مريض الزهايمر يجب أن يزود بالمعلومات لا أن يسأل عنها
2014-06-23 10:07:13 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والدتي بعمر 80 سنة ومريضة بالزهايمر، تتحرك ببطء شديد لذلك ذهبت للطبيب بدونها، وشرحت له حالتها أنها أحيانا لا تدرك الزمان والمكان الموجودة فيه، وأحيانا تكلمني على أني شخصية أخرى غير ابنتها ولكني أشبه ابنتها، وأحيانا تريد أن تنزل الشارع للبحث عني مع أني أكون أمامها، الدكتور وصف لي علاج دونيبيزيل 10 مجم، وعلاج تريفاستال ريتارد 50 وأسبرين، وقال: لو لم تتحسن خلال أسبوعين يجب أن تعمل بعض الفحوصات، وللأسف بعد تناول العلاج تستفرغ وتتعب كثيرا، وتستمر من غير أكل لثاني يوم، مما اضطرني لوقف العلاج مع أنه بعد العلاج نسبة النسيان تقل عندها، ودائما تشعر بالبرد، مع أن درجة حرارة الجو عالية، هي كانت تعاني من ارتفاع بالضغط والسكر، لكنذ من فترة اختفت، وأكلها قليل.
لا أعرف ماذا أفعل، ولم أعمل منذ سنة نظرا لحال البلد، وأخاف أن أجد عملا وأتركها وحدها، خاصة وأنها ترفض فكرة أن أستعين بجليسة لها أثناء غيابي، فهل يمكن لحالتها أن تتحسن بالعلاج؟ وهل يمكن أن تجلس بالمنزل وحدها؟
ربنا يجزيكم خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ safia حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بالنسبة لمرضى الزهايمر فيتطلبون عناية خاصة، أما موضوع العلاج الدوائي فإنه توجد ثلاثة أدوية يمكن أن تؤدي إلى تحسُّنٍ بسيط في الذاكرة لدى هؤلاء المرضى، أو على الأقل الدواء يمنع التدهور، وفي ذات الوقت الدواء أيضًا يؤدي إلى تعديلات سلوكية إيجابية في بعض هؤلاء المرضى.
أحد الأدوية الثلاثة هو (دونيبيزيل) الذي وصفه الطبيب، والدواء الآخر يعرف باسم (ريمانيل Reminul) والدواء الثالث يعرف باسم (إبيكسيا Epixia) هذه الأدوية تعتبر جيدة، والتأثر الذي حدث لوالدتك ربما يكون ناتجًا من بدايات العلاج، لذا يفضل بعض الأطباء أن يبدؤوا (دونيبيزيل) بجرعة خمسة مليجرام يوميًا، وبعد ذلك يمكن أن تُرفع الجرعة إلى عشرة مليجرام، لا أقول أن جرعة العشرة مليجرام خطأ وليست سليمة، لا.. هي جرعة سليمة، لكن ما دام حصل بعض التعب بالنسبة لوالدتك فربما يكون من الأفضل أن تُقلل الجرعة، أو بعد مشاورة الطبيب ربما يكون عقار (إبيكسيا) والذي يعرف علميًا باسم (مينانتين) هو الأفضل، لأن آثاره الجانبية قليلة جدًّا.
بالنسبة لـ (تريفاستال ريتارد) هو منشط للدورة الدموية، والأسبرين مانع للتجلطات، جزى الله خيرًا هذا الأخ الطبيب، حاول أن يُعطيها تغطية علاجية دوائية كاملة، وبالنسبة للأدوية يُقرر فيها حسب توفر الدواء، وحسب تحمّل المريض، المهم هو المتابعة مع طبيبها المختص، والتحسن الذي يأتي من هذه الأدوية لا يظهر في بداية العلاج، يتطلب شيء من الصبر، ومعظم المرضى يبدأون في التحسن بعد الشهر الثاني أو الثالث، ويكون هذا التحسن بسيطًا، لكنه أيضًا مقنع.
بالنسبة للعناية أو الرعاية التي من المطلوب منك أن تجتهدي في توفيرها لوالدتك، أنا أعرف أن الأخ الطبيب الذي قام بفحصها وأعطاك بعض التوجيهات، لكن فقط للتأكيد:
أولاً: يجب أن لا تسأليها عن معرفة الأشياء، لكن قومي بتزويدها بالمعلومات دائمًا، حتى المعلومات البسيطة، عرّفي نفسك، عرِّفي لها الوقت، اليوم، التاريخ، تحدثي معها في المواضيع التي كانت تحبها فيما مضى، إذن تُزود بالمعلومات الحياتية البسيطة، ولا تُسأل، لأن مريض الزهايمر حين يُسأل عن معلومة ما -خاصة إذا كان لا زال لديه بعض الإدراك المعرفي- هنا يبدأ لديه قلق شديد، لأن الكلمات تضيع منه، وذاكرته تخونه في معرفة الأشياء، فتزويد هؤلاء المرضى بالمعلومة وجد أنه مفيد جدًّا.
ثانيا: حاولي أن تنظمي لها نومها بقدر المستطاع، لأن الساعة البيولوجية معلولة لدى هؤلاء المرضى.
ثالثًا: راعيها جدًّا عند الذهاب للحمام، لأن هؤلاء المرضى عرضة للسقوط وكسر عظمة الحوض، وخذيها للحمام كل أربع ساعات حتى تتدرب المثانة.
هذا هو الذي أنصح به، وجزاك الله خيرًا، وبارك الله فيك، ونسأل الله لوالدتك الشفاء والعافية.