أمنيتي أن أكون إماماً ولكن أخشى الرياء في العمل، ساعدوني.
2014-07-06 06:05:03 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بارك الله لكم وبارك الله فيكم، وجزاكم الله خيراً على ما تقومون به من خدمة الإسلام والمسلمين.
أعاني من عدة مشاكل، أنا شاب أنعم الله علي بنعم كثيرة، إحداها حسن الصوت، أملك صوتاً قل ما يوجد مثله، كنت أود أن أكون مغنياً، ولكن -الحمد لله- رحمة الله انتشلتني من بحر الشهوات، وأنا في قاعه، وهذا هو الشهر العاشر من تاريخ التزامي، وأنا الآن أحفظ نصف القرآن، وقريباً -إن شاء الله- سأكمله.
في البداية كان الشيطان يوسوس لي كثيراً بأنني مراءٍ، وأصبحت أبحث عن حلول حتى وجدت علاجاً، ساعدني كثيراً، وهو أن أصلي منفرداً بحيث لا يراني أحد -في النوافل فقط-، وارتحت كثيراً في قيام الليل، وفي صلاة الجماعة فإنني أغير المساجد التي أصلي فيها، وفي الفترة الأخيرة كنت أتمنى أن أصلي بالناس إماماً، وكنت أقف خلف الإمام ليقدمني ولم يقدمني أحد، وفي يوم طلب مني أحد أصدقائي أن أصلي بدلا عنه في مسجده، وكنت فرحاً جداً بذلك، وما أن أنهيت صلاتي حتى ندمت كثيراً، وشعرت بأنني مراءٍ، ولا أدري هل هي وساوس أم لا؟
المهم أنني قررت أن لا أعود لللإمامة مرة أخرى، ولكن أجد رغبة شديدة، وحباً شديداً للإمامة، وأصبحت أصلي بالناس إن كنت مسافراً، أو كنا في مكان لا يعرفني فيه أحد، فهل حب الإمامة من الرياء أم لا؟
مع العلم أنني أتمنى أن لا يمدحني أحد، ولا أحب المدح، وإذا مدحني أحد على عمل فعلته، فإنني أكره ذلك، وإن دخلني شيء قليل من الفرح، فإنني أطرده مباشرة، وأحمل نفسي كرهه.
مشكلتي الثانية: أشعر بأن وضوئي انتقض وأنا في الصلاة، فهل أعيد صلاتي إذا عدت للمنزل؟
وأرغب كثيراً في طلب العلم، ويمنعني شيئان: الأول خوف الرياء، والثاني الخوف من أن أكون ممن يتعلمون العلم ليماروا العلماء، فما هي نصيحتكم؟
وأرجو الدعاء لأخيكم لعل الله يكفيني الوسواس.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -أيها الولد الحبيب- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله لك مزيدًا من التوفيق والصلاح والهداية، ونشكر لك تواصلك معنا، ونهنئك بما أتاك الله -تعالى- من جمال الصوت والرغبة في حفظ القرآن الكريم، وقد هُديت -أيها الحبيب- إلى أرشد الطرق وأحسنه، فإن حفظ كتاب الله -تعالى- من أجل الرُّتب وأعلى المناصب التي يُبوئها الله -عز وجل- من شاء من عباده، فقد قال نبينا – صلى الله عليه وسلم -: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه).
ونحثك على إكمال ما بقي من المصحف وقراءة القرآن بتدبر والانتفاع به والعمل بما فيه، ونوصيك – أيها الحبيب – بأن تستغل ما أتاك الله -تعالى- من النعم في طاعته ومرضاته، فاقرأ القرآن وأسمعه غيرك بقصد نفعهم بكتاب الله -تعالى- ووعظهم به وتليين قلوبهم بكتاب الله، واطرد عن نفسك كل قصدٍ غير الله -تعالى-، وما دمت تكره المدح ولا تُحب أن يُثني الناس عليك بما تفعل، فإن هذا أمارة على وجود الإخلاص في قلبك - نسأل الله -تعالى- لك المزيد من الهداية - ولا تترك عملاً من الأعمال خشية الرياء، فإن هذا من كيد الشيطان ومكره، وحاول أن تُخفي الأعمال التي لا يُشرع إظهارها بالقدر الاستطاعة، فإن هذا أعون لك على تحقيق الإخلاص.
وإذا هُيئت لك الفرصة لإمامة الناس في الصلاة، فلا تتردد في ذلك، فإن في ذلك خيرًا كثيرًا ونفعًا عظيمًا.
وحُب الإمامة والتقدم بين يدي الناس للصلاة بهم، حُب ذلك ليس رياءً، فإن هذا من المناصب الدينية التي ينبغي للإنسان المسلم أن يحرص عليها، وقد علمنا الله -تعالى- أن ندعوَ بذلك في كتابه العزيز، فذكر -سبحانه وتعالى- أن من أدعية عباد الرحمن أن الواحد منهم يقول: {واجعلنا للمتقين إمامًا}، ولكن على المسلم أن يُجاهد نفسه لإخلاص العمل لله.
أما ما ذكرت -أيها الحبيب- من كونك تشعر بانتقاض الوضوء وأنت في الصلاة، فإذا كان ذلك مجرد شك ووهم فلا تلتفت إليه، فإن هذا من الشيطان، والنبي – صلى الله عليه وسلم – قد سُئل عن هذا فقال: (لا ينصرفْ حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا) أي حتى يتحقق خروج الخارج منه وانتقاض الطهارة، وإلا فالأصل إذا لم يتحقق ذلك ولم يتقينه، الأصل بقاء الطهارة، وفي هذا دفع للوساوس قبل تسلطها عليك.
وأما الرغبة في طلب العلم فهي رغبة ممدوحة محمودة، ينبغي أن تستثمرها في الإقبال على تعلم العلم النافع ابتغاء وجه الله -تعالى- والعمل به ونفع الناس به، ولا يصدَّنك عن ذلك خوف الرياء أو أن يحاول الشيطان تثبيطك عنه لكونك من يتعلمون العلم ليماروا العلماء، فاطرد عن نفسك هذه الوساوس، وأقبل على العمل النافع وطلب العلم، مبتغيًا بذلك وجه الله -تعالى-، وسيوفقك الله -سبحانه-.
نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يأخذ بيدك إلى كل خير.