الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إسراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوم الصحة والعافية.
مزاج الإنسان -أختي الكريمة- معرض للتقلب والتغيير وفقاً للظروف والحوادث التي يمر بها في حياته اليومية، وهكذا أحياناً يصبح منشرح الصدر ومسرورًا، وبالتالي يتعامل مع الآخرين بروح الفكاهة والضحك، وقد يكون منقبض الصدر متكدرًا، فيكون أقل فاعلية وتفاعل مع الآخرين، هذا قد يكون شيئا طبيعيًا يمر به معظم الناس، ولكن إذا زادت هذه الحالة عن الحد المعقول، وأصبحت ملازمة لصاحبها عدة أشهر، فالأمر قد يتطلب تدخلاً علاجيًا.
والمؤمن يُبتلى ويُمتحن في ماله ونفسه وصحته فاعتبري ذلك نوعًا من أنواع الابتلاءات التي ينبغي الصبر عليها ولك الجزاء الأعظم -إن شاء الله- ولا ينبغي مقابلتها باليأس والقنوط من رحمة الله، ومتابعة خطوات الشيطان التي تؤدي إلى خسران الدنيا والآخرة.
ونرشدك ببعض الإرشادات عسى ولعلها تفيدك في الخروج من المشكلة:
1-الإكثار من فعل الطاعات والاستغفار فإنه مزيلٌ للهم والحزن، ومجلبٌ للسعادة -إن شاء الله-، وكذلك تجنبي فعل المنكرات والابتعاد عنها، فالذنوب تسبب الضيق والضنك والتعاسة، واعلمي أن الله غفور رحيم وإنه يغفر الذنوب جميعاً.
2- لا تهتمي بما فاتك من أمور الدنيا وتنظري لما عند الآخرين، وتذكري أن الله تعالى هو المانح والمعطي – {فعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبو شيئاً هو شر لكم}.
3- ركزي على الحاضر واستمتعي به، وانسي الماضي وما فيه من تجارب مؤلمة، وتطلعي للمستقبل، وأبعدي التشاؤم، وكوني متفائلة دائمًا.
4- اجلسي مع نفسك، وحاولي اكتشاف سبب الضيق الذي أنت فيه، واسألي نفسك هل أنت السبب في كل الأحداث التي جرت حولك؟ وما هو دورك الآن؟ لذلك تذكري أن الدعاء سلاح المؤمن، وفوضي أمرك لله سبحانه وتعالى فهو مجيب المضطَر إذا دعاه وهو كاشف الضر.
5- لا تستسلمي للمشاعر والأفكار السلبية بل قابليها بالأفكار الإيجابية والمنطقية، وحاولي مراجعة كل الأفكار السلبية التي سيطرت عليك من قبل توقعت فيها حدوث خطر يصيبك أو مكروه يأتيك كم منها تحقق بالفعل؟
6-أكثري من قول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ومن قول حسبي الله ونعم الوكيل.
7- اعلمي أن الإنسان خُلق ليعبد الله في هذه الدنيا، وليُعمر هذه الأرض فإذا توقعنا وتصورنا الموت بالصورة المرضية كما تتصوريه أنت لتوقفت كل النشاطات التي نمارسها في الحياة، فلا تعليم، ولا عمل، ولا زواج، ولا إنجاب فقط نكون في انتظار الموت، والمؤمن ينبغي عليه أن يُسخِر كل عاداته ونشاطاته وممارساته الحياتية في هذه الدنيا لخدمة الدين فتصبح العادة عبادة، وبالتالي يكون قد حقق ما خُلق من أجله.
8-قومي بممارسة تمارين الاسترخاء في حالة الضيق، أو التوتر الشديد الناتج عن الأفكار السلبية- تجدين تفاصيلها في الاستشارة رقم :
2136015.
فرج الله همك وأسعدك في الدارين.