مررت بظروف صعبة، وأشعر باليأس وعدم الأمل في المستقبل.
2014-06-07 06:54:22 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب عمري 21 سنة، مررت بظروف أسرية صعبة، وعدم استقرار طوال حياتي.
أعاني من الإحباط واليأس، والتشاؤم والحزن، وأنه ليس هناك أمل في المستقبل، أتوقع السيء؛ لأنه دائماً ينقلب كل شيء معي إلى الأسوأ، وغالباً أتخيل - كأحلام اليقظة- ما أتمنى أن تكون عليه حياتي.
أتمنى الموت؛ كأن تحدث لي حادثة، أو أي شيء آخر، ولكن لا أتمنى الانتحار حتى لا أغضب الله.
أصبحت متردداً، وعندما أتخذ قراراً حتى ولو كان جيداً أحس بالندم، وأحياناً أكون عصبياً، خاصة مع والدتي، وأعاني من الأرق، والخمول والكسل، حتى بعد النوم لفترة جيدة، وعندما أفكر في العمل أقول لنفسي: إنه لا فائدة منه، ولن يغير ظروفي المادية في المستقبل.
عندما أكون مع أصدقائي أخرج من حالتي بنسبة 50٪ و50٪ أرجع إلى حالة التفكير في حالي، وأشعر بحزن داخلي عندما أرى أن حال أصدقائي أفضل من حالي، ولكني لا أحسدهم، لكني أتمنى أن أكون مثلهم.
أريد دواء لحالتي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يسيطر عليك مزاج اكتئابي، وأعتقد أنك محتاج لنوع من المساندة النفسية والاجتماعية، ومزيد من الثقة في نفسك، ومحتاج لها أكثر من حاجتك للعلاج.
فيا أيها الفاضل الكريم: إن استطعت أن تقابل معالجاً فهذا أمر جيد، وإن لم تستطع فيمكنك التحدث مع والديك، وأن تبحث عن الصحبة الطيبة، وأن تجالس إمام مسجدك، هذا كله يوفر لك قطعاً الكثير من الدعم الاجتماعي هذا من ناحية.
ومن ناحية أخرى: يجب أن تعطي نفسك فرصة لإدخال شيء من الفكر الإيجابي على نفسك، أنت الآن مركز وبصورة قاطعة على النصف الفارغ من الكوب كما يقولون، وتجاهلت النصف الممتلئ تماماً، أنت شاب صغير في السن، لديك طاقات نفسية وجسدية، أنت ولدت في هذه الأمة المحمدية المكرمة، لديك -أيها الفاضل الكريم- تطلعات مستقبلية، أمامك فرصة للتميز في دراستك، أمامك فرصة عظيمة لأن تبني مستقبلك بصورة أفضل.
أيها الفاضل الكريم: لا تتشاءم، الفكر التشاؤمي مشكلة ومصيبة كبيرة جداً.
وبالنسبة للخمول والكسل واضطراب النوم: هذا كله يتطلب منك تدبير حياتك بصورة أفضل، أن تنام مبكراً، أن تتجنب النوم النهاري، أن تمارس الرياضة، لا تشرب الشاي والقهوة بعد الساعة السادسة مساء، وأن لا تستجيب للأفكار السلبية، إنما اجعل أعمالك إيجابية لتغير مشاعرك وأفكارك، هذه هي الطريقة التي تبدل وتغير حياتك من خلالها، فأنت محتاج لهذا النهج، ولهذا النسق في الحياة، وأنا متأكد أنك يمكن أن تغير نفسك تدريجياً.
أعراض الكدر والتوترات التي أتتك لم تأت بين يوم وليلة، هي مشاعر مكتسبة بمرور الأيام؛ أي أنها متعلمة، والشيء المتعلم يمكن أن يفقد من خلال التعليم المضاد، والتعليم المضاد يكون على الأسس التي ذكرتها لك، أيها الفاضل الكريم غير ما بنفسك؛ لأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وأنت لديك الطاقة نحو التغيير.
بالنسبة للعلاج الدوائي: لا مانع أن تتناول دواء محسناً للمزاج مثل: -الفلوكستين- والذي يعرف باسم -بروزاك- وفي مصر يسمى -فلوزاك- الجرعة هي: كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر، ثم تتوقف عن تناوله.
أرى أن العلاج التوجيهي السلوكي الذي ذكرته لك أهم من العلاج الدوائي، العلاج الدوائي قد يكون مكملاً ولا بأس في ذلك، لكن لا بد أن نتخذ التدابير والترتيبات التي تعيد فيها هيكلة تفكيرك، وأن تكون أكثر إيجابية في أفعالك وأفكارك ومشاعرك.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.