أصبحت منبوذةً لأنني لا أكلم الشباب، هل هذا أمر طبيعي؟
2014-04-23 05:22:10 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ...
عمري 20 عاما، طالبة جامعية -ولله الحمد-، أتمنى أن تساعدوني على حل مشكلتي، أحاول بقدر المستطاع أن لا أكلم أحدا من الشباب، وأحسست بأنني مميزة عن بقية البنات، لا أكلم الشباب ولا أعطيهم فرصة، طلاب دفعتي لديهم مجموعة أو جروبا في الفيسبوك ويقومون بنشر أهم المنشورات، لكنني لم أشترك معهم رغم وجود الكثير من زميلاتي هناك.
أحس بأنني أصبحت منبوذةً من الشباب، لست وحدي بل أيضا أقرب صديقة لدي، بمجرد أن يراني أحدهم يهرب من أمامي، ومشكلتي الآن هي أن هناك شابا يدرس في ذات الدفعة غير الجميع، محترم جدا ومؤدب جدا ولا يرفع بصره لأي فتاة، متدين ولا أستطيع أن أقارنه بأحد منهم، وكلما رأيته أحاول أن أغض بصري، لا أريد أن أحب أو أعلق قلبي بما ليس لي، وكل يوم كلما رأيته أسأل الله أن يجعله من نصيبي، ماذا أفعل فشعوري أتعبني ولا أريد أن يغضب الله علي؟
وشكرا لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ أمة الرحمن حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
مرحبًا بك -ابنتنا العزيزةَ- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته أن يثبتك على الحق، وأن يصرف عنك كل سوء ومكروه.
نحن نشكر لك حرصك على الثبات على طاعة الله تعالى واجتناب ما حرم عليك، وما تسلكينه من الابتعاد عن الاختلاط بالشباب وإقامة علاقات معهم هو الواجب الشرعي الذي يُمليه عليك الدين، وبه يرضى عنك رب العالمين، وإذا رضي الله تعالى عنك فلا تبالي بعد ذلك بمن سخط ونبذك من الناس، فإن الله تعالى إذا رضي عنك أحبك وأرضى عنك الناس، وإذا سخط عليك فلن ينفعك رضا أحد من خلقه بعده، فاثبتي على ما أنت عليه من اجتناب إقامة علاقات بالشباب، فإن هذا النوع من العلاقات باب فتنة عظيم، ويجر الجنسين إلى الوقوع فيما لا تُحمد عاقبته، فنحن نحذرك من أن يجرك الشيطان إلى ما جر إليه غيرك، ولا تلتفتي إلى كثرة من يقع فيما حرم الله تعالى أو يخالف أمره ونهيه، واجعلي من الصالحات -اللاتي على شكلك وطريقتك- اجعلي منهنَّ مثالاً وأسوةً تقتدين بهنَّ، واحرصي على التعرف عليهنَّ، فإنهنَّ كثيرات -ولله الحمد- لا سيما في البلد الذي أنت فيه.
وأما ما ذكرت بشأن هذا الشاب، فلا حرج عليك في أن تسألي الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح، سواء كان هذا الشاب أو غيره، ولكن نصيحتنا لك ألا تعلقي قلبك بهذا، فإن الله -عز وجل- قد يعلم أن الخير والمصلحة لك في غيره، ثم قد يرضى بأن يكون زوجًا لك وقد لا يرضى، فليس من العقل أن تعلقي قلبك بما قد لا تحصلين عليه، فأريحي نفسك، وأريحي قلبك، وذلك بأن تصرفي التفكير عن هذا، واسألي الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح، وفوضي الأمر إلى الله، فإن ما يختاره الله تعالى لك أولى مما تختارينه أنت لنفسك.
نحن نؤكد -أيتها البنت العزيزة- على ضرورة الالتزام بالضوابط الشرعية من الحجاب والابتعاد عن الاختلاط المحرم، والحذر من مداخل الشيطان إلى النفس والقلب، وكوني على ثقةٍ من أن بالتزامك بهذه التعليمات إنما تُريحين نفسك، وتجنبين نفسك أنواعًا من المفاسد في دينك ودنياك.
نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته أن يأخذ بيدك إلى كل خير.