أرهقني التوهم المرضي، وأريد التخلص منه

2014-04-02 05:29:42 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم..

أشعر بالدوخة، وعدم التوازن، وثقل بالرأس، وصداع أحيانا، وضغط في العين، وإرهاق، وخمول، فهل هي أعراض قلق زائد وتوتر وخوف من الأمراض؟ أقصد هل هو توهم المرض؟ لأنني ممن يخافون كثيرا عند سماع أحد توفي ممن أعرفه أو أصيب بمرض، علما بأن جميع الفحوصات سليمة، ما عدا فيتامين (د) فهو ناقص، وأنا أتناول حبوبا لذلك، وأكد لي أكثر من طبيب أن أعراضي وهم، فعند خروجي من المنزل للسوق، أو عند زيارة أحد أشعر بقلق وخوف من أن أدوخ أو أسقط مغمى علي، لأنه في إحدى المرات وأنا واقفة شعرت باهتزاز رجلي وشبه دوخة، وأعتقد أنها كانت أعراض أنفلونزا وإرهاق، لكن أصابني بعدها صدمة، فما الحل للتخلص من ذلك؟ خصوصا التوهم والدوخة، أم أنه أمر عضوي؟


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هند حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

التداخل ما بين الأعراض الجسدية والنفسية هي ظاهرة معروفة جدًّا، وهنالك مجموعة من الأمراض لا يمكن تجاهلها، نسميها بالأمراض أو الأعراض النفسوجسدية، بمعنى أن نجد مكوّنا عضويا أو جسديا هو جوهر الشكوى، وهنالك أدلة قاطعة أيضًا أن القلق النفسي قد يكون هو المسبب.

هذا ينطبق على حالتك، أعراضك بالفعل هي نفسوجسدية، الشعور بالدوخة والصداع وعدم التوازن والضغط في العينين، هذا يكون غالبًا ناتجًا من انقباضات عضلية، والانقباض العضلي من أكبر أسبابه هو التوتر النفسي، والاحتقانات النفسية، ومثل ما يحتقن الأنف تحتقن النفس، واحتقان النفس كثيرًا ما يُعبر عنه في شكل انقباضات عضلية، وقطعًا الإرهاق والخمول يعتبر أيضًا من أعراض التوتر في بعض الأحيان، لأن التوتر أيضًا يؤدي إلى اكتئاب ثانوي من الدرجة البسيطة، والاكتئاب من أكبر مسببات الخمول.

أيتها الفاضلة الكريمة: شعورك بأنك ربما تسقطين أرضًا حين الخروج من المنزل إلى السوق (مثلاً)، هذا يؤكد ما ذكرناه لك أن حالتك هي حالة قلقية، وهذا النوع من القلق يسمى بـ (القلق التوقعي)، أو (القلق الاستباقي)، أو (القلق الافتراضي)، وهو بالفعل يؤدي إلى وساوس وبعض المتاعب النفسية، لكنه ليس خطيرًا.

أنا لا أقول لك أنك متوهمة مرضيًا، هذا ليس صحيحًا، أنت لديك علة قلقية، لديك قلق استباقي، وهذه علة ظاهرة أدت إلى الأعراض الجسدية. الذي أفضله هو أن تذهبي وتقابلي الطبيب النفسي، فأنت محتاجة لتطبيق تمارين الاسترخاء (2136015)، محتاجة أن تتدربي على حسن إدارة الوقت، وفي ذات الوقت محتاجة لأحد الأدوية البسيطة التي تُزيل هذا النوع من القلق والتوتر، ومن أفضل هذه الأدوية من وجهة نظري عقار يعرف تجاريًا باسم (زولفت)، واسمه الآخر (لسترال)، ويسمى علميًا باسم (سيرترالين)، وحاجتك له في جرعة صغيرة جدًّا.

الاستمرار في تعويض نقص فيتامين (د) أمر ضروري، وأكرر أن الرياضة التي تناسب المرأة المسلمة سوف تكون مفيدة جدًّا لك، وأرجو ألا تتركي أي فراغ زمني أو فراغ ذهني، فوجود الفراغ الزمني الكبير ووجود الفراغ المعرفي أيضًا تجعل الإنسان يتمركز في تفكيره حول نفسه، حتى وإن لم توجد أعراض سوف يدعوها لتأتيه، أو إن وجدت هذه الأعراض بصورة مبسطة قد يلجأ الإنسان إلى التجسيم وإلى التجسيد لهذه الأعراض.

إذًا يجب أن تكوني حذقة ومتفوقة في إدارة وقتك، وتذكري أن الواجبات أكثر من الأوقات، ومن يُدير وقته بصورة صحيحة هذا يعني أنه قد أدار حياته بصورة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

www.islamweb.net