أعاني من وسواس تقليد الناس لي حتى نفروا مني، فما العلاج؟
2014-10-01 04:59:37 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا عبد الله 16 سنة، منذُ سنتينِ جاءتني عدَّةُ وساوس من أنَّ النَّاسَ تُقلِّدُني في كلِّ شيء، وفي كلِّ حركة، وجاءتني أفكارٌ كثيرةٌ عن هذا الموضوع، وقد كبُرت فكرةُ أنَّ الناس تُقلِّدُني عندما أنظرُ في عيونهم في رأسي، وأصبحتُ أتوتُّرُ جداً عندما أنظر في أعينِ الآخرين، وأتلعثم عند الكلام وأنا أنظرُ لشخصٍ في عينه.
تعبتُ جداً من الموضوعِ هذا، وأصبحتُ أخافُ النَّزولَ والاختلاط بالناس، وأنا الآن أتحسَّر على أيام زمان؛ لأني كنتُ اجتماعيَّاً من الدَّرجةِ الأولى.
أصبحتُ أخافُ أن أنظرَ في عيني والدي أو أنظرَ في عيني أخي، وحتى الأطفال الصغار، وأصبحتُ مُتوتِّراً عند النظر في أعينِ النَّاس أو مُصاحبتهم في شيء، وأصبحت عيني دائماً في الأرض، وكلما أتكلم أتوتر جداً، والنَّاسُ تُلاحظِ هذا.
عندما أنظرُ في عيني شخصٍ مَّا أتوتَّر جداً، وهو يتوتر مني أيضاً، وينفرُ مني، وبالتالي كل الناس نفرت مني، وأصبحتُ ضعيفَ الشخصيَّة، ومُتأخِّراً دراسيَّاً، وهذا الوسواسُ سبَّبَ لي صُداعاً مُزمناً من كثرةِ التَّفكير، ومن كثرةِ التَّركيزِ في أعين النَّاس.
أتمنَّى مُساعدة، فقد أصبحتُ مُقيماً في البيت، أخافُ أن أُقابلَ أهلي أو أصدقائي!
ملاحظة:
هل من علاج دوائي فأنا أستخدم دواء نتلوك لعلاج حب الشباب، فأخاف أن يتعارض أي دواء مع هذا الدواء.
شكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ abdallah89 حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالذي تعاني منه هي وساوس بالفعل، وأنتَ تحلل هذا الوسواس بصورة سلبية جدًّا؛ مما جعلك تخفق في التفاعل الإنساني الإيجابي الاجتماعي المطلوب، وتجنبك للنظر في أعين الناس هو قلق وسواسي وليس أكثر من ذلك.
لماذا - ابننا عبد الله - لا تجلس مع نفسك جلسة نفسية تصارح فيها نفسك وتحلل هذا الذي يسيطر عليك من خوف وتجنب للنظر في أعين الناس؟
من الطبيعي إذا قمت بتحليل هذا الأمر والتأمُّل فيه سوف تُدرك أنه أمر سخيف، أمر لا داعي له؛ لذا يجب أن يُحقّر، ويجب أن تقوم بفعل ضده، وإذا ذكرت شيئًا واحدًا، وهو أن تعلم أن تبسمك في وجه أخيك صدقة، حين تسلِّم على الناس – أيها الفاضل الكريم – قم بهذا، قم بهذا السلوك، الابتسامة الطيبة الرزينة، متى ما كان المقام والوقت مناسبًا قم بذلك.
إذًا تحقير الأفكار السلبية، تدارسها، وفعل ما هو ضدها، هذا يجنبك هذا الذي أنت فيه من قلق وسواسي.
والأمر الآخر: قناعتك بأن شخصيتك ضعيفة، وأنك متأخر في الدراسة، لا، هذه قناعات سلبية جدًّا، يجب أن ترفع من همتك، يجب أن يكون عندك الجلد، يجب أن تعرف أن الإنسان دون دينٍ أو علمٍ لا قيمة له، وأنت في عمر التكوين، التكوين الوجداني والنفسي والأكاديمي والمعرفي، لا بد أن تعدَّ نفسك، لا بد أن تجهّز نفسك، لا بد أن تكابد، لا بد أن تكافح، من يتفقون ويتميزون ليسوا بأفضل منك، إنما يميزهم شيئًا واحدًا، وهو أنهم لا يخافون من الفشل، ويحاولون ويسعون، فكن أنت على هذا النسق: نظم وقتك، أدره بصورة ممتازة، كن بارًا بوالديك، اجعل لنفسك صداقات فعّالة، هذا –أخي الفاضل الكريم – هو علاجك.
أما بالنسبة للعلاج الدوائي فلا بأس من أن تتناول أحد مضادات الوسواس، لكن نسبة لعمرك يجب أن يكون تناول أي دواء تحت إشراف الطبيب النفسي، إذًا اذهب وقابل أحد الأطباء النفسيين أو حتى طبيب الأسرة يمكن أن يصف لك عقار مثل (فلوزاك) بجرعة كبسولة يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، وأعتقد أن هذا سوف يفيدك، وهو لا يتناقض مع عقار (نتلوك) الذي تتناوله.
وبمناسبة هذا العقار (نتلوك) والأدوية المشابهة لا أريدك أن تتناول هذه الأدوية بإسراف، يجب أن تحدّ من تناولها، وتتناولها حسب الإرشادات الطبية حتى لا تؤثر عليك نفسيًّا أو جسديًا.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.