الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sandra حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنت سردت بعض السلبيات في حياتك، ولكنك لم تتحدثي عن الإيجابيات، كنت أتمنى أيضًا أن تتذكري إيجابياتك، وأنا أعرف أنها كثيرة جدًّا، فأرجو أن تستعيدي شريط ذكرياتك وتنظرين إلى نفسك بصورة أكثر إيجابية، وسوف تكتشفين أنك صاحبة مقدرات كبيرة جدًّا، وهنالك أمور كثيرة يمكن تعديلها لتُصبح أكثر إيجابية.
بالنسبة لحالتك قطعًا أنت تعانين من قلق المخاوف، ومخاوفك ذات طابع اجتماعي، أي الرهبة الاجتماعية مما أدى إلى التلعثم والميل للانعزال وضعف التفاعل الاجتماعي.
لا نريد أن نبحث كثيرًا في الأسباب، لأننا في الطب النفسي قد لا نجد أسبابًا أصلاً، أو قد يكون هنالك مجرد تفاعلات من هنا وهناك أدت للحالة النفسية، قطعًا علاقتك بوالدك ربما تكون قد أثرت، وكذلك عدم التفاعل الأسري الصحيح أدى إلى شيء من الانعزالية والذواتية بالنسبة لك.
علاجك - أيتها الفاضلة الكريمة - يتمثل في أن تنظري إلى ما هو إيجابي وطيب وجميل في حياتك، وذلك من خلال تدارس الإيجابيات والسلبيات، وهذا التدارس وهذا التحليل سوف ينتهي بك إلى ما نسميه بمعرفة الذات، وبعد أن تعرفي ذاتك بصورة صحيحة ومنصفة يجب أن تفهميها ويجب أن تقبليها، ثم بعد ذلك تسعي لتطويرها.
نعم كنت أتمنى أن تواصلي تعليمك، ولازلت أتمنى ذلك، لأن العلم نور ولا شك في ذلك. البحث عن بدائل تعليمية أخرى مثل الدخول في مشروع لحفظ القرآن الكريم أراها أيضًا جيدة ومفيدة. بما أن إخوتك وأخواتك قد تزوجوا ما عدا أخ واحد فأعتقد أنه سيكون من الحكمة الرصينة أن تكوني أنت المحرك داخل البيت، أن تكوني صاحبة الهمة، أن تكوني شعلة متقدة، العناية بالوالدين، إدخال أفكار ومقترحات جديدة على الأسرة.
والماضي يجب ألا يمثل شائبة في تفكيرك، الماضي قد انتهى وهو خبرة وتجربة وليس أكثر من ذلك. لا بد أن توطدي من علاقاتك الاجتماعية مع الصالحات من الفتيات، وأنصحك أيضًا بممارسة الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة، وكذلك تمارين الاسترخاء (
2136015)، وكلاهما مفيد.
ربما يكون أيضًا من الأفضل - بعد التشاور مع أسرتك الكريمة - أن تتناولي أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف لفترة قصيرة، من أفضل الأدوية عقار يعرف تجاريًا باسم (زولفت) واسمه الآخر (لسترال)، ويسمى علميًا باسم (سيرترالين) وهو يناسب مرحلتك العمرية جدًّا، والجرعة هي نصف حبة فقط – خمسة وعشرين مليجرامًا – يتم تناولها ليلاً لمدة شهر، ثم بعد ذلك تجعليها حبة كاملة لمدة شهرٍ آخر، ثم نصف حبة لمدة شهرٍ آخر، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم تتوقفي عن تناول الدواء. هذا مجرد مقترح وددت أن أذكره لك، لكن تشاورك مع أسرتك وكذلك مع أحد الأطباء أعتقد أنه سيكون مفيدًا جدًّا لك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.