أحببت فتاة عن طريق النت وأريد تركها لعدة أسباب.
2014-06-25 01:01:44 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب في الثالثة والعشرين من عمري، أعمل موظفًا، كما أني لا زلت طالبًا وتبقى لي من الدراسة ما يقارب السنتين، منذ ما يقارب الستة أشهر أحببت فتاة عن طريق النت، والتقيت بها في الجامعة التي أدرس بها لمرة واحدة فقط، نظرة فقط، وليس تبادل أحاديث وجهًا لوجه.
المهم أني أريد أن أتركها، خاصة أن وضعي أصبح صعبًا حاليًا بالنسبة للارتباط بفتاة، أو الزواج، كما وأني أريد أن أتركها مخافة الله عز وجل أخبرتها بذلك، ولكنها رفضت، لا زالت تتصل بي من أجل العودة، ماذا أفعل؟ كيف أتركها دون أن أجرحها كثيرًا، خاصة أنها تقول لي: بأني تخليت عنها، ولكني لا أريد أن أكذب عليها؟ فماذا أفعل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ تامر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابننا الفاضل-، ونشكر لك التواصل مع الموقع، ونشكر لك هذه الهمة التي جعلتك تدرس وتعمل، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يكتب لك التوفيق والسداد في حياتك في الدنيا والآخرة.
أسعدنا أنك تداركتَ هذا الخلل، وتحاول الرجوع والابتعاد، وأعجبنا أنك تفعل ذلك مخالفة لله تبارك وتعالى، ونقدِّر مشاعر الفتاة وألمها، لكن الألم الفعلي والحقيقي والأمر الخطير هو في الاستمرار في هذه العلاقة التي ليس لها غطاءً شرعيًا، في هذه العلاقة التي يبدو أنك لا تريد أن تُكملها، في هذه العلاقة التي تتمدد في الخفاء، في هذه العلاقة التي لا تستطيع الآن أن تُحدد إلى متى ستنتهي، ولذلك لا حل أمامكما إلا التوقف، ولا مانع من الاعتذار كأن تقول الآن: (سنوقف هذه العلاقة خوفًا من الآن، رغبة فيما عند الله، لا نريد أن نبدأ بمخالفات) وقل لها (إذا جاءك المناسب فلا تترددي في القبول به، وإذا انتهيت من عملي ودراستي وتهيأتُ، فلا مانع من أن أتقدم إليك، لكن لا أريد أن أقف في طريقك، فأنت في مقام الأخت)، ثم عليك بطيِّ هذه الصفحة، وعلى الفتاة أن تعلم - وعلى الجميع أن يعلم - أن أي علاقة تبدأ بداية خاطئة ليست في مصلحة الطرفين، حتى ولو حصل الزواج أو لم يحصل، فإنها خصم على سعادة الإنسان، والبدايات الخاطئة لا تُوصل إلى نتائج صحيحة.
والحمد لله الذي جعلك تنتبه في البداية، وأرجو أن تحتكم في علاقاتك كلها بقواعد وضوابط هذا الشرع الحنيف الذي لا يقبل الله سوى التمسك به والالتزام بقواعده، نسأل الله أن يزيدك حرصًا وخيرًا، ونؤكد لك أن حُسن الاعتذار مطلوب، ولكن المجاملة أيضًا والخديعة لا تصلح في هذا الأمر، فلا بد من حسمٍ لهذه القضية، والشرع معك، بل الشرع دعوة إلى حسم هذه المسألة، إلى رفض الاستمرار في العلاقة مهما كانت حتى وإن كنت ستُكمل معها، فإنه ليس في الشرع ما يُبرر لك الاستمرار في التواصل مع فتاة هي أجنبية بالنسبة لك.
ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك التوفيق والسداد.