أتمنى لنفسي المرض وقد أؤذي جسمي وأجرحه.. ما هذه الحالة وعلاجها؟

2014-05-15 02:51:54 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

أنا فتاة عمري 15 سنة، مشكلتي هي أنني أتمنى المرض، لا أعلم لماذا أحب أن أمرض، أو أدخل في غيبوبة ربما هذا فضول، ولكن الأسوأ هو أنني قد أؤذي نفسي، ما هو سبب هذا الحب الغريب لهذا الأمر؟ وهل يمكنني التخلص منه؟

أنا الآن أزور طبيبة نفسية؛ لأعالج الاكتئاب واضطراب الشخصيةtry الحدية، حاولت الانتحار كثيراً، ولم أنجح ولكنني، لن أيأس أتمنى أن تساعدوني.

علمًا بأنني سأبدأ بتناول مضادات الاكتئاب الأسبوع المقبل -إن شاء الله- مع أن عائلتي ترفض بشدة، ولكنني أخاف أن أؤذي نفسي بهذه الأدوية، فأنا دائماً أؤذي نفسي، أجرح يدي، أو أتناول أدوية غريبة حتى لو لم أذهب للطبيب، حيث هنا لا يكون غرضي إلا إيذاء نفسي لأرى الدماء، فأرتاح عندما أراها ما سبب هذه المشكلة؟

أرجوكم ساعدوني، وشكرًا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إسراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت أحسنت بأنك قد ذهبت إلى طبيبة نفسية، وأعتقد أن تشخيص الطبيبة صحيح، وهو أنك تعاني من صفات وسمات وأعراض الشخصية الحادية، و 70% من اللواتي يعانين من الشخصية الحادية يكون لديهم اكتئاب نفسي، لكن -الحمد لله تعالى- هذا الاكتئاب اكتئاب ظرفي، ويستجيب بصورة جيدة جداً للمضادة الاكتئاب، الميول لإيذاء النفس كثيرًا لدى اللواتي يعانين من اضطراب الشخصية الحادية، لكن بشيء من اليقظة، وبشيء من مراقبة الذات، وبشيء من العزيمة والتصميم تستطيعين أن تحدي من هذا الشعور الاندفاعي، والآن توجد دراسات أن كربونات الليثم، وهو دواء معروف جداً لدى الأطباء النفسيين يستعمل في حالات معروفة، وجد أنه يحد كثيراً من ميول المحاولات الانتحارية، هذا الأمر معروف لدى الطبيبة التي تقوم بعلاجك الآن، ولكني ذكرته فقط من قبيل أن أجعل خياراتك كثيرة ومتسعة.

الشيء الجيد أن التاريخ الطبيعي لاضطراب الشخصية الحادية هي أن الحالة تتحسن مع مرور الوقت؛ لذا أريدك الآن أن تجتهدي في تعليمك وفي دراستك، ولا تجعلي هذه الأعراض تعطلك؛ لأن هذه الأعراض تلقائياً سوف تقل كثيراً -إن شاء الله تعالى-، لا تنزعجي من الدواء، واصلي مع الطبيبة، أحسني إدارة الوقت، لا تجعلي للفراغ مجالاً؛ لأن اضطراب الشخصية الحادية تجد أن صاحبه ملول جداً لا يتحمل الفراغ، الفراغ الوجداني، أو الفراغ الزمني؛ لذا الانشغال وتعدد الأنشطة يحسن من المزاج، ويحسن من الدافعية، ويؤكد على البناء الصحيح للشخصية.

تمنيك للمرض وخلافه هو سمة من سمات هذه الشخصية، وهو نوع من الإسقاط السلبي على الذات -إن شاء الله تعالى- سوف يختفي، وأنت من جانبك أيتها الابنة الفاضلة يجب ألا تقبلي هذه المشاعر أبداً، ارفضيها، حقريها، استجلبي ما هو ضدها بأن تكوني محبة للحياة، أنت صغيرة في السن، أقدمي على المذاكرة، أقدمي على العلم، أقدمي على بر والديك، مارسي الرياضة، رفهي عن نفسك بما هو جميل ومتاح، وفي نطاق الحلال، لا تستسلمي للمشاعر السلبية، لا تستسلمي للعواطف السلبية، استبدليها بالإصرار وبالتأمل الإيجابي، واصلي مع الطبيبة، وأنا سعدت جداً برسالتك هذه وأتمنى أن تكون مساهمتي حتى وإن كانت مختصرة مفيدة بالنسبة لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.

www.islamweb.net