الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكراً على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.
فأنت تعاني من هذا الخوف من الأمراض منذ أكثر من ثلاث سنين، وقد أرسلت لنا العديد من الأسئلة، وتم الإجابة عن كل هذه المخاوف، وأخبرك د. محمد عبد العليم أن تمتنع عن التفكير بهذه الأمور، وأخبرناك أن تتوقف عن الذهاب إلى الأطباء، وبإشغال نفسك عن هذه الأمور، وأفضل إثبات أنها ليست مرضاً عضوياً هو أنك وخلال هذه السنوات، وكل الأطباء الذين راجعتهم وأجروا لك الصور الشعاعية، والطنين المغناطيسي، أكدوا لك أنه لا يوجد مرض عضوي، وإنما ما تعاني منه هو قولون عصبي، وزيادة الدهون على الكبد.
المشكلة الرئيسة هي أنك كلما قرأت أكثر عن الأمراض زادت حياتك شقاء، فأنت لا تثق بأيٍّ من الأطباء الذين يفحصونك، ويجرون لك التحاليل والصور، ومن هم مطلعون على وضعك، وهم في وضع أفضل منا في أن يعطوك الرأي الصحيح؛ فنحن نعتمد على وصفك للأمور بينما هم قد فحصوك، واطلعوا على نتائج الاستقصاءات التشخيصية، لذا يجب أن تثق في ما أخبروك، ولا تجعل مخاوفك تقودك إلى ما أنت فيه من ذهاب من طبيب إلى آخر، وكأنك تريد فقط أن يقول لك أحدهم: أن عندك سرطاناً، أو عندك مشكلة مرضية كبيرة.
أنت تريد إجابة خاصة لك، وقد أكدنا لك عدة مرات منذ الـ (2011) أنه حسب الوصف والمعلومات التي ترسلها عن نفسك، ومن نتائج التحاليل؛ أنه لا يوجد عندك إلا زيادة الدهون في الكبد، وأخبرناك ماذا تفعل بشأن هذا.
والأمر الآخر هو أنك تعاني من القولون العصبي، والمراء المرضي، فأنت تسأل: هل عندك سرطان في القولون؟ فهذا قد أكده لك الأطباء الذين راجعتهم، وهم كثيرون، وكما قلت: إنه لا يوجد عندك سرطان، فلماذا تعيد نفس السؤال؟
وهل عندك التهاب فيروسي في الكبد؟ وقد أجرى الأطباء لك (فيرسوات الكبد) وكانت سلبية، أي إنه لا يوجد عندك فيروسات لأمراض الكبد، وأنت تعيد نفس السؤال مرة أخرى.
وبالنسبة للتليف في الكبد فإن الأمواج فوق الصوتية لم تظهر أي تليفات في الكبد، وما زلت تسأل نفس السؤال: إن كان عندك تليف في الكبد، فأنت لا تريد أن تقتنع أن جسمك صحيح، لذا يجب أن تضع حداً لهذه المعاناة.
نرجو من الله لك راحة البال.
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة د. محمد حمودة استشاري أول - باطنية وروماتيزم.
وتليها إجابة د. محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
كما أشار لك الأخ الدكتور محمد محمودة، نحن نقدر جدًّا درجة مخاوفك المرضية، فمثل هذه الحالات –أي حالة التوهم والتخوف والوسواس المرضي– كثرت في زماننا هذا، لأن الأمراض قد كثرت، وكما تفضلت: اطلاعات الناس قد ازدادت، وفي ذات الوقت نرى أن الطمأنينة -أيضًا- قد ذهبت عن الكثير من الناس.
فيا أخي الكريم: يجب أن تتجاهل هذا النوع من التفكير تمامًا، وتعتبره تفكيرًا سخيفًا، هي نوع من المخاوف الوسواسية وليس أكثر من ذلك، توكل على الله تعالى، اسأله أن يحفظك، ركز على الأذكار كثيرًا، خاصة الأذكار المتعلقة بالأمراض والحفظ منها، وعش حياة صحيَّة، مارس الرياضة، نظم غذاءك، انطلق في وظيفتك، طوّر من مهاراتك، كن متواصلاً اجتماعيًا، ولا تتردد على الأطباء.
أيها الفاضل الكريم: هذا هو الذي أنصحك به، ولا مانع أبدًا من تناول أحد أدوية المخاوف -مرة أخرى– تناول الدواء لمدة طويلة نسبيًا، وأعتقد أن عقار (سيرترالين/زولفت) سيكون جيدًا بالنسبة لك، تناوله بمعدل حبة واحدة يوميًا لمدة ثمانية أشهر، ثم اجعلها حبة واحدة يومًا بعد يوم لمدة شهرين، ثم حبة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهرين أيضاً، ثم توقف عن تناوله.
أرجو أن تحقّر فكرة التوهم المرضي، وانظر هذه الاستشارات المرتبطة: (
263760 -
265121 -
263420 -
268738).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.