كيف أوفق بين طاعتي لزوجي وحق أمي في رعايتها؟
2014-06-26 02:52:22 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
أنا سيدة متزوجة، عمري 24 سنة، ولدي أخت أكبر مني، وأخوان، والدنا متوفى، ووالدتنا مقعدة تحتاج لرعاية بحكم مرضها، وهي تعيش الآن مع أختي؛ لأن زوجها توفي منذ فترة، وأنا أذهب لرؤية والدتي في الأسبوع مرة واحدة من الساعة 4 عصراً وحتى 12 ليلاً، ولكن أختي تقول بأنني مقصرة بحق أمي لعدم مبيتي عندهم لمساعدتها، وأختي لديها طفلان، أحدهما 8 سنوات، والآخر 5 سنوات، وأنا لدي طفل عمره سنة واحدة، ولكنني لا أستطيع المبيت لأن زوجي رافض ذلك تماماً، يقول يكفي يوماً بالأسبوع، وأنا في حيرة من أمري بين طاعة زوجي وواجباتي تجاه والدتي، فهل أنا مقصرة؟
أفيدوني جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله أن يرحم الوالد، وأن يعينكم على بر الوالدة، ولستِ -يا ابنتي- مقصِّرة، فحق الزوج مُقدَّم، وما تقومين به من اهتمام وزيارة للوالدة فيه الخير الكثير، وأرجو أن تستثمري هذه الزيارة بأن تتولي القيام بخدمتها، وتجهيز ما تحتاجه، ولا مانع من أن تأخذي معك بعض الطعام والأشياء التي تحتاجها الوالدة، وتقدمي مساعدات متنوعة، إذا كان ذلك بالإمكان.
والعبرة ليس بكلام هذه الشقيقة - التي نسأل الله أن يعينها على بر أمها، وعلى الفوز بهذا الشرف، وعلى القيام بواجبها - ولكن العبرة برأي الوالدة التي نتمنى أن تسترضيها، وتُحسني لها الاعتذار، ونؤكد أنك لا تستطيعين أن تخرجي من طاعة زوجك من أجل أن تُمارضي الوالدة، وعندها من يقوم بهذا الواجب غيرك، فنسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يزيدك حرصًا وبرًّا.
حاولي أيضًا أن تخففي على هذه الأخت وتُشجعيها، وتبشريها بما نالت من فضلٍ ومنزلة بإحسانها وخدمتها للوالدة، ثم حاولي مع زوجك أيضًا أن يكون في الأمر مرونة أكثر، وعلى كل حال إذا رفض فالرأي رأي هذا الزوج، وحقه - كما قلنا - مُقدَّم، خاصة والوالدة لها مَن تقوم بخدمتها - وهي شقيقتك - وإخوانها الذين ينبغي أن يقفوا معها فيقربوا لها البعيد، ويكونوا عونًا لها على الأقل على رعاية أبنائها حتى تقوم هي برعاية الوالدة، لأن هذا واجب على الجميع، ونسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يزيدك حرصًا.
والبر من الطاعات والعبادات التي ينبغي للإنسان أن يحسِّن أداءه فيها بقدر المستطاع، والعظيم هو القائل: {لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها}، {لا يكلف الله نفسًا إلا ما آتاها} {فاتقوا الله ما استطعتم} والله أعلم بما في نفسك من الرغبة في البر والحرص عليه، فاغتنمي كل الفرص، ولا تقصِّري في اتجاه الوالدة، ولا تقصّري في حق الزوج، ونسأل الله أن يعين الجميع على الخير، وأن يُلهمكم السداد والرشاد، وأن يرحم الوالد، وأن يرزقكم بر الوالدة، هو ولي ذلك والقادر عليه.