تعلق قلبي بمغنٍّ، فكيف أتخلَّص من التفكير به؟

2014-09-15 01:49:14 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أنا فتاة عمري 15 سنة، وأعاني من مشكلة تؤثر على نفسيتي كثيرا، ومشكلتي هي:
أني قبل سنة تقريبا كنت أشاهد فرقة تغني، وكنت أحبها كثيرا، ولكنها لم تؤثر على نفسيتي كثيرا، وبعد عدة شهور لم أعد أحبها.

ولكن الوضع الآن تغير، فقبل عدة شهور صرت أحب مغن أكبر مني بست سنوات تقريبا، ولاحظت أني صرت أفكر فيه طول الوقت، لدرجة أني أحيانا أبكي حتى وأنا أمارس شؤون حياتي، وحتى أثناء الأكل، وأشعر أنه ينقصني شيء إذا فكرت به، وأحيانا أحضن الوسادة، وأتخيل أنها المغني الذي أحبه، وأبكي بشدة، وعندما أرى مقاطع له عندما تراه الفتيات أشعر بالغيرة والانتقام، مع أني لم ألتق به يوما، والمشكلة أنه ليس مسلما، وليس عربيا، ولا يمكنني أن ألتقي به، وأنا الآن نادمة جدا، فكيف أتخلص من التفكير به؟ وهل هذا طبيعي؟

وهل من معجزة أن يُسلم المغني، وأن ألتقي به ويتزوجني؟ مع أنه مستحيل!

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ نورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابنتنا الفاضلة-، ونشكر لك التواصل مع موقعك والاهتمام، ونؤكد لك أن هذه الاستشارة دليل على ما في نفسك من الرغبة في الخير، والبعد عن الحرام، ونسأل الله أن يحفظك، ويسددك على الدوام.

وخير وسيلة لإخراج حب ذلك الشيطان هو: عمارة القلب بحب الرحيم الرحمن، ونذكرك بأن قلبك غال، فلا تشغليه بما يوصل إلى الهوان.

إن الهوان هو الهوى قلب اسمه ... فإذا هويت فقد لقيت هوانا

وعليك أن تتجنبي النظر إليه أو متابعة مقاطعه على اليوتيوب أو غيره؛ لأن إبعاده عن النظر إبعاد له عن القلب، وأنت مسلمة صاحبة إرادة، ننصحك باليأس من الوصول إليه، لأنه لو كان مسلما لكان فاسقا، كما أنه لا يشاركك المشاعر، فلا تجري وراء السراب، واسألي ربك الخير والتوفيق للحق والصواب.

تذكري ما فيه من العيوب، فأنت لا تعلمين إلا ما ظهر من حاله، فلا تخدعك المظاهر، واسألي الله أن يثبتك، ويصلح لنا ولك السرائر والضمائر، وأن يجعلنا ممن يراقبه ويتقيه، فإنه سبحانه لا تخفى عليه خافية.

واعلمي أن أحسن الوسائل للتخلص من الأفكار السلبية والسيئة هو بأن يكون استبدالها بغيرها، وبالتخلص من آثارها، ومن كل ما يذكر بها، وهذا ما ننتظره منك، فاشغلي نفسك بالخير قبل أن تشغلك بغيره.

ما حصل يدل على جوع عاطفي، فأشبعي ما في نفسك بالاقتراب من والديك، ولا تبذلي عواطفك إلا فيما يرضى الله، وإذا ابتعد عنك أفراد الأسرة؛ فكوني أنت من تقتربين، وابحثي عن صديقات صالحات، وامسحي رأس اليتيم، وكوني عونا للمحتاجين والمحتاجات، ليكون في حاجتك رب الأرض والسموات.

عليك بتقوى الله، ثم باللجوء إليه، فإن قلبك وقلوب العباد بين أصابعه يصرفها ويقلبها، وتواصلي مع موقعك.

نسأل الله أن يوفقك.

www.islamweb.net