ابني دائم الحركة ولا يركز على شيء إلا أمام الكمبيوتر!
2014-11-04 04:18:41 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
ابني يبلغ من العمر 7 سنوات، لا أعرف ماذا به، هل يعاني من فرط حركة وضعف في التركيز؟ بالرغم من أنه قد يجلس بالساعات أمام الكمبيوتر بلا حركة سوى أرجحة الكرسي الذي يجلس عليه من آن لآخر، ولكن حين يقوم بعمل شيء آخر كالمذاكرة أو مشاهدة التلفاز أجده دائم الحركة واللعب، يقفز على الكراسي ويتشقلب إلا لو أتى شيء جديد، أو برنامج جديد لفت انتباهه يجلس لمتابعته، هذا بالإضافة لانفعاله الزائد على أقل المواقف، ويغضب سريعا ويرتفع صوته بصورة حادة، ويبكي بشدة لدرجة الانقطاع في النفس إذا خسر في لعبة، أو نقصت درجاته الدراسية.
حاولت التحدث إليه أو توجيهه بلا فائدة، ووقت المذاكرة يفكر دائما بشيء آخر، ما سيفعله بعد المذاكرة مثلا، أو حلم أو شيء شاهده على التلفاز، ولا يركز فيما أمامه إلا بالتوجيه الدائم مني، فلا أعلم هل هذا فرط نشاط أو تشتت؟ وما العمل؟ علما بأنه طفل وحيد.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نستطيع أن نقول: إن معظم الأطفال لديهم درجة ما من زيادة الحركة وشيء من تشتت الانتباه، لكن في بعض الأطفال قطعًا يصل للدرجة المرضية.
ابنك هذا – حفظه الله – يجلس أمام الكمبيوتر لساعات، وهذا يقلل كثيرًا من فرصة تشخيص فرط الحركة الزائد، لكن بعض الأطفال قد تجتذبهم أوضاع معينة أو أنشطة معينة للدرجة التي تختفي فيها زيادة نشاطهم الحركي.
عمومًا: تواصلي مع مدرسته، هذا مهم جدًّا، وتحدثي مع المعلمات حول نشاطه في أثناء الدراسة أو في أثناء الحصة، هذه أحد المقاييس المهمة جدًّا، فالطفل الذي يعاني من فرط الحركة غالبًا يتحرك في أثناء الحصة ولا يستطيع أن يتحكم في نفسه كثيرًا، ويكون أيضًا طفلا عُصابيا سريع الانفعال، يقفز من مكان إلى آخر، وهكذا.
إذًا: ملاحظة المعلمات مهمة جدًّا، وإن تأكد لك أنه كثير الحركة داخل المدرسة فهذا يعني أنه يحتاج لشيء من الخدمات الطبية النفسية المتخصصة، وفي هذه الحالة أقول لك: اذهبي به إلى الطبيب النفسي المختص في الطب النفسي للأطفال، هذا في حالة أن المدرسة قد أكدت لك أنه بالفعل يعاني من فرط الحركة.
هذا الطفل – حفظه الله – يحتاج فعلاً لشيء من تعزيز السلوك الإيجابي لديه، فانفعالاته وسرعة غضبه ربما تكون ناتجة من عدم تعزيز السلوك الإيجابي، فاسعي – أيتها الفاضلة الكريمة – بأن تعززي مسلكه الإيجابي، وطريقة النجوم طريقة معروفة ومفيدة جدًّا في هذا العمر، فأرجو أن تطبقيها بدقة، واشرحيها للطفل حتى يتفهمها ويعرف العائد الإيجابي الذي سوف يعود عليه في حالة السلوك الحسن، وما سوف يفقده من مكافأة في حالة السلوك الخاطئ. وأعطيه أيضًا فرصة لأن يلعب مع الأطفال في عمره، هذا يساعده كثيرًا، وتحيّني الفرص التي يكون مزاجه فيها طيباً ولاعبيه، وأكثري الثناء عليه، وهذا كله نوع من التعزيز الإيجابي للسلوك.
قطعًا الطفل حين يكون لوحده ربما يستأثر بمنهج تربوي يحقق له الكثير من المكاسب التي يصعب فطام الطفل منها، فهذا الجانب أيضًا أرجو أن تراعيه، يعني التوازن التربوي مهم جدًّا ومطلوب، الطفل لا بد أن يعرف (نعم)، لا بد أن يعرف (لا)، ولا بد أن يفرق بين الخطأ والصواب، -وإن شاء الله تعالى- ابنك في هذا العمر يستطيع أن يستوعب الأمور بصورة جيدة جدًّا.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا.