تقدم لي رجل لم أقتنع به، فما الحل؟
2014-09-02 02:52:38 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا فتاة وتقدم لي بالزواج شاب ملتزم، وذو خلق عالي، ومتعلم وعنده وظيفة أعرف الأهم أنه ملتزم، ولكن لم يعجبني شكله لقصر قامته، فهو أقصر مني بكثير، وأنا إنسانة جميلة، وطويلة، وأخاف من نظرات الناس وكلامهم عنا، إذا قبلت به كيف أكون أمشي واطلع به خصوصا أنا من الناس اللي يتأثرون بكلام الناس، أحرج، وأخاف إذا أنجبت أولادي يطلعون لأبيهم، لماذا أظلم نفسي وأظلمه، أهلي مقتنعون به، وأنا غير مقتنعة به، ماذا افعل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأهلا بك أختنا الفاضلة في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يحفظك وأن يبارك فيك وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به .
وبخصوص ما سألت عنه أيتها الفاضلة فنحب أن نجيبك ببعض الكلمات:
أولا: لا شك أن أصل القبول هو الدين والخلق كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير).
ثانيا: لا يعني هذا الموافقة العمياء، بل عليك أن تنظري إليه فإن أعجبك قبلت وإن لم يعجبك لك كامل الحق في الرفض ولا يعد هذا مخالفة، بل المخالفة أن يرد الرجل لأجل دينه وخلقه .
ثالثا: أحيانا كثيرة تتسرع بعض الفتيات في الرفض لتكتب إلينا بعد أن انقضى الأمر أنها نادمة، وأنها ما كانت مقدرة الأمر كما ينبغي، ولذلك ننصحك التريث والنظر، فإن كنت على ثقة من تقدم شاب آخر فيه الدين والخلق مع ما أردت فلا حرج ساعتها من رفض هذا والقبول بذاك .
رابعا : في الحياة الزوجية لا تأخذ المرأة كل ما تريد، ولا الرجل كل ما يريد؛ لأن الأصل في الزواج النظر إلى مجموع الصفات لا إلى جزئياتها، فلن تجدي كل ما تريدين، ولن يجد الرجل كل ما يريد، والأصل ساعتها أن ينظر كل طرف إلي مجموع ما يريد فإن حصل الجزء الأكبر فقد استوفى حقه.
خامسا: عليك الاستخارة أختنا قبل أي فعل، والاستخارة سنة نبوية لا تفضي إلا إلى الخير وكان النبي يعلمها أصحابه فعن جابر رضي الله عنه) وفيه: كان رسول الله يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن وكان يقول( صلى الله عليه وسلم): إذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ: ( اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ, وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ, وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ, وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ, وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ, اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك ) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ, فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ, اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك ) شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَال : عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ, فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ).
نسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.
والله الموفق.