أعاني من خوف شديد عند سماع صوت بأني وحدي من يسمعه، فما تشخيص حالتي؟

2014-04-02 01:40:03 | إسلام ويب

السؤال:
الدكتور محمد عبدالعليم، السلام عليكم ورحمة الله

يا دكتور: أعاني من خوف شديد جدا، يصاحبه ضيق وحرارة في الصدر، وشد في الحلق، وجفاف كلما أتذكر الوسواس.

أحس إذا سمعت صوتا بالخوف من أني أنا الذي أسمعه لوحدي، أو أخاف أن يتكرر في أذني، ولكن الحمد لله لا يتكرر، لكن والله الخوف سبب لي عسرا في المزاج، وضيقة.

ما تشخيصكم لحالتي؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

المخاوف الوسواسية كثيرًا ما تجسم وتضخم وتزيد من الأعراض الجسدية، وأعراضك في الأصل هي نفسوجسدية (الشعور بالخوف الذي يصاحبه ضيق في الصدر، والحرارة في الصدر، والانشدادات العضلية في منطقة الحلق، والجفاف) هذه كلها أعراض قلقية ذات تأثير نفسي جسدي، والوساوس بالفعل تؤدي أيضًا إلى القلق التوقعي، فأنت الآن لديك خوف استباقي حول الصوت الذي تسمعه (مثلاً) وكل ذلك نتج عنه – كما تفضلت – تعسّر في مزاجك.

إن شاءَ الله تعالى هذه الأوضاع مؤقتة وعابرة، أنت لم تذكر أسبابًا واضحة أدت إلى هذه المشاعر، ولا تاريخ المرض وكيفية بداياته، لكن أنا أعتبرها من هذه الظواهر التي أصبحنا نشاهدها كثيرًا الآن بين شبابنا.

أيها الفاضل الكريم: أكَّد على نفسك أنك بخير، ابعث فيها هذه الرسائل الإيجابية، دعها ترتسم في داخل كيانك ووجدانك وفكرك، وبعد أن ترسَّخ داخليًا وتشفَّر وتُخزَّن في عقلك الباطني - إن شاء الله تعالى – تُرسل لك هذه الرسائل الإيجابية، وتُحسن من دافعيتك.

الآن همّك الأكبر يجب أن يكون التميز في دراستك، وعليك أن تضع الآليات التي توصلك لذلك، وأهم هذه الطرق والآليات والسبل والمداخل هي تنظيم الوقت، وأجمل الأوقات التي يمكن أن يدرس فيها الطالب هي بعد صلاة الفجر، ساعة إلى ساعتين من الدراسة بعد صلاة الفجر تعادل أربع إلى خمس ساعات فيما سواها من الأزمان، الدماغ يكون في حالة استرخاء، والنفس تكون في حالة قبول، والهموم تكون قليلة جدًّا، فأرجو أن تستفيد من هذه الأوقات.

أيها الفاضل الكريم: ضيقة الصدر والشد في الحلق والجفاف: هذه كلها تعالج عن طريق الاسترخاء، وموقعنا أعد استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن تطلع عليها وتطبقها وتكون من المستفيدين منها.

كنت أود منك أن تذهب وتقابل طبيبًا نفسيًا من أجل المزيد من التدارس حول حالتك، ومن أجل توجيه النصح والإرشاد وإعطائك دواء، هذا هو الأمثل، لكن إن صعب عليك ابدأ في تناول دواء خفيف جدًّا، وهو (جنبريد) هكذا يسمى في المملكة العربية السعودية، واسمه العلمي (سلبرايد) وهو زهيد الثمن، لكنه مفيد.

الجرعة هي أن تبدأ بكبسولة واحدة (خمسين مليجرامًا) ليلاً لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها كبسولة صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم كبسولة ليلاً لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أعتقد أن هذا الدواء سوف يفيدك كثيرًا، بالرغم من أنه ليس مضادًا للقلق، لكنه قطعًا مضاد للقلق وللتوترات المصحوبة بالأعراض الجسدية، وإن طبقت ما ذكرته لك من بقية الإرشادات، وتناولت هذا الدواء إن شاءَ الله تعالى سوف يُفرجَ كل ما بك، وتحس بالارتياح التام.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

www.islamweb.net