أنا إنسان شديد الخوف من الموت، ومزاجي متقلب
2014-11-03 04:24:36 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا إنسان شديد الخوف من الموت، وصرت أكره المجتمع، ومزاجي متقلب، ولا أستطيع الخروج من المنزل، ومنعزل كثيرا عن الناس، وأخاف من كل شيء.
ما هو الحل؟ أفيدوني، جزاكم الله خيرا، هل عين أم وساوس أم حسد أم ماذا؟
علما أني لم أكن هكذا من قبل، ونظرتي للحياة سوداوية، وأشعر بهم وحزن واكتئاب دائم، وكنت أعاني منذ 7 سنين من وساوس ثم ذهبت عني ثلاث سنين وعادت الآن!
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو جراح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.
حالة الانعزال الاجتماعي، وكذلك الوجداني الذي تعاني منه مع تفاعلك السلبي، ومشاعرك نحو الآخرين الذي فيه شيء من الكراهية، وشيء من الشكوك مع تقلب المزاج.
أقول لك: أنت بالفعل تعاني من مخاوف قلقية، يضاف إليها درجة بسيطة إلى متوسطة من الاكتئاب النفسي، والخوف من الموت هو من الأشياء الشائعة جدًّا، لأن الموت يمثل حقيقة أمرًا جوهريًا في حياتنا، وهو لا مناص منه، وبعض الناس قد يهتز وجدانه هنا وهناك، تأتيه مخاوف مرضية حول الموت، خاصة إذا أصيب الواحد بمخاوف شديدة كنوبات فزع وهلع.
أخي الفاضل: تعامل مع هذا الأمر بما ورد في شرعنا الحنيف، اعلم وتيقن أن الموت آتٍ ولا شك في ذلك، ومكتوب على الكل، ولكل أجل كتاب، والخوف منه أو عدم الخوف منه لا يؤخره لحظة واحدة ولا يقدمه لحظة واحدة.
أسأل الله أن يطيل عمرك وأن يحسن عملك، وتوكل على الله، والآجال بيد الله تعالى.
حالة الانعزال وعدم التفاعل الاجتماعي لا شك أنها تزيد عندك من الشكوك والوساوس والظنانيات.
أيها الفاضل الكريم: لابد أن تخترق هذا الحصار الذي فرضته على نفسك، اخرج أخي الفاضل، صلِّ مع الجماعة، قم بزيارة أهلك وأصدقائك، اذهب ورفّه عن نفسك، اذهب إلى الأسواق، يجب أن تعود لمرفق عملك، هذه هي الحياة، وأنت الحمد لله تعالى تملك الإرادة، حتى وإن لم تكن الرغبة موجودة، لكن ما دامت الإرادة موجودة، ما دامت الدافعية موجودة، ما دام العقل موجود، فإن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم.
ادفع نفسك دفعًا، وأرى أن تتواصل مع أحد أصدقائك أو أهل بيتك ليساعدك، ليس في ذلك عيب، دعه – على سبيل المثال – يذهب معك إلى المسجد، يذهب معك للزيارات، يذهب معك للأسواق، هذا يخرجك تمامًا من حالة الخوف التي أنت فيها.
أنت لديك معرفة بمرض الوسواس، ومرض الوسواس لا يختلف كثيرًا عن أمراض المخاوف، بل ينتمي لنفس المجموعة التشخيصية، وهنا أقول لك: إن العلاج الدوائي مهم جدًّا، هنالك أدوية ممتازة فاعلة تفيد، عقار (سيرترالين) والذي يعرف تجاريًا باسم (زولفت) أفضل علاج بالنسبة لك، فاذهب إلى الطبيب ودعه يصف لك الدواء، واستمر عليه حسب المدة المحددة، وأنا أعتقد – وحسب عمرك، إذا كان عمرك أكثر من 18 عامًا – لابد أن تصل إلى جرعة مائة وخمسين مليجرامًا في اليوم، أي ثلاث حبات في اليوم، وهذه تُبنى تدريجيًا، ثم بعد ذلك تنقص الجرعة حسب درجة التحسن التي سوف تأتيك بإذن الله تعالى.
طبق ما ذكرته لك من إرشاد، وتوكل على الله، وثق في مقدراتك، وعلاجك الأكيد هو في الإكثار من ذكر الله تعالى، ألا بذكر الله تطمئن القلوب.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا.