كيف أتعامل مع قسوة أمي المستمرة؟
2014-11-05 04:54:23 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله
أنا عمري 17 سنة، مشكلتي هي أن أمي قاسية جداً معنا، دائما تكون غاضبة 24 ساعة، ولكن الأمر الذي يثير تعجبي أنها تكون سعيدة طوال الوقت عندما نزور أخواتها، وبمجرد أن ترانا تغضب وتجعلنا نعمل طوال الوقت في المنزل، ومع ذلك تقول: أنتم لا تعملون، وتنكر كل شيء نفعله من أجلها، وتقول لنا كلاماً قاسياً يجرحنا بشدة، وهي لا تدرك ما تقول، وهذا الشيء سبب لنا تبلداً تاماً.
في إحدى المرات صارت مشكلة بيني وبين ابنة خالتي، فقامت أمي بضربي بشدة لدرجة أنني فقدت السيطرة على نفسي، فصرت ألطم نفسي وأصرخ وكأنني ممسوسة، وعندما قامت خالتي بضرب ابنتها ضرباً بسيطاً، صرخت أمي وقالت: لماذا تضربينها؟ إنها مسكينة، مع العلم أنها هي من بدأت بالمشكلة، وحتى أنها تحلل الكثير من الأشياء على أخواتها، وتحرم علينا الكثير.
وأيضا هي تحطمني كثيراً، تقول: انظري إلى فلانة إنها متفوقة كثيراً في دراستها، ليست مثلك إنسانة فاشلة، وستبقين طوال عمرك فاشلة، حتى إنني أحياناً أقول لها: أمي أريد أن أصبح في المستقبل كذا، تضحك باستخفاف، وتقول: أنت افلحي أولاً، أما بقية الفتيات فإنها تشاركهن عندما يقلن لها ماذا يردن أن يصبحن وتشجعهن.
أريد حلاً لمشكلتي، لأنني وصلت أن ألعن -والعياذ بالله- الساعة التي ولدت فيها، وأصبحت ابنة لأم بهذه القسوة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رغد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يحقق في طاعته الآمال.
رغم تقديرنا للمعاناة إلا أننا على ثقة بأنك في عمر ووعي يؤهلك لتجاوز ما يحصل، ويؤسفنا أن كثيرا من الأمهات يقللن من شأن بناتهن، ويرفعن من قدر الأخريات، وهذا قطعا فيه ظلم، بالإضافة إلى أنها لا تعرف من أحوال الأخريات إلا ما ظهر، وحتى المتفوقات فيهن جوانب نقص خافية على والدتك، ومن هنا كان في المقارنات ظلم كبير.
وأرجو أن يدفعك كلام الوالدة إلى مزيد من الاجتهاد وبذل الأسباب المعينة على النجاح، والشجرة التي تنبت في الشمس وتتعرض للرياح العاتية هي الأقدر على الحياة.
ومن المهم أن نعلم أن دوافع الوالدة الداخلية قد تكون طيبة؛ لأنها تريد لبناتها أن يصبحن الأفضل في العالم، وعندما ترى أقل خلل ، فإنها تشتد وتقسو، بل ربما اشتدت في أمور عادية، ومن هنا فنحن ندعوك إلى النظر إلى نيتها وقصدها لا إلى عملها وأسلوبها الذي لا نقبل به، ولا يخفى على أمثالك من الصالحات أن الفتاة مطالبة بالصبر على والدتها، بل مطالبة بمقابلة إساءتها بالإحسان، وإذا تذكر الإنسان لذة الأجر والثواب نسي ما يجد من آلام.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وعليك بالسعي في فعل ما يرضي الوالدة طالما كان من طاعة الله، وكنا نتمنى أن نسمع عن الوالد ودوره، خاصة في المرحلة العمرية التي أنتم فيها، وأرجو أن يصلنا منكم توضيح حول دور الأب، والأشياء التي تسر الأم، ونماذج للخلافات بينكم وبين الوالدة، ورأي الخالات فيك وفي الذي يحصل، وحلول مقترحة من قبلكم، وأي إضافات تساعدنا في فهم الوضع.
نكرر لك الشكر على هذه الاستشارة، ونؤكد أنها بداية صحيحة ومهمة للعلاج، وأنت تمتلكين مؤهلات كبيرة للنجاح، ومنها هذا الرفض لما يحصل، فلا تحاصري نفسك، ولا تسمحي لأحد بمحاصرتك، واقتربي من والدتك، واندمجي مع أفراد أسرتك، وثقي بأن العقبات لا تزيد أصحاب العزائم إلا اصراراً على النجاح، مستعينين بالكريم الفتاح، وفقك الله، وسدد خطانا وخطاك.