هل من الأعراض الجانبية للسيبراليكس اضطراب الدورة الشهرية؟
2014-05-14 05:22:19 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا فتاة متزوجة, عمري 20 سنة، أعاني من حالات الهلع منذ صغري, وربما منذ أكثر من 5 سنوات, وقررت أن أتعالج رغم رفض أهلي، ولكن وافق زوجي, وبفضل الله ثم بفضل إجابتكم عن استشارتي السابقة بدأت العلاج مع طبيب نفسي, وأعطاني سيبرالكس 10 جراما يومياً صباحاً, تحسنت كثيراً, ولله الحمد, وأشكركم على تشجيعي حتى أبدأ العلاج.
ولكن؛ حدثت لي مشكلة تؤرقني كثيراً، دورتي السابقة جاءت متأخرة يوما واحدا، ونزلت نقطا ضعيفة لمدة يومين فقط, ودورتي الحالية لم تأت بعد, رغم معاناتي من آلامها, ألم رهيب, يمتد من ظهري إلى ركبتي، فهي الآن متأخرة حوالي الأسبوع, وقد أجريت تحليل حمل منزلي, والنتيجة سالبة, علماً بأني أقوم بالعزل أنا وزوجي؛ لأنني ما زلت أدرس, وكذلك أتناول أدوية اكتئاب قد تضر الجنين.
والجدير بالذكر أنني قمت بعدة تحاليل منذ ثلاثة أشهر, تحاليل للغدة الدرقية, ومعدل التبويض والبرولاكتين وهرمون الذكورة, وكانت كلها سليمة بفضل الله, ولكن قالت لي الطبيبة: التبويض ضعيف, ونصحتني أن أخفف وزني, وأستمر على الجلكوفاج, رغم عدم رؤيتها لأي تكيس على المبايض في التصوير التليفزيوني.
أيضاً أعاني منذ أسبوع من تغير بسيط متفاوت في لون البول، فلونه غامق إلى حد ما، وأحيانا يكون غامقا جداً, وأحيانا يكون لونه عادي، مع أني أكثر من شرب الماء، ورائحته قوية وكريهة.
أسئلتي بالتحديد: هل يسبب السيبرالكيس اضطرابات في الدورة الشهرية, ويؤخرها, ويقلل كميتها؟ وما سبب تغير لون البول ورائحته بهذا الشكل؟ وما سبب وجود ألم الدورة وألم أسفل الظهر, يصل إلى الركبتين, رغم عدم ممارستي للرياضة, أو لمجهود يجهد عضلاتي بهذا الشكل، أم إنها مشكلة بالكلى؟
بعد أن تحسنت حالتي مع السيبرالكس؛ تأخرت مرة أخرى بسبب خوفي من اضطراب الدورة, وتغير لون البول.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
كل من يحس بأعراض نفسية تجعل حياته غير متكيفة وغير متواتية، ومن الأفضل أن يذهب ويقابل الطبيب النفسي، وهذا هو الإجراء الذي قمت به وهو الإجراء الصحيح، وهذا -إن شاء الله تعالى– يطمئنك كثيرًا، ويجعلنا أيضًا مطمئنين على صحتك.
نوبات الهلع والهرع والاكتئاب وغيره كلها يمكن أن تعالج، بشيء من التوجه والتفكير الإيجابي، وألا تنقادي بمشاعرك أو أفكارك السلبية، إنما بأفعالك، حياتك فيها أشياء طيبة وجميلة، أنت متزوجة، وبفضل من الله تعالى منخرطة أيضًا في العلمية التعليمية، وتريدين أن تكملي تعليمك، هذا كله جيد, وخطوات فاعلة للتخلص من أي آثار, أو مشاعر نفسية سلبية.
بالنسبة للسبرالكس: لا شك أنه دواء رائع جدًّا، وهو لا يسبب الإدمان، ولا يؤثر على الهرمونات النسوية أبدًا، هذا أؤكد لك وبصفة قاطعة، بل حين يكون القلق مسببًا لاضطراب الدورة الشهرية عند بعض النساء تجد أن تناول السبرالكس, والأدوية المشابهة قد ساعد كثيرًا في تنظيم الدورة الشهرية.
فأرجو أن تطمئني اطمئنانًا تامًا من هذه الناحية –أي من ناحية سلامة السبرالكس-.
