الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دنيا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.
أولًا: مزاج الإنسان - أختي الكريمة - معرض للتقلُّب والتغيير وفقًا للظروف والحوادث التي يمر بها في حياته اليومية، وهكذا أحيانًا يُصبح منشرح الصدر ومسرورًا، وبالتالي يتعامل مع الآخرين بروح الفكاهة والضحك، وقد يكون منقبض الصدر متكدرًا، وأقل فاعلية وتفاعلًا مع الآخرين، وهذا قد يكون شيئًا طبيعيًا يمر به معظم الناس، ولكن إذا زادت هذه الحالة عن الحد المعقول وأصبحت ملازمة لصاحبها لعدة أشهر فالأمر يتطلب تدخلاً علاجياً.
والمؤمن في كل الأحوال يبتلى ويُمتحن في ماله، وفي نفسه وفي صحته، ويُبتلى في من يُحب من أهله، فاعتبري ما مررت به نوعًا من أنواع الابتلاءات، وهو كذلك، قال الله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة: 155-157]، فهذا نوع من الابتلاء ينبغي الصبر عليه ولك الجزاء الأعظم -إن شاء الله- ولا ينبغي مقابلته باليأس والقنوط من رحمة الله، ومتابعة خطوات الشيطان التي تؤدي إلى خسران الدنيا والآخرة.
ونرشدك ببعض الإرشادات لعلها أن تفيدك في الخروج من المشكلة، وهي:
1- الإكثار من فعل الطاعات والاستغفار؛ فإنه مزيل للهم، والحزن، ومجلب للسعادة إن شاء الله. وكذلك تجنبي فعل المنكرات والابتعاد عنها، فالذنوب تسبب الضيق والضنك والتعاسة، واعلمي أن الله غفور رحيم، وأنه يغفر الذنوب جميعًا.
2- لا تهتمي بما فاتك من أمور الدنيا، ولا تنظري لما عند الآخرين، وتذكري أن الله تعالى هو المانع والمعطي، واعلمي أن ما يُقدره الله هو الخير، {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216].
3- ركزي على الحاضر واستمتعي به، وانسي الماضي وما فيه من تجارب مؤلمة، وتطلعي للمستقبل، وابتعدي عن التشاؤم، وكوني متفائلة دائمًا، واستبشري الخير تجدينه.
4- اجلسي مع نفسك وحاولي اكتشاف سبب الضيق الذي أنت فيه، واسألي نفسك: ما السبب في كل الأحداث التي جرت حولك؟ وما هو دورك الآن؟ وتذكري أن الدعاء سلاح المؤمن، وفوضي أمرك - لله سبحانه وتعالى - فهو الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف الضر.
5- لا تستسلمي للمشاعر والأفكار السلبية، بل قابليها بالأفكار الإيجابية والمنطقية، وحاولي مراجعة كل الأفكار السلبية التي سيطرت عليك، وتوقعت فيها حدوث خطر يصيبك أو مكروه يأتيك، كم منها تحقق بالفعل؟
6- أكثري من قول: (لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم) ومن قول: (حسبي الله ونعم الوكيل) فإن الله تعالى يقول بعدها: {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} [آل عمران: 174].
7- اعلمي أن الإنسان خُلق ليعبد الله في هذه الدنيا، وليُعمر هذه الأرض، فإذا توقعنا وتصورنا الموت بالصورة المرضية - كما تتصورين - لتوقفت كل النشاطات التي نمارسها في الحياة؛ فلا تعليم، ولا عمل، ولا زواج، ولا إنجاب، فقط نكون في انتظار الموت ولن نحرّك ساكنًا، والمؤمن ينبغي عليه أن يُسخِر كل عاداته ونشاطاته وممارساته الحياتية في هذه الدنيا لخدمة الدين، فتصبح العادة عبادة، وبالتالي يكون قد حقق ما خُلق من أجله.
8- خوفك من موضوع الزواج ربما لا يكون له مبرر، إنما هو توقعات كاذبة، لذلك لا تكترثي لها، بل فكري في الزواج على أنه إكمال لنصف الدين، وأنه مصدر للسعادة والمودة والرحمة، وسبب في الذرية الصالحة إن شاء الله.
9- كرري الاستخارة عدة مرات فإنها تجلب لك الخير - إن شاء الله - وتطمئنك عليه؛ لأن في الاستخارة تفويض الأمر لله، وفيها سؤال الله تعالى أن يختار، وكان النبي (ﷺ) يعلمها الصحابة كما يعلمهم السورة من القرآن.
10- قومي بممارسة تمارين الاسترخاء في حالة الضيق أو التوتر الشديد الناتج عن الأفكار السلبية، وتجدين تفاصيلها في الاستشارة رقم: (
2136015).
نسأل الله تعالى لك الخير.