كيف أتخلص من تناول العقاقير المخدرة؟
2014-05-06 03:01:22 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا شاب جامعي، بعمر 25 سنة، بدأت أتناول الحشيش وحبوب الترامادول، بمعدل حبة في اليوم، وبعد فترة أصبحت أتناول 2 حبة لمدة سنتين، وأثرت على تحصيلي الدراسي، ونشاطي الطبيعي، وحاولت التخلص من ذلك بمفردي، ولكني لم أستطع، فشعر بي أهلي واعترفت لهم، وطلبت منهم الذهاب للطبيب، وساعدوني بالذهاب إلى الطبيب، وطلب مني عمل تحاليل لوظائف الكبد والكلى، والحمد لله كانت طبيعية.
استمررت في العلاج لمدة شهرين، ثم انقطعت عن العلاج لمدة شهر ونصف، بسبب سفر الطبيب، واستكملت العلاج شهرا آخر، وبعد عودة الطبيب، عمل لي تحليلا فكانت نتيجة الترامادول سلبية، وكان هذا في يوليو الماضي لأنني أوقفت تناوله، أما الحشيش فلا، وتحسن مستواي الدراسي ووضعي الاجتماعي مع العلاج، وتوقفت عن الذهاب إلى الطبيب، بعد أن نصحني بعدم تناول الحشيش، ولكن بعد شهرين من العلاج بدأت أتناول الترامادول بمعدل ربع حبة في اليوم.
أريد أن أمتنع عن تناولهما، فهل تناول الحشيش له علاجٌ أيضا؟ وما هو العلاج المناسب؟
أفدوني، جزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سالم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
المخدرات نستطيع أن نقول إنها ذات تأثير وسمومية عالية متشابهة لدرجة كبيرة، وهنالك اختلافات بسيطة فيما بينها (الترامادول الحشيش الكابتجون) سم ما تسمي، فكلها تنتمي إلى فصيلة واحدة، وإلى فئة واحدة، آثارها واحدة، أضرارها واحدة، وإن كانت هنالك بعض التباينات والفوارق البسيطة.
العلاج عن هذه المخدرات يكون من خلال أن تكون لك العزيمة والقدرة والتصميم، والإرادة الحرة والقوية لأن تتوقف، والذي يريد أن يتوقف لا بد أن يستشعر الضرر البليغ الذي سوف تأتي به المخدرات، ولو على الأقل على المدى البعيد.
مخدر الحشيش يعتبره بعض الناس سليما، وهذا خطأ جسيم، فالحشيش ليس سليما، حتى وإن لم يؤد إلى هلوسات أو ضلالات أو مشاعر غير مستقرة، فهو في نهاية الأمر يؤدي إلى خلل كبير في المقدرات المعرفية والإدراكية، وهذه أكبر خطورة للحشيش، وتجد صاحب الحشيش لا أمل له، ولا خطط له، ولا آمال له، ولا برامج مستقبلية له، وعنده افتقاد كامل للدافعية والقبول بما هو موجود، ولا تطلع نحو المستقبل، ولا اهتمام بالأسرة أو العمل أو خلافه.
لذا تجد أنهم يصفهم بعض الناس بأي صفة، مثل: هؤلاء الحشاشون، يتظاهرون بأنهم أناس طيبون ومساكين، ولا يزعجون أحداً، وهم حقيقة سقطوا في الدرك الأسفل من السلك الاجتماعي؛ وذلك لأن الحشيش يعمل عملا سمياً كبيراً على الفص الأمامي، أو ما يعرف بالصبة الجبهي أو الناصية، وهو مركز الإشعاع بالنسبة للإنسان من حيث التخطيط للمستقبل، والوظائف الإدراكية العلية.
هنا يجب أن تعرف مثل هذه الحقائق، ولا بد أن تفرق بين الحلال والحرام، فالمخدرات حرام بإجماع العلماء، وهذا سبب آخر للتوقف عنها.
من أفضل وسائل التوقف عنها: أن تغير المكان والأشخاص والأدوات، من كنت تزاملهم من أجل تعاطي الحشيش أو الشخص الذي كنت تتعاطى أو تعطى من عنده الحشيش، هؤلاء يجب أن تبتعد عنهم، وكذلك المكان الذي كنت تتناول فيه الحشيش، والأدوات، أي كل ما يتعلق بالحشيش.
هذه قوانين صارمة وضعها الإخوة المتعافون، وليس الأطباء، أي كل من يريد أن يقلع يجب أن ينتهج هذا المنهج.
الخطوة الثانية هي: أن تجد لنفسك بدائل، فهنالك ممارسة الرياضة ومصاحبة الطيبين، والإنتاجية، واستثمار الوقت بصورة صحيحة، والحرص على الصلاة في وقتها، والاهتمام بأمر الأسرة، والقراءة، والاطلاع.
هذه كلها بدائل وبدائل عظيمة جداً، ثم توجد بعض الأدوية البسيطة من مضادات الاكتئاب بجرعات صغيرة تفيد الناس، مثل عقار سيركويل والذي يعرف باسم كواتبين على وجه الخصوص وجد أنه مفيد جداً للمساعدة على الإقلاع والجرعة هي 50 ملجم ليلاً لمدة أسبوع ثم ترفع إلى 100 ملجم ليلاً لمدة أربعة أشهر ثم 50 ملجم ليلاً لمدة ثلاثة أشهر.
وبالله التوفيق.