أختي الأصغر مني ستتزوج قبلي
2014-07-07 05:40:49 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أختي أصغر مني ستتزوج قبلي وأنا أكبر منها، أريد أن أعرف كيف سأتعامل مع الناس ونظرتهم لي بأني الأخت الكبرى ولم أتزوج؟
والله إن الأمر لا يهمني، ولكن الموقف الذي أنا فيه قوي قليلا، وأريد نصيحة أو طريقة أتخلص بها من هذا الموقف بدون أن يسيء أحد فهمي، وبكل قوة وشجاعة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنرحب -با ابنتنا الفاضلة- في موقعها، ونشكر لك هذا النضج والعقل وهذا السؤال الرائع، ونؤكد لك أن كل شيء بقضاء وقدر، ولكل أجل كتاب، وأن أول من يفرح بزواج الأخت هي الشقيقة، وأنت -ولله الحمد- عاقلة، وثقتك بالله واضحة، فنسأل الله أن يزيدك خيرًا، فلا تلتفتي إلى نظرات الجاهلات، أو كلام الغافلات، واعلمي أن هذا الذي يحدث هو تقدير من الله تبارك وتعالى، وسوف يأتيك ما قدَّره الله لك، فهذا الكون ملك لله، ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله.
ويؤسفنا أن بعض الناس وبعض المراسيم الاجتماعية تتوقف عند مثل هذه الأمور، ونحن حقيقة نحيِّيك على هذا الوعي، ونحيِّي أسرتك أيضًا التي لم تقف في وجه الخاطب الذي خطَب الأخت الصغرى، وترك الكبرى؛ لأن الإنسان إنما يخطب لمن يستريح إليها، والأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، وزواج شقيقتك هو طريق إلى زواجك، وفتحٌ للأبواب، وتيسير على هذه الأسرة، وفرحٌ للجميع.
فنشكر لك هذه المشاعر، ونؤكد أن مَن كتبتْ هذه الأسطر ومن تفكّر بهذه الطريقة هي أكبر من نظرات الناس، وأكبر من هذا الذي يحدث في مجتمعاتنا بكل أسف، فنسأل الله أن يزيدك خيرًا وحرصًا، وإذا سمعت مثل هذا الكلام –وقد تسمعينه من الكبيرات– لماذا ولماذا؟ فقولي: (هذه أختي وشقيقتي، وأنا فرحة لها، وأسأل الله أن يُقدِّر الله لها الخير، ولكل أجل كتاب)، مثل هذه الكلمات التي تدل على إيمان، وتدل على رضا، وتُلجم أفواه أمثال هؤلاء، وتذكرهم بأن الكون لله تبارك وتعالى، وأن من حُسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه، فهذا الكلام ينبغي أن يدخل من أذن ويخرج مع الأخرى، طالما أنت راضية بالله، واثقة بالله، سعيدة لأختك، وينبغي أن تُظهري مزيدًا من الفرح والحفاوة بهذه المناسبة، حتى ترتفع معنويات شقيقتك وأسرتك.
نسأل الله لك التوفيق والسداد.