أعاني من اكتئاب شديد وأستخدم بعض الأدوية.. فما رأيكم بها؟
2014-10-16 04:29:01 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أشكركم على هذا الموقع، أنا أستخدم دواء (لوسترال 50) منذ أكثر من 10 سنوات وحتى الآن، بمعدل حبتين يوميًا، وكنت أستخدم معه (سيروكويل)، بمعدل 50 مل، حبة واحدة في اليوم، ولكني توقفتُ عن (السيروكويل) منذ ذلك الوقت واستمريت أتناول (لوسترال) كما ذكرت، ولم أراجع الطبيب منذ ذلك الوقت.
لم أترك هذا الدواء خوفًا من حدوث نوبة اكتئاب حادة ومفاجئة؛ لأنه سبق أن أُصبتُ بحالة اكتئاب شديدة، وقال لي الطبيب: تناولْ حبتين يوميًا، ولم تتحسّن الحالة، فقال لي:إن عليّ أن أزيد الجرعة إلى 4 حبات في اليوم، وبالفعل تحسّنت الحالة -ولله الحمد- وبعد التحسّن رجعت لتناول حبتين في اليوم، وحتى يومنا هذا وأنا أتناوله، وأخشى أن أتركه بالتدرُّج، فتعود حالة الضيق والاكتئاب الشديد.
أرجو إفادتي بالحلّ الأنسب، وشكرًا لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبا خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
(الاسترال) دواء سليم، ودواء فاعل جداً، لكنْ قطعاً هذا لا يعني أن يتناول الإنسان الدواء لسنوات دون أن يفكر في تخفيفه أو التوقف عنه؛ لأن الاستعمال الرتيب والمتواصل للدواء، يجعل الإنسان وسواسياً، وقد يختفي المرض الأصلي في حالتك، وهو الاكتئاب، لكن بعد ذلك يأتي الوسواس القلقي، أو ما يسمى بالخوف التوقعي، يعني إذا توقفت عن الدواء، سوف تأتيني الانتكاسة، وأعتقد -أخي أبا خالد- هذه هي طريقة تفكيرك الآن.
أنا أؤكد لك مرة أخرى أن الدواء سليم، وسليم جداً، لكن أريدك حقيقةً ألا تستعمله بهذه الصورة النمطية الرتيبة، أريدك مثلاً أن تتناول حبتين في اليوم، هذا في اليوم الأول، ثم في اليوم الذي يليه استعمل حبة واحدة ليلاً، وهكذا، استمر لمدة شهرين مثلاً، ثم بعد ذلك يمكن أن تخفضها حبة واحدة 50 مليجراما، أي حبة واحدة كثيراً ما تكون جرعة وقائية ممتازة جداً، وإذا حدث لك أي نوع من القلق البسيط حين تبدأ في تطبيق الوسيلة التخفيفية التي ذكرتها لك، لا تنزعج ولا ترجع إلى حبتين مباشرة، لا بد أن يكون عندك شيء من الإرادة الإيجابية، ولا تترك الأثر النفسي يكون هو اللاعب الرئيسي في حياتك، جرعة حبة واحدة جيدة جداً كوقاية، لكن الذي قد أحسُّ بشيء من التحفظ حوله، هو أنَّ تعودك على تناول حبتين ربما يؤثر عليك نفسياً، وأنا أؤكد لك في هذا السياق أن حبة واحدة سوف تكون كافية بالنسبة لك.
أخي الكريم، سخر آلياتك العلاجية الأخرى، المشي في مثل عمرك مفيد جداً، يحسن المزاج، وذلك بجانب الفوائد الجسدية، حُسْن إدارة الوقت أيضاً مهمة، تغيير نمط الحياة ليناسب المرحلة العمرية، وأنت -الحمدلله تعالى- في عمر الإنتاج الحقيقي، ومهاراتك الآن قطعاً اكتملت ونضجت.
أخي الكريم، اجعل حياتك قائمة على هذه الأسس في محيط عملك، على المحيط الأسري، وفيما يخص المحيط الاجتماعي، ولا بد أن تفكر إيجابياً، التفكير الإيجابي مهم جداً؛ لأن الاكتئاب يتسلط على الناس من خلال أفكارهم السلبية، الأفكار التشاؤمية غير صحيحة، فإذاً -أخي الكريم- هذا الذي أنصحك به، ونحن في هذه الأيام المباركة، قطعاً الإنسان يمكن أن يدفع نفسه بصورة إيجابية جداً ليتخلص من اكتئابه.
أخي الكريم، لا تنسَ أيضاً أن تُجري الفحوصات الطبية الدورية، لوظائف الكبد ووظائف الكلى ومستوى السكر والدهنيات، هذه قُمْ بإجرائها مرة كل ستة أشهر كنوع من التحوط الصحي الجيد.
نسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.