتماعي، زيارة الأرحام مشاركة الناس مناسباتهم.
الرياضة التي تحدثنا عنها ويا حبذا لو كانت رياضة جماعية، الصلوات في المسجد هذا نسميه التأهيل، وإعادة التأهيل، وإذا كان الدواء يمثل 40% من العلاج فما ذكرت لك يمثل 60 % من العلاج، فكن حريصاً عليه أيها الفاضل الكريم وكن متفائلاً.
تمارين الاسترخاء أيضاً يجب أن تمارسها لأنها تحسن في الراحة النفسية وتزيل القلق وتبعد عنك إن شاء الله التلعثم والتأتأة، هذه قطعاً تتطلب منك أيضاً التفاعل الاجتماعي مع الآخرين، وأن تكون أكثر ثقة وأن تقرأ القرآن بصوت مرتفع وتؤدة، تعرف مخارج الحروف، وذلك من خلال أن تذهب إلى أحد المشايخ هذا يجعلك طلق اللسان.
أيها الفاضل الكريم: أنت ربما تكون محتاجا إلى أحد محسنات المزاج التي لا تتعارض مع زبراكسا Zyprexa لكن أريد أن أترك هذا الموضوع لطبيبك، وأنا أرى أن كبسولة واحدة من عقار بروزاك Prozac إضافة إلى زبراكسا سوف يساعدك كثيراً، لا تقدم على أخذ هذا العلاج لكن لا مانع أن تتشاور مع طبيبك حوله.
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.