تقدم لي شخص أقل مني أكاديميا وليس لديه هدف واضح في الحياة
2014-04-02 01:26:24 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
بارك الله فيكم، وفي جهودكم الطيبة في خدمة الإسلام والمسلمين.
أنا فتاة خطبت من شخص تظهر عليه علامات الالتزام، وهو غامض لا يحب أن يتحدث عن نفسه، على العكس مني، فأنا أحدثه عن نفسي حتى لا يتفاجأ بالشخصية التي أرتبط بها فيما بعد.
وأنا لي مبادئ في تكوين البيت المسلم، وكذلك في تربية الأبناء، ولا أجدها عنده، بل لا يهتم بذلك، أظن أن اهتمامه الأكبر في الأمور المادية، من: توفير المال، وغيره، تاركا تلك الأمور المهمة على الزوجة.
ولكنني بعد فترة من الخطبة ظهرت لي أشياء غريبة لا تخرج من إنسان ملتزم يخاف الله، وأشعر أحيانا بأنني لا أريده، لأنه ليس لديه هدف واضح في الحياة لا من الناحية العلمية، ولا الدينية، ولا في تربية الأبناء، ولا تكوين أسرة.
أحس أنني أعلى منه في مستوى العقل والتفكير، لأن تعليمي عالي، فأنا خريجة كلية، بينما هو متخرج من معهد لسنتين فقط، وكذلك أشعر أنه بخيلا بذكره المال بكثرة، وكذلك غامض ودكتاتوري، ولا يأخذ بمبدأ المشورة في الحياة بل رأيه فقط.
ما الأسئلة التي أطرحها عليه لتؤكد لي هل هو كما أظن أم لا، لأن زواجي بعد فترة قصيرة؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ابنة الإسل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابنتنا الكريمة- في الموقع، ونشكر لك هذه الاستشارة المهمة جدًّا، والتي لا بد أن تقف عندها كل فتاة، لأن مشوار الحياة طويل، والمجاملات لا تصلح، والحياة الزوجية ميثاق غليظ يترتب عليه أطفال، وعلاقات، وصلات، ومسؤوليات، لذلك كانت الخطبة، وهي فرصة للتعارف، وللتأكيد على كثير من المعاني.
ونتمنى أن يكون الدين صالحًا، وتكون الأخلاق حسنة، وأن يكون عنده تواصل في محيطه كرجل، وهذا يُعرف من خلال السؤال عن مكان عمله، وأن يكون له تواصل مع الآخرين أيضًا وقدرة على تحمل المسؤولية من خلال عمله، والتواصل مع الآخرين من خلال التعرف على أصدقائه، وحضور فاعل في مجتمعه من خلال المواقف التي تمر في المنطقة ودوره فيها.
كذلك ينبغي أن تكون له مشاركة وأدوار في الحياة الجديدة التي هي الحياة الزوجية، كذلك أيضًا لا بد أن تحاولي أن تستكشفي أهدافه، حتى لو كانت من الناحية المالية، ما هي طموحاته؟ في ماذا يفكر؟ ما هي وجهة نظره عن المرأة والحياة والأسرة؟ أي وزن تأخذه هذه الأمور في حياته؟
ولكن نحب أن نؤكد أن الكثير من الأمور قد لا تظهر، وأنه قد يصعب علينا أن نجد إنسانًا بلا عيوب، فإذا حصل لك في البداية ارتياح وانشراح واستعداد للتغير في بعض الجوانب السلبية عنده، مجرد (أقول) استعداد لأن يتغير ويتحسن، فهذه تعتبر مؤهلات مهمة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير.
كما أرجو أن تستأنسي برأي إخوانك من الرجال ومحارمك عنه، فالرجال أعرف بالرجال.
وعمومًا نحب أن نقول: لا بد أن نُدرك أن في الرجال وفي النساء نقائص وعيوبا، فمن الذي ما ساء قط، ومن الذي له الحسنى فقط؟ كفى بالمرء نُبلاً أن تُعدَّ معايبه، ولا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خُلقًا رضي منها آخر، فطلب الكمال من المحال، ولكن نُسدد ونقارب، ونعرف القضايا الحاسمة في مثل هذه الأمور، وأيضًا مسألة البخل قد لا نوافق عليها بدقة، فالحرص على المال مطلوب، وأيضًا في هذه الفترة أهل الفتاة قد يطلبوا منها أن تجرب كرمه، وأهله يوصوه بأن ينتبه لأمواله، فلا يبذر ولا يُبعثر، وبالتالي الأمور لا تصل إلى الإجابة الصحيحة من الطرفين.
لا الهدف من السؤال صحيح، ولا الإجابة التي تأتي دقيقة، ولكن على كل حال علينا أن نُسدد ونقارب ونتوكل على الله، ومعلوم لديك (ابنتِي) أن المسلمة إذا احتارت في أمر فإنها تصلي صلاة الاستخارة، وفيها طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير.
نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.