أشعر بالخوف والقلق وضعف الشخصية، فكيف أعالج نفسي؟

2014-07-12 10:57:45 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا اسمي عبد الرحمن، العمر 18 سنة، أعاني من الخوف منذ كان عمري 14 سنة؛ لأنه حصلت لي مشكلة، وتغيرت حياتي كاملاً، شخصيتي ضعيفة في المدرسة، وعندي خوف لما أكون في المدرسة أو مع الأصدقاء، وتكون نبضات القلب سريعة، وأعاني من التفكير الكثير حتى وقت ما أذاكر، وأكون مشتتاً، وما عندي تركيز.

وشكراً.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

ما تعاني منه ربما يكون من أعراض الرهاب الإجتماعي، وقد يكون سببه أسلوب التنشئة الاجتماعية الذي تعرضت له منذ الطفولة، أو بسبب المشكلة التي حدثت. فلا بد أن تعلم أن الله -تبارك وتعالى- خلقك في أحسن تقويم، واحمد الله على نعمة العقل فهي أعظم النعم. لذلك لماذا الخوف ولماذا الرهبة من الناس المخلوقين مثلك؟ فكل الناس لها محاسن ولها عيوب، والكمال لله وحده، فتقديرك غير الواقعي للآخرين ولنفسك هو سبب الخوف والتوتر؛ لأن هذا ناتج عن النظرة السلبية لنفسك، والتقييم المتضخم للآخرين، فحاول تعداد صفاتك الإيجابية، ولا تقارن نفسك بمن هم أعلى منك في الأمور الدنيوية، وغير المقياس أو المعيار الذي تقيم به الناس، فأفضل المقاييس على الإطلاق هو المقياس المستمد من الكتاب والسنة، فتقوى الله عزّوجلّ هي المحك الحقيقي لتقييم الشخصيات.

لذلك نقول لك: -ابننا العزيز- مشكلة تجنب الآخرين وعدم الاحتكاك بهم لا بد من التفكير في حلها بالطرق الواقعية، وأولها المواجهة وعدم الانسحاب والتعذر بأسباب واهية، فحاول رفع شعار مفاده: (التحدي والاقتحام) بالزيارات المتكررة للأهل والأصدقاء، وإجابة الدعوات والمشاركة في المناسبات، ولو بالصورة المتدرجة في المدة الزمنية؛ فهذه تكسبك الثقة بالنفس وتزيدها، فإذا انكسر الحاجز النفسي فسيكون الأمر طبيعياً -إن شاء الله- فالإنسان يتعلم بالممارسة والتدريب شيئاً فشيئا.

في البداية: تعلم كيفية المحادثة مع الآخرين بالاستماع الجيد لما يقولونه، ثم كيفية إلقاء الأسئلة بالصورة المبسطة والاستفسار بطريقة فيها احترام وتقدير للشخص الآخر، وإظهار الإعجاب والتعليق على حديثهم، ومقتنياتهم بالطريقة التي يحبونها، وإذا أتيحت لك الفرصة للتحدث عن نفسك فاغتنمها ولا تتردد؛ بل انتهج نهج المبادأة وكن أول من يبدأ دائماً بالتعريف أو الحديث عن النفس.

أما ضعف التركيز فله أسباب عدة منها العضوية والنفسية، وما دام الأمر مرتبطاً بتحصيلك الأكاديمي فربما يحتاج الأمر مقابلة الطبيب النفسي؛ حتى يتم تشخيص حالتك بصورة جيدة، وعموماً نرشدك بالآتي:

1- حاول بقدر الإمكان تجنب الإرهاق والسهر وتناول المنبهات والمسكنات بصورة مفرطة.
2- مارس تمارين الاسترخاء بشكل يومي تجد تفاصيلها في الاستشارة رقم: (2136015).
3- لا تحاول إنجاز الواجبات والمهام في وقت واحد؛ بل حاول ترتيبها حسب الأولويات وحاول تقسيمها إلى أجزاء.
4- مارس الرياضة بشكل منتظم.
5- واظب على تلاوة القرآن الكريم وتدبر الآيات بصورة عميقة.
6- مرِّن نفسك يومياً على العد العكسي، مثلاً احسب من 20 إلى 1، ثم انتقل إلى أعلى إلى أن تصل من 100 إلى 1، وفي المرحلة الثانية احسب تنازلياً بطرح اثنين من 100 إلى 1، وفي المرحلة الثالثة اطرح ثلاثة من 100 إلى أن تصل إلى واحد.
7- حاول بقدر الإمكان كسر الروتين ونوِّع نشاطاتك.
8- فوض الأمور للخالق، واعمل بالأسباب، وتيقن بأن ما يريده الله تعالى سيكون، وأكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، وحسبي الله ونعم الوكيل.

وفقك الله وسدد خطاك.

www.islamweb.net