أعاني من الخوف من الموت وأن قلبي سيتوقف، أريد حلاً.
2014-06-18 03:37:58 | إسلام ويب
السؤال:
وضعي صعب، أريد حلاً.
أعاني من الخوف من الموت، لدي شعور يلازمني أنني سأموت قريبًا، أتى هذا الشعور بعدما أصبحت لدي فكرة أني مريض في القلب بسبب خفقان في القلب، وعدم انتظام نبضات القلب، أيام تكون سريعة وأخرى بطيئة، عملت تخطيطًا مرتين قبل فترة، وكان التخطيط سليمًا، ولكن لدي شكوك إلى الآن أنه ليس سليما، والآن أصبح يأتيني ثقل على الصدر، خاصة الجهة اليسرى، وأصبحت لا أبذل مجهودات كثيرة كالسابق؛ لأني أجد نفسي أتعب بسرعة، وكنت في السابق ألعب الكرة، والآن تركتها.
أحيانا تأتيني وخزات جهة القلب، وأقول سوف أموت الآن، سوف يتوقف قلبي الآن، واليوم أستجد علي ضيق بسيط في التنفس، وأكثر ما يشغلني هو قلبي، وأني سأصاب بجلطة، أو سكتة، وأكثر الوخزات تأتيني في الزفيرن فماذا ترون؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى لك دوام الصحة والعافية.
ما تعاني منه -أخي الكريم- يعتبر من أعراض توهم المرض، فما دامت الحمد لله كل الفحوصات نتيجتها سليمة، فالمرجح أن تكون العوامل النفسية هي السبب، ففكرة المرض، وفكرة الموت إذا سيطرتا على العقل توهم الإنسان الأعراض المرضية والأفكار غير الحقيقية عن الموت.
والمؤمن يسأل الله العفو العافية، وإذا أصابه المرض ينظر إليه بالمنظور الإيجابي، لا بالمنظور السلبي، فالخوف الشديد من المرض قد يؤثر في جهاز المناعة ويضعفه، وبالتالي يكون الفرد عرضة للأمراض، والعكس صحيح، وإليك بعض الإرشادات العامة:
أولاً: لا بد من التذكير بركن من أركان الإيمان ألا وهو الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره، فما كان مقدراً من الله تعالى لا بد أن يحدث، وما لم يكن مقدراً، فلا تحدثه توقعاتنا وتصوراتنا؛ لذلك لا داعي أن نعيش في خوف أو قلق مستمر يمنعنا من من العيش بصورة مستقرة في هذه الحياة، ويبعد عنا السعادة والاستمتاع بما هو مباح من النعم؛ لأن شدة توقع الشيء أحياناً تكون أمّرًا من وقوع الشيء نفسه.
ثانياً: -يا أخي الفاضل- الحذر الشديد والتشاؤم المستمر قد يكونان من العوامل التي تؤدي إلى نقصان السعادة، فكن متفائلاً، واعمل بما يرضي الله تعالى وتوكل عليه، فإنه يحب المتوكلين، واعلم أن الآجال محددة وحتمية، فكم من مريض عاش طولاً من الدهر، وكم من صحيح أكفانه تنسج وهو لا يدري، والمؤمن لا بد أن يتذكر الموت، ويعلم أن هذه الحياة فانية لكي يكثر من الصالحات، ويتجنب المنكرات، والإنسان خلق ليعبد الله في هذه الدنيا وليُعمر هذه الأرض، فإذا توقعنا وتصورنا المرض والموت بالصورة المرضية كما تتصوره أنت لتوقفت كل النشاطات التي نمارسها في الحياة، فلا تعليم، ولا عمل، ولا زواج، ولا إنجاب، فقط نكون في انتظار المرض والموت.
والمؤمن ينبغي عليه أن يُسخِر كل عاداته ونشاطاته وممارساته الحياتية في خدمة الدين، فتصبح العادة عبادة لذلك نقول لك بحث عن علاج المرض العضوي، واجتهد في ذلك، وادعو الله تعالى كثيراً أن يشفيك، وتلمس أسباب الشفاء بفعل الطاعات، وتجنب المنكرات، وتصدق ولو بالقليل بنية الشفاء.
ثالثاً: من الناحية النفسية لا تركز -أخي الكريم- على المرض العضوي، وتشغل به بالك أكثر من اللازم حتى لا تصل إلى درجة توهم المرض، أو الوسوسة، لأن تلك في حد ذاتها أمراض، بل تغافل، واشغل نفسك بما هو مفيد لحياتك، وضع لك أهدافًا واضحة في حياتك، وابحث عن وسائل تحقيقها، فأنت ما زلت في مقتبل العمر، وأمامك مستقبل زاهر -إن شاء الله- فلا تحطم نفسك بالأفكار السلبية.
وانظر إلى أصحاب الأمراض المزمنة، وأصحاب الإعاقات كيف استطاعوا التعايش مع حالاتهم، ولم يثنهم المرض عن التخطيط للمستقبل، والعمل لإنجاز أهدافهم، وتحقيق طموحاتهم، بل منهم من صار من المبدعين والمخترعين.
فنريدك -أخي الكريم- أن تتحدى وتتفائل، ولا تستسلم وقاوم حتى النصر بعون الله وتوفيقه، واعتبر أن الذي تمر به الآن هو أول امتحان لك في حياتك، ولا بد من اجتيازه ليزيدك النجاح قوة ومنعة تستطيع بها مجابهة المشاكل، والمحن في المستقبل، فالإنسان خلق في كبد، والمؤمن مصاب، وأمره كله خير -إن شاء الله- وعليك بالدعاء، فإنه يصارع البلاء، واحمد الله على نعمة الصحة والعافية.
عافاك الله وقواك.