ترك الخطاب لي أثر فيِّ كثيرا، فما نصيحتكم؟
2014-05-05 01:15:18 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أولاً أشكر جميع القائمين على هذا الموقع الرائع، وعلى رحابة صدوركم في استقبال مشاكل الناس ومساعدتهم قدر المستطاع، فجزاكم الله كل خير، وأتمنى أن تشملني تلك الرحابة حتى أوصل لكم ما أعانيه.
أنا فتاة عمري 22 سنة، جامعية ولله الحمد ومقبلة على وظيفة جديدة، جميع من حولي يثنون على أخلاقي وجمالي والحمد لله هذا من فضل ربي، أنا معتدلة في الدين ولكني أميل للالتزام نوعا ما.
معاناتي بدأت منذ سنة وشهرين تقريبا عندما تقدم لي شاب ولكنه لم يرني، وتم الرفض من قبل أهلي ومني أيضا؛ لأني استخرت ولم أشعر براحة نفسية تجاه الشاب، ولكني أتمنى له السعادة.
وبعدها تقدم لخطبتي الكثير.. وفي كل مرة يذهب الخاطب ولا يعود مرة أخرى، وينتهي الموضوع من غير أية أسباب، أنا مؤمنة بالنصيب والحمد لله، وفي كل مرة أصلي صلاة الاستخارة وألجأ إلى ربي وأدعوه كثيرا.
أنا حزينة جدا -اللهم لا اعتراض- فقد تم رفضي من قبل كثير من الشبان عند النظرة الشرعية، وأيضا من قِبَل أهل الشاب قَبل أن يراني هو رؤية شرعية، وأصبحت أخاف كثيرا، وأبكي عندما تعلمني أمي أن هناك من يريد رؤيتك من النساء ليخطبوك؛ لأنه في كل مرة يتكرر نفس الشيء رغم إعجابهم بي في كثير من المرات، فقد أعطاني الله قدرا من الجمال والقبول بين الناس والحمد لله.
ولكن أصبح الإحباط يتسلل إلى نفسي كثيرا، واهتزت ثقتي بنفسي، وصار الشيطان يشعرني أن أمر زواجي أصبح شيئا صعبا جدا ومستحيلا، ولكني أؤمن بأن قدرة الله فوق كل شيء، وأنه سبحانه على كل شيء قدير.
ولكني أحتاج للاستقرار، وأحتاج إلى أن أعف نفسي عن الحرام بالحلال، وأسكن لزوجي ويسكن لي، وأن يرزقني الله بالذرية الصالحة، فأنا أحب الأطفال جدا، وأتمنى أن أصبح أما.
موضوع زواجي متعسر لهذا ذهبت إلى راق شرعيٍ قبل بضعة أشهر، قال لي: ربما أني أعاني من سحر أو مس سبب تعطيل زواجي وتعسره، ولكن أثناء الرقية لم تظهر على أية أعراض مقلقة، بل على العكس أنا أقرأ القرآن دائما، وأحس براحة عند قراءته، ومواظبة على الأذكار وقيام الليل.
لا أعلم ماذا أفعل؟ فقد أشغل هذا الموضوع تفكيري، وأصبحت كثيرة البكاء، وأعاني من الأرق وقلة النوم والكآبة.
متأسفة جدا على الإطالة، أنا طرحت معاناتي بين يديكم لعلي أجد منكم ما يريح قلبي بكلمات تهون علي ما أصابني من الحزن والهم.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سهى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك ابنتنا الفاضلة في الموقع، ونذكرك بأن هذا الكون ملك لله ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله، وأن كل شيء بقضاء وقدر، ولكل أجل كتاب، وسوف يأتي اليوم الذي يطرق بابكم الزوج الذي يقبل بك وتقبلين به، وتسعدين معه في طاعة الله تبارك وتعالى.
هذا ما نرجوه وندعو الله به، فأرجو أن يكون أملك في الله كبيرا وثقتك في الله عظيمة، وندعوك إلى مواصلة الأذكار في الصباح والمساء، وقراءة الرقية الشرعية على نفسك، واتخاذ الأسباب الظاهرة أيضًا من أجل إتمام هذا العمل.
ومن ذلك ينبغي أن تُحسنوا استقبال من يطرق الباب، وتُحسنوا التعامل مع أهل الشاب إذا جاءوا إليكم، ومن المصلحة ألا تُخبروهم أنه قد حضر فلان ورجع وحضر فلان ورجع وحضر فلان ولم يعد؛ لأن هذه الأمور تُثير عندهم المخاوف.
ونحب أن نؤكد لك أنه ليس هناك داع للبكاء، وليس هناك داع للحزن، فأنت فعلت ما عليك، وتنتظرين ما عند الله، فالمؤمن يلجأ إلى الله كما قال ابن الجوزي: كانوا يسألون الله فإن أعطاهم شكروه، وإن لم يعطهم كانوا بالمنع راضين، يرجع أحدهم بالملامة على نفسه فيقول: مثلك لا يُجاب - هذه فرصة للمراجعة وللاستغفار والتوبة والإنابة إلى الله تعالى – أو يقول: لعل المصلحة في ألا أُجاب. فكم من رجل حزنتِ عليه صرفه الله عنك لخير لك لكنك لا تعلمين به، {وعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا}.
فنتمنى أن تكوني راضية بقضاء الله وقدره، واستمري في الذكر والتلاوة والإنابة وقراءة الرقية الشرعية، واتخذي الأسباب الدنيوية، ولا تحاصري نفسك، فاحشري نفسك مع الصالحات، واحضري المحاضرات، واذهبي إلى مراكز تلاوة القرآن والآيات، فتلك مواطن الأخيار والفاضلات، وهناك ستجدين من تبحث عن أمثالك لولدها أو لأخيها أو لأي محرم من محارمها.
نسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يغفر ذنبنا وذنبك، ونشكر لك التواصل مع الموقع، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.