من الآثار الجانبية للسبرالكس -والذي يجب أن تعرفيها- هو أنه في بعض الأحيان قد يؤدي إلى زيادة في الوزن لدى بعض الأشخاص الذين يتناولونه، وتلاحظ أن زيادة الوزن سببها وجود شراهة نحو تناول الحلويات، والأشخاص الذين لديهم تاريخ سمنة في الأسرة هم أكثر عُرضة لزيادة الوزن، فإذا لاحظت أي زيادة في وزنك فكوني حذرة واتخذي التحوطات المعروفة لخفض الوزن.
بالنسبة لأعراضك الأخرى: تغير لون البول ورائحته، قطعًا هذا يتطلب استقصاء أكثر، بأن يتم فحص البول في المختبر، والأسباب قد تكون كثيرة، على رأسها الالتهابات (مثلاً)، ومقابلة الطبيب أعتقد أنها ضرورية لإجراء الفحص بالنسبة للبول ومزرعة للبول, أو أي فحوصات أخرى إذا رأى الطبيب المختص ذلك.
إذًا لا تتأخري أبدًا في الذهاب إلى الطبيب، وأعتقد أن طبيبة الأسرة سوف تقوم بالواجب حيالك تمامًا.
سوف أحيل استشارتك أيضًا إلى الأخت الفاضلة الدكتورة رغدة عكاشة أخصائية النساء والتوليد لتفيدك عن بعض ما ورد في رسالتك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة الدكتور محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
وتليها إجابة الدكتورة رغدة عكاشة استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم.
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
إن زيادة الوزن مهما كان سببها قد تؤدي مع الوقت إلى حدوث تكيس على المبايض, وبالتالي حدوث اضطراب في الدورة الشهرية، وقد يكون لدواء (السبرالكس) دور في زيادة الشهية, وزيادة الوزن عندك, لذلك يجب عليك الانتباه لطعامك عند تناول هذا الدواء, كما نصحك بذلك مستشارنا الفاضل الدكتور محمد.
وزنك يعتبر زائدا بمقدار 43 كلغ عن المعدل المقبول لطولك, لذلك يجب عليك خفضه, وبشكل عام أقول لك: إن حرصت على ألا يتجاوز المتناول من السعرات الحرارية اليومية 1800 سعرة؛ فإن وزنك سينخفض شهريا بمعدل 2-3 كلغ, وهكذا إلى أن تصلي إلى الوزن المطلوب, ثم عليك المحافظة عليه عن طريق تناول 2000 وحدة فقط في اليوم, فإن كانت السمنة هي السبب في اضطراب الدورة, فإن الدورة ستعود وتنتظم عند انخفاض الوزن إن شاء الله تعالى.
على كل حال, يجب دوما عمل بعض التحاليل الهرمونية الأساسية, وذلك للتأكد من عدم وجود سبب آخر يؤدي إلى اضطراب الدورة, لذلك نصيحتي لك هي بعمل التحاليل الآتية كنوع من الاحتياط:
LH-FSH-TOTAL AND FREE TESTOSTERON-TSH-FREE T3-T4-PROLACTIN-DHEAS
ويجب عملها في ثاني أو ثالث يوم من الدورة, وفي الصباح.
بالنسبة للبول؛ فإن العلامات المذكورة تدل على وجود التهاب بولي, ويجب عمل زراعة لعينة من منتصف رشق البول, لتحديد نوع الالتهاب والمضاد الحيوي المناسب له, وإن تكرر حدوث الالتهاب؛ فيجب عمل تصوير للجهاز البولي كاملا, لمحاولة معرفة السبب, ونفي وجود مشكلة مثل الحصى, أو غيرها -لا قدر الله-.
إن الألم في أسفل الظهر والبطن قد يكون بسبب الالتهابات البولية, وأيضا قد يكون بسبب اضطراب الدورة, ووجود تكيس على المبايض, وعند علاج الحالة سيختفي الألم إن شاء الله.
ويمكنك تناول حبوب مسكنة مثل حبوب (بروفين) عند الحاجة, إلى أن تظهر نتائج التحاليل, وبناء عليها يتوضح التشخيص بإذن الله تعالى.
نسأله عز وجل أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائما.