مخاطر جراحة شفط الدهون وحكمها الشرعي
2014-05-08 02:24:56 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمري 22 عاما، وطولي 165 سم، وزني 186 كلغ، كان وزني دائما يتراوح بين 70 إلى 72 كلغ، لكن بعد زواجي زاد وزني 16 كيلو جراما بعد شهرين بسبب قلة الحركة، وقد فشلت في اتباع أي نظام غذائي فشلا ذريعا بسبب ضعف إرادتي، وعدم قدرتي على تنظيم أوقات وجباتي.
وأفكر حاليا في إجراء جراحة شفط دهون وشد ترهلات من منطقة البطن والأرداف بسبب نفور زوجي مني، وحالتي النفسية السيئة، وكذلك حالتي الصحية؛ فقد أصبحت أتعب وأصاب بضيق التنفس من أقل مجهود، وأيضا لا أستطيع أن أمارس الرياضة، لأني لم أعتد عليها منذ الصغر، وبالتالي يضيق تنفسي بشدة بعد خمس دقائق، ولكن لا أعلم أضرار ومخاطر هذه العملية، وكذلك الحكم الشرعي فيها بوجه عام، أو إن كان الطبيب المعالج ذكرا، وهل إن توفاني الله فيها أكون آثمة أم لا؟ وما هو البديل عنها إن كانت محرمة أو شديدة المخاطر؟
هلا أفدتموني أفادكم الله، وزادكم علما وفضلا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأعتقد أن هناك خطأ من قبل الأخت السائلة بخصوص الوزن، والوزن الصحيح هو 86 وليس 186 كما هو مكتوب في متن الرسالة، وهذا الوزن غير مناسب مبدئيا للجراحات، ولم تعد عمليات شفط الدهون من العمليات المفضلة في الوقت الحالي، ولكن هناك عملية قص المعدة للأوزان التي تتخطى 140 إلى 150 كجم، وأنت -ولله الحمد- بعيدة كل البعد عن ذلك الوزن؛ ولذلك وعن طريق بعض من المعرفة، وإعادة تنظيم الأكل يمكنك إنقاص وزنك -إن شاء الله- وبالتالي لا مجال للإجابة على التساؤلات عن الجراحة لأني لا أنصح بها أصلا.
وهناك معادلة لتحديد كتلة الجسم من خلال قسمة الوزن بالكيلو جرام 86 على مربع الطول بالمتر (16.5X 16.5)، والنتيجة بالنسبة لك هي 31.5، وهي في منطقة السمنة العادية وليس المفرطة، وتحتاجين إلى إنقاص 16 كجم فقط من وزنك للعودة إلى الوزن القياسي، ومن الإرادة والرغبة والعزيمة يمكنك الوصول إلى ذلك الهدف، مع تحديده مسبقا بمعدل 2 إلى 3 كجم فقط في الشهر، عن طريق تناول ثلاث وجبات في اليوم، وليس الجلوس الدائم أمام الثلاجة والمطبخ، والحرص على الوصول إلى ذلك الهدف شهريا.
والمشكلة الكبرى لسيدات البيوت هو الوجود في المنزل معظم أوقات اليوم، وبالتالي قد تأكل كميات قليلة في أوقات متقاربة دون أن تشعر، وبدلا من تناول ما يساوي 2000 سعرة حرارية، قد يصل مجموع ما تتناولينه إلى 4000 سعرة حرارية، فيزيد الوزن تبعا لذلك، وبالتالي يجب اتباع فلسفة تقليل المعروض في البيت والثلاجة من الحلويات والكيك والعصائر قدر المستطاع، مع طبخ كميات أقل من الأرز والمكرونات حتى لا تضطرين آسفة إلى إلقاء ما تبقى من الطعام في معدتك، وبالتالي يمكن توفير الكثير من المال والصحة في وقت واحد، وسوف يسعد جدا زوجك بتلك الفكرة، مع اتباع الثقافة الغربية في الشراء، وهي شراء فقط ما يكفي اليوم مثل برتقالة أو تفاحة واحدة لعدد أفراد الأسرة فقط، ولا داعي للحلويات المنزلية أو من السوق، لأنها تمثل عبئا على الصحة والميزانية.
والأطعمة -أختنا الفاضلة- لها مؤشر يسمى glycemic index، أو مؤشر السكر في الطعام، وعلى رأس هذا المؤشر في نسبة السكر الزائد العسل والتمر، ونسبة السكر فيها 100%، وفي أسفل المؤشر الملفوف للأكل على شكل سلطات وليس محشيا بالأرز والمكسرات، وكذلك أسفل المؤشر الزهرة والقرنبيط والأعشاب الخضراء، وتصل نسبة السكر فيها إلى أقل من 10%، وبينهما تتدرج الأطعمة والفواكه والأشربة، فالماء مثلا لا يوجد به سعرات حرارية أو سكر، ويستخدمه البعض في الرجيم بدلا عن العصائر، وكلما شعر بالجوع شرب ماء وهكذا.
والتفاح الأخضر أقل سكرا من الأحمر، والتفاح الأحمر أقل من العنب والموز، والعنب أقل سكرا من التمر، وأرجو أن يكون المعنى واضحا الآن، فكل الأطعمة ذات السكر العالي مثلا الشوكولاتة والمياه الغازية والحلويات تزيد الوزن، والأطعمة مثل السلطات والخضار المسلوقة دون زيت، والفاكهة قليلة السكر تساعد على إنقاص الوزن، لأن كمية السعرات الحرارية فيها قليلة.
ومن الممكن أن نأكل طعاما معتدلا مثل الدجاج المشوي بدون الجلد والعظم، أو السمك المشوي ومعه السلطات، خصوصا سلطة الملفوف والأوراق الخضراء والخبز الأسمر، والبقوليات، مثل الفول والعدس، ونشعر بالشبع، وقيمتها في حدود 1500 سعرة حرارية، ويخصم باقي الاحتياج اليومي من مخزون الدهن في جسم الإنسان، وبالتالي ينقص الوزن بشكل متدرج وغير مرهق، مع ممارسة الرياضة طبعا، خصوصا المشي.
وهناك حبوب تقلل من امتصاص الدهون في الطعام، وتساعد على ليونة البراز مثل زينيكال وشيتوكال، وهذه الحبوب تعد غير مؤذية ولا تؤدي إلى أعراض جانبية، حيث تقلل من امتصاص الدهون بنسبة 30%، وتساعد كثيرا على إنقاص الوزن، والمهم الإرادة القوية، والاستمرار على نظام قابل للتنفيذ، وليس نظاما قاسيا لمدة أسبوع، ثم نعود لنأكل كميات كبيرة من الطعام.
وعمل البيت، وصعود ونزول السلالم بقصد وبدون قصد، كذلك لعبة نط الحبل الشهيرة التي تلعبها الفتيات في الصغر، تستهلك سعرات حرارية أكثر كثيرًا من المشي، ولا تحتاج للخروج خارج المنزل، والتمارين التي تحسن اللياقة البدنية مثل الضغط، والثني، والمد، وحتى الرقص في الغرفة، فإنه يساعد في تحسن اللياقة البدنية، وإنقاص الوزن.
وفقك الله لما فيه الخير.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الدكتور عطية إبراهيم محمد، استشاري طب عام وجراحة وأطفال/ تليها إجابة الشيخ أحمد الفودعي، مستشار الشؤون الأسرية والتربوية فأجاب:
مرحبًا بك - ابنتنا العزيزة - في استشارات إسلام ويب.
نحن نؤكد - أيتها البنت العزيزة - ما وصَّاك به الطبيب وأرشدك إليه، وستجدين بذلك - إن شاء الله - النفع، وسيزول عنك هذا القلق، ونحن نظن - أيتها البنت العزيزة - أنك حملت الأمور أكثر مما تحتاج، فليس بدن المرأة وحده هو الجاذب للزوج، والمكسب له حبها، فينبغي أن تهتمي بأسباب المودة والألفة بين الزوجين، واهتمامك بمظهرك أمرٌ مطلوب، وتجمُّلك لزوجك أمر مرغب فيه شرعًا وطبعًا، ولكن ما ينبغي أن يكون ذلك سببًا في كل هذا الهم والقلق الذي تعانينه، فإن حسن تبعلك لزوجك وتذللك له ومراعاة مشاعره وما يُرضيه والتودد إليه بإدخال السعادة إلى قلبه، ونحو ذلك من التصرفات كفيل أيضًا - بإذن الله تعالى - بأن يحببك إليه، فاجتهدي في أسباب ذلك.
وأما ما ذكرت من إجراء العملية كشفط الدهون، فإن هذه العملية إذا كانت لمجرد تحصيل حسن زائد، وليس لرفع تشوه ولا لدفع ضرر وأذىً - كما هو الحال بالنسبة لك، وكما قال بذلك الطبيب -، فإن إجراء العملية في هذه الحالة غير جائز شرعًا، لأنه كما يقول بعض أهل العلم: من التغيير لخلق الله تعالى طلبًا للتحسن والتجميل، والنبي - صلى الله عليه وسلم - قد لعن الواشرة والمستوشرة - يعني التي تَحُدُّ أسنانها لمجرد طلب الحسن كما قال - عليه الصلاة والسلام - والمتفلجات للحسن.
ومن ثم ينبغي أن تعدلي عن التفكير في إجراء هذه العملية، وتتخذي من الأساليب الصحية التي أرشدك إليها الطبيب بديلاً وطريقًا لتحقيق ما تتمنينه في هذا الباب.
نسأل الله تعالى أن يأخذ بيدك إلى كل خير، وأن يبلغك فيما يُرضيه آمالك.