الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسام الدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لم تذكر أن هناك بحة في الصوت، وهذا ينفي وجود أي مشكلة في الحبال الصوتية بحد ذاتها، وواضح من وصفك -أخي السائل- أن المشكلة في عدم الإغلاق الكامل للحنجرة أثناء التصويت، ( أي أن المشكلة حركية في الحبال الصوتية )، حيث إن نطق الهمزة يتطلب هذا الإغلاق الكامل للحبال الصوتية، ثم الفتح المفاجئ الجزئي ( مع بقاء الحبلين الصوتيين في وضعية متقاربة لضمان حصول الصوت ) أثناء نطق الهمزة، كما أن لعضلات القفص الصدري والحجاب الحاجز الدور المهم في تراكم الضغط داخل الصدر أثناء لحظة إغلاق الحبال الصوتية، ومن بعدها لحظة الفتح الجزئي للحبال الصوتية، وخروج الهواء بين الحبلين الصوتيين المتقاربين لضمان نطق الهمزة ( بقاء الحبلين الصوتيين متقاربين جدًا هو شرط أساسي لحصول الصوت أثناء المرور القسري للهواء بين الحبلين الصوتيين )، قد يكون شرح عمل الحبال الصوتية صعبًا، وببساطة فالهواء المار بالحنجرة يحتاج للمرور بمكان ضيق لينتج الصوت، وهذا المكان الضيق هو الحبال الصوتية، حيث إن تقاربهما الشديد على الخط المتوسط يعطي هذا المكان الضيق اللازم للتصويت, وكلما كان التقارب جيدًا، وضغط الهواء ( الخارج من الصدر صعودًا للحنجرة، ثم البلعوم والفم)، كما كان هذا الضغط قويًا كلما كان الصوت أقوى.
يجب بداية فحص الأعصاب المغذية للحنجرة، والتي تمر بمسار معقد ضمن الرأس والرقبة والغدة الدرقية، وأي ضغط على هذه الأعصاب سواء ضمن الرأس، أو العنق، أو الغدة الدرقية قد يؤدي لضعف فيها، وبالتالي لضعف في الحنجرة والتصويت.
في حال عدم وجود إصابة في أعصاب الحنجرة لا بد من تقييم عصبي عضلي لعضلات الصدر لديك، من قبل اختصاصي العصبية بفحصها وتخطيط العضلات، كما لابد من دراسة كامل مسار العصب الحجابي الذي يغذي عصبيًا عضلة الحجاب الحاجز من منطقة خروجه من الدماغ مرورًا بالرقبة والصدر ووصولاً للحجاب الحاجز، وهذه الدراسة تتضمن الفحص السريري للرقبة والصورة الشعاعية البسيطة للصدر والتصوير الطبقي المحوري للرأس والرقبة والصدر.
بعد نفي وجود أي كتلة -لا قدر الله- ضاغطة على هذه الأعصاب، ومؤدية لضعف فيها, أو أي مرض في العضلات الصدرية نفسها يمكن عندها أن نفكر بالأسباب النفسية.
مع أطيب التمنيات لك بسرعة الشفاء وتمامه، وبارك الله بالشباب المؤمن أمثالك.
__________________________________________
انتهت إجابة د. باسل ممدوح سمان استشاري أمراض وجراحة الأذن والأنف والحنجرة، وتليها إجابة د. على أحمد التهامي استشاري نفسي إكلينيكي:
مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.
بالإضافة إلى ما ذكره لك الدكتور باسل فيما يختص بالأسباب العضوية، فإن الجانب النفسي قد يكون له أثر في بعض الحالات التي يصعب فيها الكلام، وهي في الغالب مرتبطة بالقلق، والخوف، ونقصان الثقة بالنفس، وتحدث صعوبة الكلام في حالات مواجهة الجمهور، أو عند إمامة المصلين لغير المعتاد على ذلك.
أما في حالتك أخي الكريم، فالأمر قد يختلف؛ لأنك كما ذكرت لا تنتابك أي نوبات من الخوف أو القلق وأنت تؤم المصلين منذ وقت طويل، كما أن صعوبة نطق الهمزة أصبحت تلازمك حتى في صلاتك منفرداً مما يؤكد عدم ارتباطها بوجود الآخرين، فلابد من التأكد أولاً من عدم وجود أي أسباب عضوية في الجهازين العصبي والكلامي، وإليك بعض الإرشادات النفسية التي ربما تستفيد منها:
1- عدم التركيز على المشكلة بشكل مفرط، مما يؤدي إلى تفاقمها وإعطائها حجما أكبر من حجمها.
2- ممارسة تمارين الاسترخاء بشكل يومي، وخطواتها في الاستشارة رقم
2136015.
3- محاولة التمرين على نطق الهمزة المفتوحة، وكأنك تقرؤها لأول مرة، وترديد ذلك بحيث يتم تسجيل الصوت وسماعه عدة مرات.
4- محاولة الرجوع إلى صلاة الجماعة، وابدأ في العودة بإمامتهم في الصلوات السرية، ثم انتقل إلى الجهرية بالتدرج.
نسأل الله لك الشفاء العاجل.