لدي موهبة في كتابة النثر وأريد خدمة الإسلام، ولكن كيف؟
2014-06-24 02:08:03 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جعل الله ما تقدمونه في موازين حسناتكم.
الحمد لله بفضل رب العالمين عندي موهبة بسيطة، وهي كتابة النثر، أي الخواطر وطبعًا للأسف لا أعرف أن أكتب أشعارا كأي أحد يكتب خواطر، كتاباتي للأسف أغلبها، بل كلها ( غزل، أمل، يأس، حزن، الخ )، من هذه المشاعر.
لي أخ يحب كتاباتي أخبرني بالأمس أنه يعجبه ما أكتب، لكنه يتمنى مني أن أوظف هذه الكتابة في خدمة الإسلام، أعجبني رأيه واهتمامه، وأعجبتني الفكرة لعلي أنال أجرًا، لكني بصراحة لا أعرف كيف سأكتب عن الإسلام، أو نصائح دينية، فكل النصائح يقولها الدعاة والشيوخ فستكون كتابتي ما يقولون، ولكن بأسلوب آخر.
كيف لي أن أكتب بأسلوب جديد، وكيف سأخدم الإسلام وديني والناس بالقلم؟
وبارك الله بكم ونفعنا فيكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وردة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا -بابنتنا الموهوبة- في موقعها، ونسأل الله أن يعينها على تسخير هذه المواهب في خدمة هذا الدين الذي شرفنا الله -تبارك وتعالى- به، ونحب أن نؤكد لك -ابنتنا الفاضلة- أن المسلم ينبغي أن يُسخّر المواهب، والنبي -صلى الله عليه وسلم- وجّه الطاقات والمواهب، فوضع الرجل المناسب في المكان المناسب، بل كان استخدام المواهب سر من أسرار الانتصار والانتشار الذي يتحقق للإسلام في فجره على أيد الصحابة الكرام وقائدهم النبي العظيم -عليه صلاة الله وسلامه-.
والكلمة لها أثر كبير جدًّا، فالكلمة تُحي أمة، والكلمة تُميت، والكلمة تجرح، والكلمة تُفرح، والكلمة تُحزن، والتوحيد كلمة، والتقوى كلمة، ولذلك ينبغي أن تستخدمي فعلاً هذه المهارة فيما يُرضي الله.
وشكر الله لأخيك هذا المسعى، وهذه الفكرة الرائعة، ونحب أن نقول: لا بأس من أن تُعيدي ما كتبه الدعاة وما قاله الدعاة بأسلوب آخر؛ لأن من البيان سحرًا، كما قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (إن من البيان لسحرًا، وإن من الشعر كذلك لحكمة)، وإذا كان الشعر له رواد، وله تأثير فللنثر كذلك جمهور ورواد وتأثير، والعلاقة بينهما وثيقة، والكلمة لها أثر كبير جدًّا على الإنسان.
وعليك أيضًا أن تحاولي فهم الإسلام، والقراءة عن الإسلام، ودراسة الإسلام، ثم تُعيدي صياغة ما فهمته وتعلمته من الإسلام بأسلوب أدبي رائع.
ونحب أن نؤكد أن الكلام وأن الكتابة لها آثار كبيرة جدًّا، وفعلاً الإنسان مسؤول عمَّا يكتب، فإنه ما كاتب إلا سيفنى ويُبقي الدهر ما كتبتْ يداه، فلا تكتب بكفٍّك غير شيءٍ يَسُرُّك في القيامة أن تراه.
استخدمي هذه المهارة في الخير، وابدئي الآن بصياغة ما سمعته وفهمته، واجتهدي في دراسة الإسلام وفهمه ليكون بعد ذلك التعبير، والمحتوى، والمعنى كاملا منك، وعن طريقك، وأرجو أن تبدئي بالقضايا التي تهمّ المرأة؛ لأن الساحة النسائية بحاجة أكثر إلى كتابات، وإلى أقلام مبدعة، وعلى كل حال فإنك تستطيعين بهذه الموهبة أن تقدمي خدمات جليلة لأمتك ولهذا الدين العظيم، ونسأل الله أن يتقبل منا ومنكم.