أصبت ببعض الأعراض النفسية والاكتئاب، ما نصيحتكم؟
2014-11-18 03:05:57 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أصبت ببعض الأعراض النفسية منذ 6 سنوات، وأخذت لها علاجا وصفه لي طبيب، وهو سيبرالكس 5م ثم تركته مدة، ثم عدت إليه حيث عادت الحالة، وهي مجموعة مخاوف وقلق وضيقة صدر.
المهم أني رجعت لوضعي الطبيعي، وحينما قررت الزواج خطبت إحدى قريباتي، ويسر الله أن رأيتها، لكن تملكني خوف شديد مفاجئ حين رأيتها، ثم استخرت وعزمت على الزواج بها، وبعد الملكة جلست معها وذهبت كل هذه المخاوف.
تزوجت ولله الحمد، وسافرت وكانت الأمور على ما يرام لكن حين عدت لبلدي شعرت بعودة الحالة القديمة، وانضاف لها تنميل في الأطراف ورعشة وبرودة مع ألم في جانبي الرأس وكثرة النوم.
ذهبت للطبيب وطلب مني زيادة الجرعة إلى 10، ولكن الحالة زادت سوءاً فتم تغييره إلى باروكسات 10.
الحقيقة أني مرتاح لزوجتي وأحبها من قلبي، لكن يخالجني شعور سيء وهو أن هذه الأعراض والتي بدأت من رؤيتها دليل على أني لن أسعد معها!
ملاحظتي أن الحالة تأتي مع التعب الجسمي، حيث تكون تابعة له، وإذا أحسست بالنشاط ذهبت بعكس السابق، بدأت أوسوس وأشك أنها عين...الخ!
هل الزواج يجلب الاكتئاب؟ إذ أني كنت أظن سيختفي الاكتئاب والحالات النفسية بعد الزواج، لكني تفاجأت بما حصل!
أرجو أن ترشدونني، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا أعتقد أنك تعاني من اكتئاب حقيقي، فالاكتئاب مرض سخيف، الذي تعاني منه هو شيء من عسر المزاج الذي أتاك وكان عارضًا، واستجاب لجرعة صغيرة جدًّا من السبرالكس، وبعد ذلك تزوجت وأمورك كلها طيبة، ثم أصبحت هذه الحالة الوجدانية تُعاودك، وأعتقد أنك بجانب عسر المزاج لديك شيء من التفسير الوسواسي للأمور، أو لديك بعض المخاوف الوسواسية.
أخِي الكريم: كن إيجابيًا في تفكيرك، الحمد لله الآن أنت متزوج، والزواج – يا أخِي – مودة وسكينة ورحمة، وأرجو ألا تتطير، وألا تتشاءم، ولا تقل إنك بعد أن تزوجت أصبت بهذا التعب، لا، هذا كلام ليس صحيحًا، أسأل الله تعالى أن يوفقكما وأن يحفظكما أنت وزوجتك.
الاكتئاب ليس سببه الزواج أبدًا، الاكتئاب أسبابه غير معروفة في معظم الحالات، وفي حالات أخرى قد تكون الظروف الحياتية والقابلية الجينية الوراثية هي السبب في الاكتئاب.
لا أريدك أبدًا أن تُطلق على نفسك صفة المكتئب، لا، هذا عُسْرُ مزاج، هذه ظاهرة أكثر مما هي مرض، كن إيجابيًا، أحسِنْ إدارة وقتك، وأعتقد أنك محتاج لممارسة الرياضة بشدة، فالرياضة سوف تفيدك جدًّا، هذا التكاسل الذي يأتيك والتحسن الذي يأتيك مع زيادة النشاط يوضح أهمية الرياضة.
الآن هناك دراسات كثيرة جدًّا أفادت أن الرياضة هي الوسيلة الوحيدة التي تؤدي إلى إفراز مادة في الدماغ تسمى (BDNF)، هذه المادة هي التي تؤدي إلى ترميم الأعصاب والخلايا الدماغية مما يجعلها أكثر استعدادًا وقوةً لأن ينطلق الإنسان وجدانيًا، فاحرص على الرياضة أيها الفاضل الكريم.
بالنسبة للباروكسات أو الزيروكسات: استمر عليه بجرعة عشرين مليجرامًا (حبة واحدة) يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة ليلاً لمدة شهرين، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناول الدواء.
كنوع من التنبيه: الباروكسات أو الزيروكسات ربما يؤدي إلى تؤخر القذف المنوي قليلاً لدى بعض الرجال، فلا تنزعج لهذا إن حدث لك.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.