طفلي يمل عندما يكون في البيت ويعاند بعكس الحضانة .. ما توجيهكم؟
2014-11-15 22:04:14 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أشكركم على هذا الموقع المميز.
أود استشارتكم بخصوص ابني عمره ثلاث سنوات، أنا أحرص على تربيته تربية صالحة، وأقضي وقتًا معه، وأحاول تعليمه الأرقام والحروف والقصص الإسلامية، وهو متجاوب معي ومؤدب، ولديه الكثير من الصفات المتميزة عن أقرانه وأدخلته الروضة يوميًا لمدة أربع ساعات حتى يغير جو، ويتعلم أشياء مفيدة، ويلتقي بأطفال، وحتى أتفرغ أنا لبعض الإنجازات، ولكن هناك أيام العطل يكون عنيد بشدة (عناد سلبي) عندما يشعر بالملل.
علمًا أني أخرجه يوميًا للتسوق مثلا، أو الحديقة لمدة ساعة، أو حتى عمل برنامج له يوميًا مدة ساعة بين لعب، وقصص، ولعب تعلمي لأقضي على هذا الملل، ويصبح في غاية العناد لا يرغب في تنفيذ أي قرار، ويفعل الأشياء الخاطئة، وهو يعلم أنها خاطئة، ويبدأ بالصراخ وعندما أقول له سوف أعاقبك يقول: عاقبيني، ويكون فوضويًا عنيفًا يطلب كل شيء بالصراخ والضرب، لا أفهم لماذا؟
أما بالمقابل عندما أدخلته إلى الحضانة فإن العناد السلبي يختفي ويكون مهذبًا ويسمع الكلام، ويكون متعاونًا معي لأبعد الحدود، ويصبح قضاء الوقت معه ممتعًا، والحديث معه ممتعًا أيضًا، يطلب كل شيء بأدب ويعتذر إذا أخطأ وينشغل بنفسه والعابه.
بصراحة الأيام التي لا يذهب إلى الحضانة لا أستطيع فعل شيء، وأشعر بالغيظ من تصرفاته ماذا أفعل معه؟
علمًا أن تكاليف الحضانة مرتفعة، وزوجي قرر إيقافه عنها الفصل القادم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم مهند حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرًا لك على الكتابة إلينا في هذا الموقع، وعلى حسن رعاية طفلك وتربيته التربية الصالحة.
لو قلت لنا أن عناد الطفل متكرر في البيت والمدرسة، لقلت إن هناك مشكلة في الطفل، ولكن طالما أنه "عنيد" في البيت بينما هو منضبط في الحضانة، فهذا خبر جيد، وهو دليل أن الطفل قابل للاستجابة للتربية والتوجيه، إذا عرفنا كيف نتعامل معه ونوجه سلوكه، وسأشرح هنا شيئًا أساسيًا يمكن أن يكون نقطة تحول في طريقة تربيتك لهذا الطفل.
إن من أكثر أسباب السلوك المتعب عند الأطفال، وربما كثير مما ذكرته في سؤالك عن سلوك طفلك ينطبق عليه هذا، هو الرغبة في جذب الانتباه لنفسه، ومن المعروف أن الطفل يحتاج لانتباه من حوله، وخاصة الوالدين، كما يحتاج للهواء والطعام والماء، وإذا لم يحصّل الطفل على هذا الانتباه من خلال سلوكه الحسن، فإنه سيخترع ألف طريقة وطريقة سلوكية لجذب هذا الانتباه، والغالب أن يكون عن طريق السلوكيات السلبية، كالتكسير والإزعاج الذي ورد في سؤالك، فهو لا يفعل هذا؛ لأنه "سيء" وإنما لجذب الانتباه.
وقد تسألين ولماذا يحاول الطفل جذب الانتباه عن طريق السلوكيات السلبية وليس الإيجابية؟
وهو سؤال وجيه.
ببساطة لأننا، نحن الكبار، آباء وأمهات، لا ننتبه عادة للسوك الإيجابي، بينما يجذبنا جدا السلوك السلبي، وكما قال أحدهم "عندما أحسن العمل، لا أحد ينتبه، وعندما أسيء العمل، لا أحد ينسى"!
وما يمكن أن تفعليه مع طفلك، عكس ما نفعله عادة، وهنا عدة أمور منها عمليّة:
1- أن تلاحظي أي سلوك إيجابي يقوم به طفلك، وأن تـُشعريه بأنك قد لاحظت هذا السلوك الإيجابي، ومن ثم تشكريه عليه، فمثلا إذا مضت عدة دقائق وهو بهدوء ولا يكسّر الأشياء، فامتدحيه على هذا.
2- حاولي تجاهل بعض السلوك السلبي الذي يمكن أن يقوم به طفلك، كبعض العصيان والعناد، إلا إذا كان السلوك مما يعرّضه أو يعرّض غيره للخطر، فعندها من الواجب التدخل وعدم تجاهل الأمر، والعمل على تحقيق سلامة الطفل والآخرين مباشرة.
وأما بالنسبة لعناد طفلك، فربما كثير من هذا أيضًا هو سلوك لجذب انتباهك وانتباه من حوله، فحاولي التعامل معه كمجرد سلوك لجذب الانتباه، ويمكنك توجيه انتباهك إليه عندما يتجاوب معك ومن دون عناد، وحاولي صرف انتباهك عنه عندما يصل عناده لحدّ لا ترتاحين له.
ويفيد أن نتذكر أن الصفة التي تتعبنا في الطفل وهو صغير، ومنها "العناد" مثلا، قد تكون هي نفسها الصفة التي ستكون وراء نجاحه وتفوقه في قابلات الأيام، فالعناد قد يجعله قوي الرأي وبشخصية قيادية... فنحن لا نهدف إلى تحطيم هذه الثقة، وإنما تطويعها لمصلحة الطفل ومصلحة من حوله.
وكالعادة أنصحك أيضا بدراسة كتاب في تربية الأطفال، فهذا مما يعين الكثير من الآباء، ويعلمهم الصيد، بدلا من أن نعطيهم سمكة.